2024-11-27 09:49 م

لماذا تبني روسيا قاعدة عسكرية بحرية تستضيف سفنا نووية في السودان؟

2020-11-16
وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع الروسية، بإبرام صفقة مع السودان لبناء قاعدة بحرية روسية في السودان ستضم سفنًا مجهزة نوويًا ونحو 300 من أفراد القوات البحرية الروسية.

وستضم القاعدة مركزًا لصيانة السفن الحربية الروسية وتموينها، وسيكون المركز قادرا على استيعاب السفن المزودة بتجهيزات نووية مع مراعاة متطلبات السلامة، من جهتها، ستقدم روسيا للسودان مجانا أسلحة ومعدات عسكرية بهدف تنظيم الدفاع الجوي للمركز اللوجيستي المقترح.
ويمتد الاتفاق لمدة 25 سنة قابلة للتجديد تلقائيا لفترات 10 سنوات متتالية، ولكن ما الهدف وراء إنشاء تلك القاعدة في السودان تحديدًا؟

وذكر تقرير لصحيفة "أرجومينتي إي فاكتي" الروسية، أن منطقة البحر الأحمر لها أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لروسيا، موضحة أن روسيا تمتلك قواعد عسكرية في 10 دول حول العالم، من بينها أرمينيا وسوريا.

وأشار التقرير إلى أن روسيا كانت تمتلك قاعدة عسكرية في إثيوبيا بجزيرة ناكورة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن القوات السوفيتية غادرت القاعدة وأغلقتها عام 1991 بعد انهيار الاتحاد.

ولفت التقرير إلى أن أهمية منطقة البحر الأحمر تكمن في قناة السويس التي تعتبر معبرًا دوليًا للتجارة العالمية، موضحة أن روسيا تمتلك أسطولا تجاريا ضخما وهذه المنطقة خطرة بشكل خاص بسبب القرصنة. لذلك ، فليس من المستغرب أن تفكر موسكو لفترة طويلة في إنشاء قاعدة في المنطقة لحماية سفنها التجارية".

وبحسب الصحيفة، فقد فشلت روسيا في إنشاء قاعدة عسكرية لها في الصومال وجيبوتي بسبب معارضة الدول الغربية.

وستستضيف القاعدة البحرية الروسية في السودان سفنًا بمحطة طاقة نووية منصوص عليها بشكل خاص، حيث ذكرت بعض وسائل إعلام روسية أن تصريحات بوتين السابقة، بشأن عزم روسيا الاستمرار في تطوير ترسانتها النووية كانت مقصودة عندما قال: "يجب على المرء ألا ينتظر حتى يتمكن خصم محتمل من اللحاق بنا، علينا البقاء في المقدمة طوال الوقت".

وفي غضون ذلك ، لطالما دعم السودان روسيا في العديد من القضايا الرئيسية. على وجه الخصوص، في عام 2014 ، صوتت الخرطوم لصالح موسكو ضد قرار الأمم المتحدة بشأن ضم شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي الذي يجمع بين البلدين، ففي عام 2018 وقعت روسيا والسودان اتفاقية بشأن بناء مصفاة لتكرير النفط في بورتسودان.

ويقول الخبير بمجلس الشئون الدولية الروسي، إيليا كرامنيك: "من الطبيعي أن تكون إحدى مهمات قاعدتنا العسكرية حماية هذه المنشأة الهامة (مصفاة النفط) بالإضافة إلى الحرب ضد الإرهاب ومكافحة الاتجار بالبشر في البحر الأحمر وتهريب المخدرات.. إنها ببساطة قاعدة مهمة جديدة للبحرية الروسية".