يوما بعد يوم تتعمق العلاقات بين نظام أبو ظبي ودولة الاحتلال تحت رقابة أمريكية غير معهودة في أي اتفاقات سابقة. فقد قام وفد رسمي إماراتي أمس وبرفقة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين باول بزيارة رسمية لتل أبيب، حيث استقبل الوفد الزائر استقبالا حافلا.
واثناء ذلك أعلن رئيس صندوق إغاثة البيت الأبيض، آدم بوهلر، أن الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل ستنشئ صندوقا باسم «صندوق إبراهيم».
وكان في استقبال الوفد الإماراتي الذي ضم وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير، ووزير الاقتصاد عبد الله بن طوق المري، لدى وصوله إلى مطار تل أبيب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وجرى توقيع مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية.
وقال نتنياهو «اليوم نصنع تاريخا سيبقى في الذاكرة لأجيال، هذه هي الزيارة الرسمية الأولى من الإمارات». وأضاف «وقعنا أربع اتفاقيات من شأنها ان تغير الأمور في المجال الاقتصادي وفي مجال العلوم والتكنولوجيا وفي مجال الطيران». وأضاف «سنربط إسرائيل والإمارات بطرق مختلفة ونلغي التأشيرات بين البلدين». وتحدث عن تطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية التي قال «إنها الأهم للأجيال القادمة».
وأعرب عن امتنانه للولايات المتحدة قائلا «لم نكن لنشهد مثل هذا اليوم لولا الدعم الأمريكي، سوف نتذكر هذا اليوم، يوم السلام الرائع».
من جانبه، قال وزير مالية الإمارات عبيد حميد الطاير لدى وصوله إلى إسرائيل «ستكون هذه الزيارة مثمرة للغاية من أجل تعزيز الترابط بين الثقافتين، وستظل الإمارات دولة رائدة في الاقتصاد والاستقرار السياسي والسلام».
وأعلن رئيس بنك التنمية في الإدارة الأمريكية آدم بولر خلال حفل الاستقبال عن انشاء «صندوق إبراهيم» باستثمارات قدرها ثلاثة مليارات دولار لتعزيز المشاريع الاقتصادية التي من شأنها المساهمة في تعزيز السلام في المنطقة. وسيكون الصندوق مشروعا مشتركا بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، وستكون لدى الدول الأخرى إمكانية المشاركة فيه لاحقا.
ونوهت الإذاعة العبرية العامة أمس إلى أن المشروعين الأولين اللذين يستثمر فيهما الصندوق سيكونان تحديث المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجسر الملك حسين (اللنبي) إضافة إلى خط أنابيب النفط إيلات عسقلان.
وكشف النقاب عن أن الإمارات ستبيع نفطا لشركة إسرائيلية تقوم بدورها بتسلمه في ميناء إيلات في البحر الأحمر، وسينقل في أنابيب لميناء عسقلان تمهيدا لتسويقه لدول حوض البحر المتوسط.
وعن كل ذلك قال ستيفن منوتشين المرافق للوفد الرسمي إلى إسرائيل «يا له من حدث تاريخي. ترسي الاتفاقية الإبراهيمية علاقات اقتصادية مباشرة بين أكثر اقتصادين ازدهارا. مع زيادة الازدهار الاقتصادي، يزداد الأمن كذلك».
وفي السياق قدم مساعد وزير الخارجية الإماراتي عمر غباش، طلباً رسمياً إلى وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي لافتتاح سفارة لأبو ظبي في تل أبيب. وجاء في رسالة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، أنه «لم يتبق لي سوى أن أقدر الجهود التي تبذلها من أجل دفع التعاون بين دولتينا. ولدي ثقة كاملة بدعمك لفتح السفارات في تل أبيب وأبو ظبي بأسرع ما يمكن».