2024-11-26 03:24 م

قوة عربية إسرائيلية لتأمين البحر الأحمر

2020-09-24
نشرت صحيفة "العرب" اللندنية، المقربة من أبو ظبي، تقريرا حول زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان لدولة الإمارات، التي بدأها الأحد، مشيرة إلى أن الزيارة تنطوي "على أهمية نوعية بالنسبة إلى الخرطوم على أكثر من مستوى، ففيها يمكن أن تساعد الإمارات على إنهاء خلافات الخرطوم مع واشنطن، وتتحدد ملامح توجهات السودان في المنطقة، وخاصة ما تعلق ببناء علاقة مع إسرائيل، والشروط التي تطالب بها الخرطوم".

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر سودانية أن "البرهان طالب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتحصين قيادات الجيش من أي ملاحقات مستقبلية، علاوة على عشرة مليارات دولار كمساعدات، وتقديم استثمارات سخية في مجالات الزراعة والصناعة والسكة الحديدية، لتخفيف حدة الضغوط الاقتصادية".

 

وأضافت الصحيفة أن معلومات تسربت عبر وسائل إعلام محلية تقول إن واشنطن على استعداد لرفع اسم السودان من لائحة الإرهاب، ومنحه حزمة مساعدات بملياري دولار، وكذلك ضمانات للدعم الاقتصادي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وقبلت أوراق اعتماد نورالدين ساتي السفير السوداني الجديد في واشنطن، بعد انقطاع دام نحو ربع قرن.

 

وعولت تقارير إعلامية أمريكية وسودانية قبل أيام على تفكيك عقدة العلاقات بين البلدين، وطرحها بصراحة على طاولة الاجتماعات خلال زيارة البرهان الى الإمارات بوصفها وسيطا مساعدا، حيث تتمسك واشنطن بإقدام السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كشرط جوهري لرفع اسمه من قائمة الإرهاب، ولا توجد ممانعة سودانية من حيث المبدأ حول هذه القضية.

 

وكشفت الصحيفة أن الوفد الوزاري المرافق للبرهان برئاسة وزير العدل نصرالدين عبدالباري، ينخرط في تفاوض مباشر مع فريق من الإدارة الأمريكية متواجد في الإمارات، حول رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإسقاط الديون الأمريكية عن السودان وحث باقي الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفائه من الديون.

 

وتنحصر الخلافات، بحسب "العرب"، في الجهة التي تتخذ القرار في هذا الشأن داخل الخرطوم، حيث اعتذر رئيس الحكومة عبدالله حمدوك خلال لقاء سابق له بالخرطوم في أغسطس الماضي مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو عن اتخاذ قرار التطبيع، بذريعة أنه يرأس حكومة انتقالية ليس من حقها اتخاذ قرارات مصيرية، في وقت تصاعدت فيه حدة الانتقادات لخطوة من هذا النوع داخل تحالف قوى الحرية والتغيير.

 

وكشفت الصحيفة أن البرهان تلقى دعوة لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب في الخامس من أكتوبر المقبل، والتوقيع على الاتفاق الثنائي لرفع اسم السودان من لائحة الإرهاب، والذي أشارت الكثير من المصادر الأمريكية إلى أنه بات قاب قوسين أو أدنى، وأن الإدارة الأمريكية ستتكفل بحل المصاعب السياسية داخل الكونجرس.

 

وكان البرهان قد التقى في خطوة نادرة ومفاجئة، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا، في فبراير الماضي، وبدت تصريحات الأول آنذاك إيجابية، بما يصب في الاتجاه الذي تريده الإدارة الأمريكية بشأن منح أولوية لملف التطبيع، لكن تلك الجهود تعطلت على وقع تصاعد حدة التراشق بين قوى سودانية حيال من يصنع السياسة الخارجية، والجهة المخول لها اتخاذ قرار التطبيع.

 

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السوداني عصام دكين، قوله إن مباحثات البرهان المرتقبة مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته إلى الامارات تضع الخطوط العريضة لبنود التوافق مع واشنطن، وتذليل كافة العقبات الدولية أمام قرار فك الحظر الاقتصادي، ومناقشة الضمانات التي ستقدم إلى السودان مستقبلاً.

