2024-11-25 09:33 م

انتخابات أميركا:مخاوف من روسيا وإيران..ماذا عن السعودية والإمارات؟

2020-10-23
قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف، إنّ روسيا وإيران تتخذان إجراءات لمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة لعام 2020.

ويظهر الإعلان الذي جاء قبل أسبوعين من الانتخابات مستوى القلق بين كبار المسؤولين الأميركيين من أنّ جهات أجنبية تسعى لتقويض ثقة المواطنين في نزاهة التصويت ونشر معلومات مضللة في محاولة للتأثير على نتائجه.

وقال راتكليف: "نؤكد أنّ إيران وروسيا حصلتا بشكل منفصل على بعض معلومات تسجيل الناخبين". لكن راتكليف قال إنّ المسؤولين الحكوميين "علموا بالفعل أن إيران ترسل رسائل بريد إلكتروني مزيفة تهدف إلى ترهيب الناخبين والتحريض على الاضطرابات الاجتماعية والإضرار بالرئيس دونالد ترامب".

وكان راتكليف يشير إلى رسائل البريد الإلكتروني التي أُرسلت يوم الأربعاء وجاءت على نحو يوحي بأنّ جماعة "براود بويز" الموالية لترامب هي من أرسلها، وذلك وفقاً لمصادر حكومية. وسبق أن حذرت وكالات الاستخبارات الأميركية من أنّ إيران قد تتدخل للإضرار بفرص ترامب في الفوز وأنّ روسيا تحاول مساعدته في الانتخابات.

لكن روسيا وإيران نددتا الخميس، باتهامات الاستخبارات الأميركية لهما بأنهما تحاولان التدخل بالانتخابات الرئاسية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "تنهال الاتهامات يومياً ولا أساس لها جميعها"، معرباً عن "أسفه" لما تقدمت به الاستخبارات الأميركية.

من جهتها، استدعت الخارجية الإيرانية سفير سويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في الجمهورية الإسلامية، للاحتجاج على اتهامات وصفتها طهران ب"المفبركة"، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة.

وأعلن خطيب زادة استدعاء السفير "في أعقاب ادعاءات لا أساس لها أدلى بها مسؤولو النظام الأميركي بشأن تدخل دول أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة".

وشدد على أنّ إيران "تنفي المزاعم المتكررة لسلطات النظام الأميركي، والتقارير المفبركة والخرقاء والاحتيالية، وتؤكد مجدداً أن لا فارق بالنسبة إلى إيران بشأن أي مرشح يدخل البيت الأبيض"، في إشارة إلى ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.

لكن يبدو أن إيران وروسيا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين قد تتدخلان بالانتخابات الأميركية. وتقول مجلة "ناشونال انترست" في تقرير بعنوان: "هل يمكن أن تقدم السعودية والإمارات الانتخابات لترامب؟" إن تدخل الدول الأجنبية في السياسة الأميركية قديم قدم الأمة نفسها. 

وتوضح أنه في انتخابات عام 1796، أول سباق رئاسي تنافسي حقيقي في أميركا، حاول الإنكليز والفرنسيون التدخل، حيث فضلت إنجلترا جون آدامز ورأت فرنسا أن توماس جيفرسون أكثر تعاطفاً مع المثل العليا للثورة الفرنسية. بعد 224 عاماً، ظهرت المخاوف نفسها؛ هناك مؤشرات تنذر بالسوء على أن شركاء واشنطن العرب المقربين قد يتدخلون في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لتعزيز فرصة ترامب بفترة رئاسية ثانية.

ركزت وسائل الإعلام الأميركية بشدة على التدخل الروسي والصيني والإيراني في السياسة الداخلية. وأولت اهتماماً أقل بتدخل الحكومات العربية (أصدقاء أميركا)، في شؤونها الداخلية.

