2024-11-24 04:01 م

لماذا تعد الانتخابات الأمريكية حدثاً عالمياً تترقبه الدول وقادتها؟

2020-11-01
تتجه أنظار العالم في هذه الأيام إلى الولايات المتحدة، حيث الانتخابات الرئاسية، والمنافسة المحتدمة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ومرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، وسط آمال تعقدها بعض الدول على فوز أحدهما على الآخر.

وتنتظر العديد من الدول حول العالم نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لتحديد سياساتها الخارجية، وخاصة القرارات المصيرية التي تتخذها، لأن هناك اختلافاً في تعامل ترامب وبايدن مع العالم الخارجي.

وأدلى نحو 70 مليون أمريكي بأصواتهم في الانتخابات المبكرة، وهو عدد قد يسهم في أعلى نسبة تصويت خلال ما يربو على 100 عام، وفقاً لبيانات مشروع الانتخابات الأمريكية.

تراجع تأييد ترامب
مركز بيو الأمريكي للأبحاث أظهر، في استطلاع له، رغبة 29% فقط من الدول التي شملها الاستطلاع، في فوز ترامب، بناء على تقييم الفترة التي مرت من دورة رئاسته منذ بدايتها في عام 2017.

وتعود أسباب تراجع ترامب دولياً، وفق تقرير المركز الذي نُشر الثلاثاء (17 أكتوبر)، جزئياً إلى معارضة سياسة الرئيس الخارجية، حيث لم تحظَ سياسات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالرسوم والمناخ والهجرة وإيران بشعبية على مستوى العالم.

وقد حظيت مفاوضات ترامب مع الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بأكبر قدر من التأييد، حيث حصلت على تأييد 41% في 33 دولة شملها الاستطلاع.

ويؤكد المركز أن النظرة الإيجابية إلى الولايات المتحدة انخفضت بشكل كبير بعد تولي ترامب رئاستها، وأكثر بكثير مما كان عليه الحال خلال عهد الرئيس السابق بارك أوباما.

ووفق الاستطلاع انخفضت النظرة الإيجابية إلى الولايات المتحدة بشكل كبير بعد تولي ترامب رئاستها، وأكثر بكثير مما كان عليه الحال خلال عهد أوباما.

وحصلت "إسرائيل" على أعلى تصنيف في النظرة الإيجابية إلى الولايات المتحدة في الاستطلاع، حيث ينظر 83% ممن شملهم الاستطلاع إلى الولايات المتحدة على نحو إيجابي.

وفي المكسيك والشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت النظرة إلى الولايات المتحدة سلبية في الغالب، حيث أفاد شخص واحد فقط من بين كل خمسة برأي إيجابي بشأن الولايات المتحدة.

وحصل ترامب على أعلى نسبة من التصنيفات السلبية داخل المجموعة، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ كانا ضمن مجال التصنيفات السلبية.

ويقول التقرير: "إن شعبية ترامب مرتفعة فقط لدى أنصار اليمين السياسي، ولكن حتى لدى هذه الفئة من المستطلعة آراؤهم لا ترتفع نسبة الثقة بترامب إلى 50% أو أعلى إلا في ست دول فقط".

على الرغم من أن العالم بشكل عام يفتقر إلى الثقة بقدرة الرئيس الأمريكي على اتخاذ الخيارات الصحيحة، فإن ترامب يحظى بالدعم في بعض البلدان.

ويتمتع ترامب بشعبية في الدول الأفريقية التي شملها الاستطلاع على الرغم من بعض هفواته السابقة في الشأن الأفريقي، وبضمنها وصفه للدول الأفريقية بتعبير تحقيري بأنها "حفر للقذارة".

انتخابات عالمية
الخبير السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة القدس "الدكتور أحمد عوض" يؤكد أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا تعد حدثاً سياسياً محلياً يهم الأمريكان أنفسهم، بل هي حدث تترقبه جميع دول العالم.

