حدث غطى على حوارات حماس وفتح، واصابها بنكسة دفعت الفصائل الى ادانته، وعادت الاتهامات الى سابق عهدها، ويبدو أن المصالحة والانتخابات وتفاهمات التوافق قد عادت الى الادراج، انتظارا لتطورات قادمة تشارك في صنعها جهات عديدة عربية وخارجية، ولقاءات على مختلف المستويات تنذر بمفاجآت وربما تسويات لملفات وغالبا ما تكون عرجاء.
مسار العلاقة مع اسرائيل له تداعياته، داخليا وخارجيا على السلطة نفسها، العلاقات الفصائلية، وأدوار المحاور ومهامها في الساحة العربية، والتوجه الامريكي الجديد واتساع بوابة التطبيع واشعال الفتن والفوضى في ساحات مرشحة منذ زمن، فخطة احداث ترتيبات جديدة في المنطقة ما تزال قائمة، وبلا شك بأن القضية الفلسطينية هي محور ما تشهده المنطقة من تحركات واحداث وتطورات وقرارات فاجأت الكثيرين، وستكون الدهشة أكبر في التداعيات والنتائج، بعضها تتسبب بها صراعات في الدوائر الصغيرة والأكبر.
قلنا في (المنـار) أن فوز الرئيس الامريكي جو بايدن أرسى قوائم السلم لنزول القيادة الفلسطينية التي صعدت اليه بعدد من المواقف والقرارات ورسائل التهديد، مجيء بايدن الى البيت الابيض أخرج هذه القيادة من دائرة الانتظار، باتجاه البحث عن مبادرات حسن نية اتجاه الساكن في البيت الأبيض، لعله يخفف من وطأة القرارات الصعبة المجحفة التي اتخذها سلفه بحق الفلسطينيين، ويبعد عنها شبح محاولات اقصائها .
في هذه الاجواء الاخذة في التغير بعد الانتخابات الامريكية لم يكن أمام القيادة الفلسطينية وتحديدا دائرة صنع القرار الضيقة الا أن تعيد علاقاتها مع اسرائيل، تهنئة للرئيس الامريكي القادم الى البيت الابيض، لعله يقابل ذلك بمواقف تفتح طريقا جديدة لعلاقات امريكية فلسطينية أفضل تنعكس ايجابا على عملية السلام التي نادى بها وعمل لأجلها الحزب الديمقراطي سنوات طويلة، وهو صاحب رؤية حل الدولتين، فعودة العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية بمثابة عملية تسهيل لما يحمله جو بايدن من سياسة اتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ما أقدمت عليه القيادة الفلسطينية من عودة لمسار العلاقة مع اسرائيل، موقف له أهدافه وخطوة مدروسة استبقت الكثير من الضغوط والنصائح وتمشيا مع دعوات وصلت رام الله، جميعها تطالبها باستئناف المفاوضات مع اسرائيل، وهذا مطلب فلسطيني دون التمسك والتشدد بقواعد لهذه المفاوضات أو أسس تبنى عليها، أي بدون اشتراطات مسبقة أو جداول زمنية، وكثيرة هي الدوائر السياسية التي تؤكد بأن جو بايدن، سيطلب نصب طاولة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من جديد، وها هي القيادة الفلسطينية قدمت أولى خطوات تسهيل ذلك، وموافقتها على طرح أمريكي مرتقب عندما أعادت علاقاتها مع اسرائيل، بعيدا عن الدخول في نقاشات وتفصيلات كيفية اتخاذ هذه الخطوة او حقيقة التزامات الطرفين التي ادت الى اعادة العلاقات بما في ذلك الافراج عن أموال المقاصة واستئناف التنسيق الامني، فعودة مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان، هو "عربون" تقدمه القيادة الفلسطينية على مواقفتها لاستئناف المفاوضات، بطلب امريكي مرتقب.
أما تأثير وتداعيات خطوة اعادة العلاقات فستكون لها انعكاساتها على كل الملفات في الساحة الفلسطينية وبشكل خاص الحوارات الفصائلية، وتحديدا بين حماس وفتح بخصوص المصالحة والانتخابات وملفات عالقة ستتناولها (المنــار) قريبا.