تساعد نظرة على التغييرات التي طرأت على السياسة الخارجية الأميركية بعد دخول ترامب إلى المكتب البيضاوي في تفسير سبب قلق عدد من الحكومات العربية -وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر- من احتمال خسارته هذا العام. انتخاب بايدن يضع الدول العربية أمام مخاطر مواجهة تدقيق أكبر بكثير بشأن حقوق الإنسان وتدخلاتها الخارجية، بينما يكون لها رئيس أقل تعاطفاً مع مواقفها المتشددة تجاه إيران.

لمنع ذلك، بذلت السعودية جهوداً واضحة لنشر المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في كل من السعودية والولايات المتحدة. في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الحكومة السعودية روجت لشائعات كاذبة مفادها أن مايك بومبيو أصدر آلاف رسائل البريد الإلكتروني السرية لهيلاري كلينتون، وأن هذه الرسائل الإلكترونية أظهرت أن إدارة أوباما خططت سراً لاستبدال ولي العهد محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف. وصفت الصحيفة الغرض من هذا الخداع بأنه ذو شقين: فقد أعطى بن سلمان ذريعة لمقاضاة محمد بن نايف بتهمة الخيانة، وإذا فاز بايدن، فسوف يمنح الحكومة السعودية غطاءً سياسياً لمواجهة أميركا في قضايا أخرى من دون أن يخسر الدعم المحلي.

ولا يقتصر هذا التأثير على السعودية. فقد أزال تويتر ثلاث عمليات تضليل منفصلة يديرها السعوديون في عامي 2019 و 2020، كما أزال تويتر وفايسبوك شبكات التضليل التي تديرها الإمارات. المخاوف من تدخل دول الخليج في الساحة السياسية الأميركية ليست جديدة. صحيفة "ديلي بيست" ذكرت في كانون الأول/ديسمبر 2018، إنه "تم استجواب العديد من الشهود المرتبطين بحملة ترامب حول محادثاتهم مع شخصيات مؤثرة من الإمارات والسعودية وإسرائيل".

وتقول "ناشونال انترست" إن "بايدن وعدداً متزايداً من الشخصيات داخل الحزب الديمقراطي يتحركون في اتجاه مناهض للسعودية بشكل متزايد. استخدم نائب الرئيس السابق لغة قوية للتنديد بالقيادة في الرياض، حتى أنه أشار إلى المملكة الغنية بالنفط على أنها دولة منبوذة".

وتضيف "مع اقتراب موعد الانتخابات، أعطت استطلاعات الرأي الافضلية باستمرار لبايدن، مما قدم لترامب (وبالتالي لأصدقائه في الرياض وأبو ظبي) سبباً وجيهاً للتوتر. وحتى يوم الانتخابات، لا يمكن استبعاد احتمال مساعدة السعوديين والإماراتيين لترامب في الفوز بولاية ثانية من خلال التدخل في الانتخابات. ومع ذلك، من المرجح أن يفعل الإيرانيون والصينيون الشيء نفسه لصالح بايدن. قد يكون تدخل القوى الأجنبية في انتخابات عام 2016 معدوماً تقريباً مقارنة بما قد يتعرض له الأميركيون في الأسابيع المقبلة".

وبينما تحاول إدارة ترامب طمأنة الرأي العام الأميركي بأنها ملتزمة بأخذ تهديد التدخل الروسي والصيني والإيراني في الانتخابات على محمل الجد، هناك نقص غير مفاجئ في الاهتمام باحتمال قيام السعودية أو الإمارات بالمحاولة نفسها. تقول المجلة: "يجب على الشعب الأميركي أن يطالب بألا يكون لأي دولة أجنبية، أي تأثير في الانتخابات الأميركية هذا العام. لسوء الحظ بالنسبة لترامب، فإن هذا يعني إجراء مناقشة صريحة حول التدخل المحتمل من شركاء واشنطن المقربين في شبه الجزيرة العربية، الذين، نظراً لمواقف ترامب وبايدن المختلفة تماماً، لديهم مصلحة واضحة في ضمان أن السنوات الأربع القادمة لسياسة أميركا في الشرق الأوسط تشبه إلى حد كبير السنوات الأربع الأخيرة".


(المدن)