ويعود ترقب العالم لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق حديث عوض لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن الرئيس القادم للولايات المتحدة يحدد أسواق النفط والمال، والمواجهة بين الأقطاب، ويحدد سياسة دول عظمى في الكون، لذا فهي مهمة جداً للعالم.

وعن السياسات الخارجية لترامب، يوضح عوض أن سياسته مبنية على العدوانية، وكسر القانون الدولي، ومحاولة فرض السياسة الأمريكية بالقوة، وتغيير حقيقي في العلاقات الدولية، وهو ما جعل العديد من الدول، كإيران والصين، تنتظر انتهاء حكمه.

وعلى عكس ترامب، وفق ما يبين عوض، فإن مرشح الحزب الديمقراطي، بايدن، لديه رغبة أكبر في التسويات في قضايا العالم، ومحاولة الانضباط بالقانون الدولي، وإعادة العالم إلى صورته السابقة.

وتعد سياسة ترامب، كما يقول الخبير السياسي، "مهووسة بالفكرة الدينية، وعقائد وأوهام تم زرعها فيه من قبل لوبيات مختلفة خاصة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، واستخدامه لتنفيذ جميع مصالح "إسرائيل" في الشرق الأوسط وكأنه وزير خارجية له".

ويستدرك بالقول: "بايدن يختلف تماماً عن ترامب في هذه الأفكار؛ فليس لديه ما يعرف بالحرب الكونية الأخيرة، إضافة إلى أنه غير محكوم بالسياسة الخارجية لبعض اللوبيات".

وحول دول الخليج ومتابعتها للانتخابات الأمريكية، يرى عوض أن بعضاً من تلك الدول، وخاصة التي أقامت علاقات رسمية مع "إسرائيل"، تريد فوز ترامب، ليحافظ على تلك الاتفاقيات، ويواصل دعمها وحمايتها من إيران.

ترقب السعودية
السعودية أبرز الدول في العالم التي تترقب نتائج الانتخابات الأمريكية، خاصة في ظل علاقاتها المتينة مع ترامب الذي قدم دعماً غير محدود لولي العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

وكان دعم ترامب لولي العهد السعودي حاسماً خلال رئاسته، خاصة في حرب اليمن التي واجهت السعودية خلالها انتقادات دولية لاذعة، وملف حقوق الإنسان داخل المملكة، واعتقال الحقوقيات، ورجال الدين.

ومن الأسباب التي تجعل السعودية تعيش في حالة من القلق إذا لم يفز ترامب بالانتخابات، هو ما تم الحديث عنه بأن بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيعمل في حال فوزه على تغيير سياسة الولايات المتحدة مع السعودية.

المحلل السياسي الأمريكي إيشان ثارور أكد، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ونُشر الأربعاء (14 أكتوبر)، أكد أن بايدن تعهد في حال فوزه بالانتخابات بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية، مع تأكيده أنه سيصغي لنداءات الكونغرس بوقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها في اليمن.

وعن تأثير الرجلين قال ثارور: "بايدن وترامب يمثلان مستقبلين متباينين بشكل كبير بالنسبة للنخب السياسية في المنطقة، لا سيما للقيادة بإسرائيل وبعض الدول العربية الغنية بالنفط التي هللت لترامب عندما انقلب على أحد الإنجازات المهمة لسلفه باراك أوباما، فأبطل مشاركة بلاده في الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض العقوبات، وواصل سياسة الضغوط القصوى على النظام في طهران".



"إسرائيل" والانتخابات الأمريكية
ومن وجهة نظر إسرائيلية تعد نتائج الانتخابات الأمريكية نقطة تحول لدولة الاحتلال، لأن ترامب عمل خلال رئاسته على تقديم العديد من الهدايا التاريخية لها، لم يقدمها أي رئيس أمريكي سابق.

وخلال رئاسة ترامب، اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال (6 ديسمبر 2017)، وقرر تقليص المساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو ما يعد تهديداً لحق العودة.

ومن الأسباب التي تجعل "إسرائيل" تتابع الانتخابات الأمريكية جيداً، ما فعله ترامب، في (مايو 2018)، حين نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في خطوة لم يقم بها أي رئيس أمريكي سابق.

