بقلم: اسماعيل عجوة
أسقطت صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة ترامب والترامبية، وتغييرات كبيرة سوف تشهدها أمريكا على كافة الأصعدة، لكنها، لن تشمل السياسة الامريكية اتجاه بعض الملفات، خاصة الملف الفلسطيني، وستبقى قرارات دونالد ترامب احدى أهم قواعد مواقف الادارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن وتحديدا ما يتعلق بالدعم المطلق لاسرائيل.
وهذا يدفعنا الى القول بأن الخروج من دائرة الانتظار التي تتخندق فيها القيادة الفلسطينية، الحدث الاهم في ظل هذه التغيرات، والاتجاه الى وضع استراتيجية سليمة ومدروسة، والابتعاد عن مواقف التلقي نحو الفعل، بمقاييس وأوراق قوية، تنتظر الالتقاط لمواجهة تحديات قادمة، والحذر من سياسة ادارة الصراع التي تنتهجها الادارات الديمقراطية في الولايات المتحدة، وأن لا تراهن القيادة الفلسطينية على نتائج انتخابات اسرائيلية مرتقبة، الفوز فيها سيكون لليمين الاكثر تطرفا.
ما الملطوب، اذن؟! بعد سنوات طويلة من الانتظار والتلقي وسياسات "الوشوشة" والتعلق بوعود كاذبة؟!
المطلوب اولا تعزيز وحدة الساحة الفلسطينية التي يخترقها صدع كبير مؤلم، مع ترتيب للبيت يضع حدا للتجاوزات والعجز، وتفشي الاستزلام والمحسوبية التي تنخر مفاصل المؤسسات والهيئات، والتزام الجدية في اعادة الاموال المنهوبة، ودراسة صادقة تفضي الى نتائج ايجابية صحيحة، لما تعانيه وزارات السلطة من تداعيات خطيرة لسياسىة عشوائية دون ضوابط بعيدا عن الحساب والعقاب والمساءلة.
مطلوب، تحسين الاداء، من خلال تغيير الادوات، وبدون مجاملة القاء "العدة" التي اصابها الصدأ بعيدا عن الدوائر المقررة، وما يشهده العالم من احداث وتغيرات، ومنها، سقوط "الترامبية" في الولايات المتحدة، يتطلب تغييرا حقيقيا صادقا في مواقع القيادة الفلسطينية، بموجبه تتقدم الكفاءات طاهرة الايادي ولا صلة لها بالمنافع الذاتية، بهذا التوجه الجاد والصادق يمكن كسل تأييد الشارع، قبل أن ينفجر مع اشتعال اول عود ثقاب.. فلقد صبر طويلا، على أمور غاية في الخطورة، يراها تتجذر ظواهر سيئة مقلقة تمس رغباته وتستخف بوعيه.
تغيرت الادارة الحاكمة في واشنطن، لكن، هذا لا يعني، الاطمئنان لهذا التغيير، والتعلق بآمال لن تتحقق، فكل الشعارات التي ترفعها الادارات الديمقراطية في البيت الابيض لا تتعدى كونها أغطية واقنعة لادارة الصراع دون وضع حد للاستيطان وسياسة القمع الاسرائيلي المتواصلة في كافة المجالات.
المطلوب تغيير جدي في الساحة الفلسطينية، في مواجهة التغييرات التي نشهدها في امريكا وفي أكثر من مكان، تغير في السياسات والمواقف والادوات والمواقع والدواوين الاستشارية، وما لم يتم ذلك، فنحن بانتظار زلازل متفاوتة الشدة ردا على الاستخفاف والدوران في الحلقات المفرغة وتداعيات التجاوزات التي تضرب كل المفاصل.
هذا التغير من السهل حدوثه اذا كانت النوايا صادقة، والتوجه نحوه جادا.. والتوقف عن الاخذ بالتقارير الكاذبة المدمرة التي تخدم فقط الادوات الصدئة وأصحاب المصالح.
ان نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن، يجب أن لا يفسر لدى العجزة بأنه لصالح شعبنا وقضيته، فالاخطار مع تزال موجودة والتحديات قائمة، والاجندات المشبوهة لم تطو!!!