2024-11-25 09:50 م

الطريق الى مواجهة تداعيات التطبيع.. العجزة من يتغنون بشعارات اندثرت

2020-10-30
القدس/المنـار/ كتب المحرر السياسي/ مع انطلاق قطار التطبيع بادارة واشنطن أخذت تتساقط قرارات القمة العربية، واللاءات الثلاث دفنت في الخرطوم، ومبادرة السلام العربية تجاوزها هذا القطاع بعد أن سقطت بهذا الارتداد غير المتوقف وتناثرت بنودها الا من بند واحد هو التطبيع، أما الشرعية الدولية فهي مجرد شعار غير قابل للتنفيذ، يتداوله الضعفاء في مواساة حزينة.. يرثى لها، ولا شفقة على متبنيها.
كل هذه الشعارات التي ترفعها القيادة الفلسطينية وتنادي بها وتطالب بالحفاظ عليها لم تعد قائمة، وباتت عديمة الجدوى في اللحظة التي تحركت فيها عجلات قطار التطبيع مخترقا العديد من المحطات، وبقي الجرح نازفا، ولا بد من علاج شاف بعيدا عن هذه الملهاة.
ولا يعني انطلاق قطار التطبيع أن القضية الفلسطينية قد تم تصفيتها، أو سيكون قادرا على تجاوز شعب يمتلك عدالة الحقوق والقضية.. لكن، التمسك باسطوانات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية واللاءات الثلاث ومبادرة السلام العربية، هو قمة العجز والسخف والسقوط.. ومن السخرية أن تواصل القيادات الفلسطينية التشدق والاجترار وانتظار العلاج الشافي من شعارات سقطت.. بمعنى أوضح، على هذه القيادات الكف عن رفعها، والدعوة المهينة للمحافظة عليها، مع ضرورة احترام وعي الشارع وعدم الاستخفاف بعقل المواطن الفلسطيني.
هذه المرحلة التي تكشفت فيها الكثير من الامور والمواقف والنوايا والأدوار والمخططات رغم قساوتها وخطورتها وشراستها، لن تكون قادرة على اجتثاث شعب موجود على أرضه وخارجها.. وهي أعجز من أن تسلب الحقوق أو طمسها، شريطة أن لا يكون هذا مجرد شعار يرفع في اللقاءات والمناسبات ويتصدر ردود الفعل مع كل محطة يخترقها ويمر بها قطار التطبيع.
هذه المرحلة هي تحول خطير وكبير ومفصلي، ومواجهة تداعياتها تستدعي ترتيب البيت البيت الداخلي ونظام سياسي قوي يمتلك القدرة السياسية، والكفاءة، مستندا الى استراتيجية مدروسة بدقة، وتستبعد فهيا الادوات التي ثبت عجزها وضعفها، تتحكم فيها الارتباطات والاختراقات عبثت وتجاوزت وارتكبت الموبقات على كل الاصعدة.
مرحلة مفصيلة تترتب عليها معادلات بالغة الخطورة، يفترض أن تكون مواجهتها مدروسة تبدأ أولا بسلاح الوحدة الوطنية واقصاء الشخوص المهترئة التي تسببت بافرازات مدمرة، والتوقف عن ممارسة لعبة الحوار الكاذب لتحقيق المصالحة، بعد أكثر من 12 عاما من الانقسام البغيض، وبدون انجاز مصالحة حقيقية فان قطار التطبيع سيؤتي ثماره وفي مقدمتها هضم الحقوق وتحطيم الثوابت وتسهيل مهمة تصفية القضية الفلسطينية، والمسؤولية على من معروفة، والجهات التي تتحملها عليها ان تبرىء نفسها وتخرج من دائرة الاتهام والاصطفاف داخل الخندق الشعبي.
الشعب على ارضه ولا قوة تستطيع اجتثاثه وتركيعه اذا تعزز تمسكه بهذه الارض، واتخذت خطوات حقيقية صادقة تقوي وحدة الساحة، وتنهي الى الابد الانقسام الذي شجع الكثير من القوى والدول على تجاوز الرقم الفلسطيني واللحاق بقطار التطبيع.
لا بد من نظام سياسي قوي يستند الى انتخابات نزيهة شفافة، بقوائم تستبعد الأدوات الصدئة، صاحبة الاداء السيء والتشاور المغرض المدمر، انتخابات في اجواء جديدة وأرضية صالحة، لا انقسام ولا تراشق بالاتهامات، فاطراف التراشق مقصرة ومذنبة ومكروهة ومخطىء من يثق بالتقارير الكاذبة ويعتمد على النصائح والاستشارات الملغمة.