وبعيدا عن هوية المنتصر في هذا السباق الانتخابي فان اسرائيل تعيش اليوم فاتحة عهد جديد من الانتصارات السياسية لم تكن تتوقعها وتتخيلها منذ سنوات اقامتها، وهنا، يجب أن لا نلتفت الى الأصوات التي تندرج في اطار مناكفة بنيامين نتنياهو داخل الساحة الاسرائيلية، تقليلا لأهمية اتفاقيات التطبيع هذه.. فالاصوات المناكفة سوف تتلاشى حال اغلقت صناديق الاقتراع في امريكا، حيث أن بعض ما يجري على الساحة الاسرائيلية الداخلية يندرج في اطار السباق الرئاسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على البيت الأبيض.
ولا بد من الاشارة هنا، الى أن قرار نتنياهو وتدخله في الانتخابات الامريكية الاخيرة بالوقوف الى جانب الحزب الجمهوري تسبب في كسر أحد المسلمات الاسرائيلية التي التزمت بها حكومات اسرائيل وهو عدم الانحياز الى أي من الحزبين.. وهذا التصرف من نتنياهو أفرز انعكاسات على ساحة اسرائيل، وأصبحت هناك حالة من الاستقطاب من جانب الديمقراطيين في داخل اليسار بشكل خاص، وراحت هذه الأطراف تناكف نتنياهو لصالح التنافس بين الحزبين الامريكيين، لكن، الاطراف تلك تدرك مدى أهمية الانجاز الذي حققه نتنياهو ووقع عليه في البيت الأبيض.. ما حصل هو عملية متدحرجة قد بدأت بالفعل...!!