2024-11-25 08:00 م

تداعيات عودة العلاقات مع اسرائيل في الساحة الفلسطينية والاقليمية والدولية

2020-11-18
القدس/المنـار/ ماذا بعد عودة مسار العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية والاستعداد لاستئناف المفاوضات بين الجانبين؟، لهذه العودة تداعياتها على أكثر من صعيد داخليا وخارجيا، أي في الساحة الفلسطينية وفي الساحتين الاقليمية والدولية. 
على الصعيد الداخلي هذه العودة جمدت الحوارات بين الفصائل الفلسطينية، وبشكل خاص بين حركتي فتح وحماس، حيث ترى فصائل بأن هذه العودة طعنة وانتكاسة، وضربة لهذه الحوارات.. وابتعادا عن امكانية انهاء الانقسام، عودة اعادت حرب الاتهامات وستبقي على الصدع في الساحة الفلسطينية وسيعود ملف المصالحة الى الادراج ليحمل مزيدا من الغبار ووقف الحوارات بشأن هذا الملف يرضي العديد من العواصم، من بينها تلك الدول التي احتضنت هذه الحوارات، فهي لا تريد مصالحة في الساحة الفلسطينية، وانما فصلا كاملا بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تماهيا مع الموقف الامريكي الداعي الى اقامة دولة فلسطينية شكلية في قطاع غزة، وهذا تدركه حماس وفتح، رغم حوارات وفديهما في قطر ومصر وغيرهما، ويبدو أن قيادتي الحركتين ليستا معنيتين بانهاء الانقسام، فلكل طرف تطلعاته ومصالحه، مدعومة من محاور في الاقليم بحيث تحول هذا الملف الى كرة تتقاذفها العواصم الراعية لحوارات ليست جادة ومرفوض أن تحقق نتائج ايجابية من جانب رعاة هذا الملف المتخاصمين، فعلى سبيل المثال، مشيخة قطر ترتبط بعلاقات قوية مع القيادة الفلسطينية وحركة حماس، وهي تنفيذ خططا امريكية في المنطقة، وبالتالي ليست معنية بمصالحة في الساحة الفلسطينية رغم انها تستطيع التأثير على قيادتي الحركتين المتصارعتين وما تقوم به المشيخة في قطاع غزة يؤكد ما ذهبنا اليه.
كذلك الادارة الامريكية سواء القادمة أم الراحلة ومعها اسرائيل لا تريد مصالحة فلسطينية، والتوجه الامريكي الجديد باستئناف المفاوضات يؤكد التمسك الامريكي بتعميق الانقسام وقطبا الانقسام ليست لديهما النوايا الصادقة والجادة في انهائه، فالتحديات والطعنات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لم تخلق رغبة حقيقية لدى فتح وحماس لانجاز المصالحة، وما التوافق على الحوارات الا مجرد تكتيك وعلاقات عامة، ودوران في حلقة مفرغة، فلا يعقل أن يستمر الانقسام ثلاثة عشر عاما دون مصالحة، لو لم تكن لدى الحركتين رغبة في ذلك، ولتحقيق أهداف مرجوة، تساندهما قوى في الاقليم تعبث بالساحة الفلسطينية وتملي على قيادتي الحركتين كيفية التعاطي مع هذا الملف.
وانعكاس آخر لعودة مسار العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية يتمثل في ابتهاج الدول المطبعة، وتلك التي تزحف باتجاه بوابة التطبيع، فمن جهة توقف عودة المسار انتقادات القيادة الفلسطينية لهذه الدول، بل ستكون عامل جذب للقيادة لاستكمال المخطط المرسوم بشأن القضية الفلسطينية، فهي عودة مشجعة للتطبيع بأشكاله وميادينه المختلفة، لذلك لا نستبعد حدوث مصالحات بين القيادة الفلسطينية والدول المطبعة، فالعرابون كثيرون وبوابة النصائح مزدحمة والرغبة لدى القيادة متوفرة،  وعلى الصعيد الدولي، فتحت عودة مسار العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية الباب واسعا لنشاط اوروبي امريكي هو في الحقيقة استئناف لتحركات سابقة تهدف الى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ولو أن نتائجها غير مضمونة، بسبب التصلب الاسرائيلي وعدم قدرة العواصم الاوروبية وعدم نزاهة الراعي الامريكي الرافض لمشاركة لاعبين آخرين رغم مطالبة القيادة الفلسطينية بذلك.
يبقى القول، ان عودة العلاقات بين رام الله وتل أبيب فتحت مداخل جديدة لمزيد من التناحر والاتهامات والانقسامات والخلافات داخل الساحة الفلسطينية واستمرار العبث الاقليمي في هذه الساحة، مع ان للقيادة الفلسطينية التي اعادت علاقتها مع اسرائيل وجهة نظرها فيما اتخذته ورأت فيه انجازا سياسيا، في حين هناك تشكيك في التزام اسرائيل بالاتفاقيات وعدم ضم الاراضي، والتخلي عن صفقة القرن والرافضون لخطوة القيادة الفلسطينية يرون فيها انخراطا في صفقة القرن مع انظمة الردة وسط تزايد البناء الاستيطاني.