جو بايدن لن يغير شيئا مما فعله ترامب في ولايته، وبشكل خاص ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، سوى استئناف لحن حل الدولتين وهو شعار كاذب رفعه باراك اوباما دون تنفيذ، وفي ولايته أتى الاستيطان على مساحات واسعة من أراضي الدولة التي رفعت شعارا لدى الحزب الديمقراطي، وجل ما سيفعله هو وعود باستئناف الدعم المالي للسلطة ومكتب قنصلي في القدس الشرقية، ومكتب غير مؤثر لمنظمة التحرير في واشنطن.. وبالمقابل على القيادة الفلسطينية ان تعود الى طاولة التفاوض ضمن ملهاة ولعبة ادارة الصراع، ولن يستطيع بايدن فرض أي موقف على اسرائيل فهو من داعميها الاشداء.
لكن، بامكان الجانب الفلسطيني انتزاع الكثير من المطالب اذا كان قويا غير عاجز وغير ضعيف، ساحته متماسكة لا انقسام فهيا ولا بيت "مهلهل" ولا جدار مؤسساتي آيل للسقوط، ولا اختراق ولا ارتباط بأجندات مشبوهة تمارس عبثا على مرأى ومسمع من القيادة الفلسطينية.
لذلك، على المتفائلين فلسطينيا وعربيا بتغيير مضامين السياسة الامريكية بتغيير الرؤساء ان يوقفوا تفاؤلهم فالسياسة الامريكية ممأسسة بشكل عام ومأسستها ثابتة بالنسبة للعرب والقضية الفلسطينية، ما دامت ثوابتنا مجرد شعارات، وما يتخذه رئيس امريكا من قرارات وسياسات بشأنها لا يمحوه آخر، بل يبني عليه، وكل رئيس امريكي لن يتخذ سياسات ومواقف بمعزل عن اسرائيل ورغبتها وان حاول سيلقى مصيرا مؤلما على يد الحكومة العميقة والمؤسسة السياسة في الولايات المتحدة تستمر ضمن الخطط الاستراتيجية للدولة العميقة ولا تتأثر كثيرا بشخص الرئيس، ولا ننسى أن جو بايدن كان نائبا للرئيس أوباما ثماني سنوات، وفي عهده نفذت مؤامرة الربيع العربي تدميرا للساحات العربية ورعاية للارهاب وعصاباته، وهذا ما أوصل الحال الفلسطيني الى ما هو عليه الان.