وساهم ترامب في تطبيع الإمارات والبحرين والسودان علاقاتها بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مع حديثه عن وجود دول أخرى ستذهب إلى نفس الخطوة.

"إسرائيل" والانتخابات الأمريكية
ومن وجهة نظر إسرائيلية تعد نتائج الانتخابات الأمريكية نقطة تحول لدولة الاحتلال، لأن ترامب عمل خلال رئاسته على تقديم العديد من الهدايا التاريخية لها، لم يقدمها أي رئيس أمريكي سابق.

وخلال رئاسة ترامب، اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال (6 ديسمبر 2017)، وقرر تقليص المساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو ما يعد تهديداً لحق العودة.

ومن الأسباب التي تجعل "إسرائيل" تتابع الانتخابات الأمريكية جيداً، ما فعله ترامب، في (مايو 2018)، حين نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في خطوة لم يقم بها أي رئيس أمريكي سابق.

وساهم ترامب في تطبيع الإمارات والبحرين والسودان علاقاتها بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مع حديثه عن وجود دول أخرى ستذهب إلى نفس الخطوة.

حمود عباس
وإلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، ينتظر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نتائج الانتخابات الأمريكية على أحر من الجمر لكون بلاده لم تحصل على أي دعم من إدارة ترامب، بل تم محاصرتها وقطع المساعدات عنها، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

ويضع عباس الرهان على فوز بايدن في الانتخابات الحالية، وفق مراقبين فلسطينيين، حيث يوقف إصدار مرسوم الانتخابات إلى حين صدور نتائج الانتخابات، إضافة إلى التريث في إنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة مع حركة "حماس".

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكدت، في تقرير لها نشر الخميس (29 أكتوبر الجاري)، أن القادة الفلسطينيين يعولون على انتصار المرشح الديمقراطي بايدن الأسبوع المقبل، ولا يفكرون أو يريدون التفكير بفوز ثان للرئيس الحالي ترامب، حيث إن نهايته تعطي الرئيس عباس عودة تحفظ ماء وجهه وتخفف من المعاناة الاقتصادية التي تعاقب شعبه.

الصين
الصين، التي تعد دولة اقتصادية كبرى، من الدول التي يهمها نتائج الانتخابات الأمريكية، خاصة بسبب أنها تعرضت لضربات تجارية قوية من ترامب، كان أبرزها حين فرض، في مطلع يونيو 2018، رسوماً جمركية على العديد من وارداتها إلى الولايات المتحدة.

وأقر ترامب في حينها رسوماً جمركية بنسبة 25% على الصلب، و10% على الألومنيوم، في خطوة قال البيت الأبيض إنها تهدف لمصلحة "الأمن القومي" الأمريكي.

وشملت العقوبات الأمريكية شخصيات رسمية في الصين، وهو ما أغضب قيادتها واعتبرتها وحشية، ما يعطي مؤشراً على عدم رغبة بكين في استمرار في الحكم.

إيران
تعد إيران من الدول الأكثر تضرراً في العالم والمنطقة من السياسة الخارجية للرئيس ترامب، الذي بدأ بعد توليه الحكم الانسحاب من الاتفاق النووي، في مايو (2018)، ثم إعلانه فرض جملة من العقوبات على طهران، ومسؤولين فيها.

وكان الاتفاق النووي الذي وقعته أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا (5+1)، مع إيران، في يوليو 2015، حول برنامجها النووي، في ختام 21 شهراً من المفاوضات الصعبة، يتضمن عدة بنود، منها زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلاً من شهرين.

لم يكتفِ ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، بل ذهب إلى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والتسبب في خلاف كبير مع "إيران"، وتهديد باندلاع حرب بينهما، لذا تنظر إيران إلى تلك الانتخابات بأنها مهمة في ملفها النووي، وكذلك العقوبات المفروضة عليها.
(الخليج اون لاين/محمد ابو رزق)