 

وكشف دكين، المقرب من مجلس السيادة السوداني، بحسب وصف الصحيفة اللندنية، عن مشاركة عناصر من الجيش السوداني ضمن قوات عربية – إسرائيلية يجري الإعداد لها لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مضيفا: "اختار السودان طريقه بالدخول في النظام العالمي الذي يقوم على أسس بناء السلام في الشرق الأوسط".

 

وأضاف أن البرهان قرر المضي قدما في هذا الطريق، الذي يضمن استقرار المؤسسة العسكرية، وقد يتجاوز الأمر ذلك ليمتد إلى أن يكون هناك دور أوسع للجيش في نظام الحكم لاحقا.

 

وأكد دكين، أن الخرطوم سوف تحصل على إعانات مالية كبيرة تخرج البلاد من الدائرة الاقتصادية الصعبة، وتساعد في التأسيس لشراكة مستقبلية في محور الاعتدال العربي.

 

واعتبرت الصحيفة المقربة من أبو ظبي أن لدى كل من الولايات المتحدة والسودان أهداف يريد تحقيقها في هذه المرحلة، فالسودان يرى أن الصفقة السياسية مربحة بالنسبة إليه، فالتطبيع مع إسرائيل قادم قادم، في ظل تطورات إقليمية متلاحقة، وأن يقبض ثمنا ماديا ومعنويا باهظا لهذه الخطوة أفضل من لا شيء، لأن حدة الممانعات العربية في هذا الملف تنكسر بالتدريج.

 

كما أن الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة، أجادت الاستثمار في هذه القضية التي تمثل لها مكسبا سياسيا جديدا، في ظل توجه أمريكي يضع ملف التطبيع بين دول عربية وإسرائيل في سلم الأولويات، ويريد ترامب التفاخر بأنه كسر حاجزا بدا مخيفا للبعض.

 

ورأت الصحيفة أن حدود المنافع المتبادلة تتجاوز هذه المسألة بالنسبة إلى البلدين، فإذا كانت واشنطن تريد إدخال تعديلات على خارطة المنطقة من باب التطبيع، فإن كسب السودان لهذا الصف ربما ينطوي على مكونات بعيدة، تتعلق بتوجهاته الإقليمية، وقطع الصلة مع الماضي، والدوران في ملف معسكر مناهض للمتطرفين.

 

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد كشفت النقاب أمس، عن قرب السودان من التطبيع مع إسرائيل، مقابل شطبها من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب.

 

وقالت الصحيفة، إن رئيس مجلس السيادة، الجنرال عبد الفتاح برهان يزور دولة الإمارات العربية المتحدة مع وزير العدل في بلاده، نصر الدين عبد الباري، "للدخول في مفاوضات مباشرة مع فريق من الإدارة الأمريكية" لإخراج السودان من القائمة الأمريكية.

 

وقال مسؤولون في الخرطوم وتل أبيب، إن مفاوضين أمريكيين ربطوا رفع السودان من القائمة باعترافه بإسرائيل، قال مسؤول إسرائيلي كبير: "لقد أوضح لهم أن الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبرنا". قال مسؤول سوداني: إن "الأمريكيين يربطون إزالة الدولة الراعية للإرهاب بالتطبيع مع إسرائيل.

 

وسعت الولايات المتحدة أيضًا إلى ربط العلاقات مع السودان بدفع تعويضات لضحايا الإرهاب المزعوم برعاية سودانية، وقال مصدر أمريكي: "الاجتماع كله يتعلق بالمال وإسرائيل لكن المال أولا وإسرائيل ثانيًا".

 

وقالت مصادر سودانية مطلعة على المفاوضات، إن الجنرال البرهان أراد الحصول على مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة والإمارات على مدى ثلاث سنوات بجانب التزام من الولايات المتحدة بالاستثمار في الزراعة والتعدين والبنية التحتية في السودان، الذي يعاني من فيضانات مدمرة، والتضخم الجامح وانهيار العملة.

 

وسيكون التطبيع بين السودان وإسرائيل أحدث صفقة توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، وأقامت الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

 

وسبق أن أبلغت واشنطن الخرطوم أنها لن ترفعها من قائمة الإرهاب حتى يدفع السودان تعويضا قدره 300 مليون دولار لأسر ضحايا تفجيرات 1998 في نيروبي ودار السلام، في أبريل الماضي، وافق السودان على دفع تعويضات لضحايا المدمرة الأمريكية كول التي ضربت في عام 2000 بعدن.