2024-11-25 08:32 م

اوباما في "ارض الميعاد": الزعماء العرب لا يميزون بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم

2020-11-18
أسرار أوباما في «أرض الميعاد».. هكذا تحدث عن مبارك وليبيا ومجوهرات السعودية
بعد 4 سنوات من تركه الإدارة الأمريكية، يعرض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صورة قاتمة لكثير من قيادات الشرق الأوسط في مذكراته الجديدة، التي يقول فيها إنه ما زال يخشى أن الضغوط التي مارسها خلال الربيع العربي، لم تكن دائما موضوعية.

 

وحسب مقتطفات نشرت في وسائل إعلام أمريكية وغربية، رصد الكتاب الذي حمل عنوان «أرض الميعاد» معالم مسيرة الرئيس الـ44 للولايات المتحدة عبر 768 صفحة، انطلاقاً من طفولته ووصولاً إلى سنواته الأربع الأولى في البيت الأبيض

 

وفي كتابه الذي يحمل عنوان "أرض الميعاد"، يعيد أوباما التفكير في الانتقادات التي وجهت إليه، وعدته منافقًا، لأنه أقنع رئيس مصر الراحل حسني مبارك بالتنحي في مواجهة احتجاجات عام 2011، بينما تساهل مع البحرين، وهي قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية، وهي تقمع تظاهرات الاحتجاج لديها.

 

وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إنه شعر بـ"القمع والحزن" عندما زار السعودية، وإنه تعرض لتحذيرات إماراتية من الضغط على البحرين خلال تظاهرات 2011.
وتحدث أوباما في مذكراته الشخصية التي تحمل اسم "أرض الميعاد"، عن العديد من الملفات والزعماء العرب الذين قال إنهم لا يميزون بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم.

 

مجوهرات السعودية
 
ولفت إلى أن قصر الحكم السعودي حاول منحه مجوهرات فاخرة عندما زار الرياض عام 2009، مشيراً إلى أن هذه الزيارة كوّنت لديه "صورة قاتمة بسبب القوانين الدينية وفصلها الصارم بين الجنسين".

 

وتابع: "شعرت بالقمع والحزن عندما زرت هذا المكان الذي يمارس الفصل". ووصف شعوره عن المملكة بالقول: "كأنني دخلت فجأة إلى عالم أُسكتت فيه كل الألوان".

 

وقال الرئيس الأمريكي السابق إنه تعرض لضغط إماراتي عندما اندلعت تظاهرات 2011 في مملكة البحرين، وهي التظاهرات التي سحقتها الحكومة بدعم سعودي، حسب تعبيره.
وأشار أوباما إلى أنه ضغط على الرئيس الراحل حسني مبارك لكي يغادر السلطة استجابة لطلبات المتظاهرين، بينما لم يفعل ذلك في البحرين التي كانت تواجه "ثورة شعبية" هي الأخرى.

 

وقد حذّر ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، أوباما من الضغط على البحرين كما حدث مع القاهرة، بحسب ما قال.

 

وتعليقاً على هذا الموقف من البحرين يقول أوباما: "لم تكن لدي طريقة رائعة لشرح التناقض الواضح، بخلاف الاعتراف بأن العالم كان في حالة فوضى، وأنه لدى ممارسة السياسة الخارجية كان علي أن أواصل الموازنة بين المصالح المتنافسة".

 

الضغط على مبارك
 
وتابع: "لمجرد أنني لم أتمكن في كل حالة من تقديم أجندة حقوق الإنسان لدينا على اعتبارات أخرى لا يعني أنني يجب ألا أحاول أن أفعل ما بوسعي عندما يمكنني ذلك؛ لتعزيز ما اعتبرته أعلى القيم الأمريكية".

 

وتحدث أوباما عن انطباعاته بعد لقائه مبارك عام 2009 في القاهرة، وقال إنه سيصبح مألوفاً جداً في تعامله مع "الحكام المستبدين المسنين".
وأضاف: "يعيشون في عزلة بقصورهم، وكل تفاعل لهم يتم بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم. لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم".

 

وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علناً للتنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه لو كان شاباً مصرياً لربما كان هناك بين المتظاهرين.

 

وأضاف: "قد لا أتمكن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأمريكيين. لقد زودناهم بالأسلحة وتبادلنا معهم المعلومات وساعدنا في تدريب ضباطهم العسكريين".

 

وتابع: "بالنسبة لي فإن السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفاً، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين أمام أنظار العالم كله كان ذلك خطاً لم أرغب في عبوره".

 

الاتفاق النووي مع إيران
 
كما تحدث أوباما عن العلاقات المتوترة التي جمعته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

 

وفي هذا الصدد قال أوباما: إن نتنياهو "سياسي بارع تواصل معه بعد انتخابه عام 2004 لمجلس الشيوخ الأمريكي"، مضيفاً: "لكن رؤيته لنفسه على أنه المدافع الأول عن الشعب اليهودي في وجه المحن سمحت له بتبرير أي شيء تقريباً من شأنه أن يبقيه في السلطة".

 

ويرى أوباما أن معرفة نتنياهو بعالم السياسة والإعلام في الولايات المتحدة أعطته الثقة في أنه يستطيع مقاومة أي ضغط يمكن أن تمارسه عليه إدارة ديمقراطية مثل إدارته.
وكان أوباما في كتابه صريحاً أيضاً حيال شعوره بالإحباط من اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل"، والمتمثل في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيْباك).

 

وقال إنها (إيباك) تحولت إلى اليمين تماشياً مع السياسة الإسرائيلية، وتساءل عما إذا كان قد أُخضع لتدقيق خاص باعتباره أمريكياً من أصل أفريقي.

 

ضرب ليبيا
 
وحصل أوباما على الأغلبية الساحقة من أصوات اليهود الأمريكيين، وكتب قائلاً إنه في نظر العديد من أعضاء مجلس إدارة "إيْباك" ظل موضع شك، ورجلاً منقسم الولاءات.

 

ويستحضر الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ذكرياته مع التدخل العسكري في ليبيا وتوريط فرنسا وبريطانيا له في خوض الحرب.

 

ويظهر نيكولا ساركوزي في عيون باراك أوباما طفلا مضطربا ذا مزاج متقلب، وحيويا، وقادرا على الإدلاء بتعليقات خلال خطاباته. على سبيل المثال: خلال الربيع العربي والتدخل في ليبيا يتذكر باراك أوباما أن ساركوزي «تعرض لانتقادات شديدة في فرنسا لدعمه نظام بن علي في تونس حتى النهايةأ وفجأة اعتنق قضية الشعب الليبي».

 

وقال إن التحالف الدولي هاجم ليبيا، واستحوذت الطائرات الأوروبية على المجال الجوي، في حين أكد ساركوزي أن أول طائرة تدخله كانت فرنسية.