2024-11-24 08:52 م

الدوحة والرياض وأبوظبي .. السيد واحد والتآمر نفسه؟!

2020-09-19
القدس/المنـار/ ما هو موقف القيادة الفلسطينية اذا ما أقدمت مشيخة قطر على اشهار علاقاتها الحميمية مع اسرائيل، وهي التي تربطها علاقات وثيقة مع تل أبيب؟! قطر في صراع مع السعودية والامارات.. انه التنافس على التزعم ورعاية الارهاب، لكن، السيد واحد.. والخطايا واحدة، والأهداف نفسها، والدول الثلاث في خدمة أمريكا واسرائيل.
واللعب على وتر المحاور من جانب القيادة الفلسطينية له تداعيات صعبة، خاصة اذا كانت هذه المحاور في النهاية، تأتمر بتعليمات واشنطن فمشيخة قطر لن تشذ عن قاعدة التطبيع، فهي مسألة وقت، ولا نريد لهذه القيادة أن تتفاجأ قريبا، بأن الدوحة صعدت الى قطار التطبيع في اشهار لعلاقات مستمرة من سنوات طويلة، وقطر كانت في مقدمة المشاركين في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية عندما مولت الارهاب بالتعاون مع السعودية والامارات، واستهدفت الساحات العربية وفي مقدمتها سوريا، وهي التي دعت مجلس الامن الدولي لشن حرب على ليبيا، والدوحة، عبر عبثها وتدخلها في ساحة قطاع غزة، تعمل على تعميق الانقسام وتنفذ مخططا اسرائيليا أمريكيا، لانجاز اتفاق تهدئة طويل الأمد يريح اسرائيل لتتفرغ لتنفيذ برامج معادية في المنطقة، انها تحتضن حركة حماس بتنسيق وترتيب مع تركيا، لنفس الهدف الذي تعمل السعودية والامارات من أجله.
خطأ القيادة الفلسطينية في تعاطيها مع هذه المحاور، التي ستلفظها بعيدا عندما تتلقى أوامر بذلك، والالتصاق الفلسطيني بمحور أنقرة ـ الدوحة له فوائد آنية، فالعاصمتان لهما ارتباطهما القوي الوثيق مع اسرائيل وأمريكا، وعند أقرب مفترق، ستتركان هذه القيادة وحيدة معزولة.
ان مواجهة الامارات والسعودية المتحالفتان مع تل أبيب وواشنطن ليس بالهروب نحو قطر وتركيا، بهذا الموقف من جانب القيادة الفلسطينية  كالمستجير من النار بالرمضاء.
انه الهروب من المواجهة الحقيقية الجادة للتطورات الاخيرة، فالقيادة حتى الان لم تتخذ خطوات عملية مؤثرة، تحمي القضية الفلسطينية من مؤامرة التصفية، وردودها لا تسمن ولا تغني من جوع، ردود لفظية، لجان، ومؤتمرات كلامية بأعداد محدودة وبيانات لقيادة موحدة يقودها شخوص لا علاقة لهم بالشارع، وأدوات يفترض أن تكون قد غادرت العمل السياسي منذ زمن.. مثل هذه الردود، امتصاص نقمة، وتأجيل لثوران البركان القادم لا محالة. 
صلابة الموقف الفلسطيني وجديته، هو الحامي لقضية عادلة تتكالب عليها قوى التآمر والحقد.. والقادر على افشال تحركات المرتدين لا التنقل بين أحضانهم والاستغاثة بهم.
وعودة الى السؤال الذي طرحناه في البداية: ما هو موقف القيادة الفلسطينية في حال عبرت مشيخة قطر بوابة التطبيع مع اسرائيل؟!! ألا من سياسة جديدة مدروسة؟!