2024-11-27 12:39 م

مشاورات “فنية” بغطاء سياسي تنفض الغبار عن “أهم مشاريع” التطبيع

2020-09-12
نفضت لجان متابعة دبلوماسية الغبار فجأة خلال الأيام القليلة الماضية في الأردن والكيان الإسرائيلي وحتى في السعودية والإمارات الغبار عن ملف قديم له علاقة بتفعيل وتنشيط مشروع سكّة حديد كبير يصل المتوسط بدول الخليج العربي والعراق عبر الأردن.
ويبدو أن مشاورات برزت خلال الأيام القليلة الماضية لمناقشة التفاصيل الفنية مجددا وبغطاء سياسي هذه المرّة.
وعُلم من مصادر مطّلعة بأن جهات استثمارية إماراتية تحديدا بدت أكثر حماسا لتفعيل المشروع القديم وإعادة قراءة مُعطياته وتعديل بعض مسارات سكّة حديد عملاقة وعصريّة للشحن ونقل الركاب.
 وقال مصدر مطلع جدا على التفاصيل لرأي اليوم بأن الجانب الإسرائيلي انتهى تماما من الناحية الفنية من إنشاء وتجهيز الجزء المتعلق بالساحل الفلسطيني على المتوسط مرورا بالمستوطنات الكبيرة وعبر الأغوار باتجاه الضفة الشرقية لنهر الأردن.
 وسبق لحكومة الأردن بدورها أن استملكت قطع أراضي كبيرة جدا لعبور سكة الحديد تلك من الأراضي الأردنية.
 وتتحدّث أوراق المشروع الضخم عن عبور السكة بترتيب سياسي إقليمي دوري بمُحاذاة سورية نحو العراق.
 لكن الجديد في المسألة هو إصرار دول خليجية من بينها الإمارات على أن تعبر سكة الحديد التطبيعية الضخمة عبر الأردن إلى السعودية ثم لبقيّة دول الخليج.
 ومن المرجح أن ينتهي الحماس الإماراتي لهذا المشروع الإقليمي الضخم بتوفير التغطية المالية اللازمة للربط داخل الأراضي السعودية وهو مشروع يبدو أن رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي قد ناقشه مع السعوديين أيضا.
 وتقول أوراق المشروع الأولية بأنه سيوفر فرصة إنتاج وعمل لأكثر من 1000 مقاول فرعي وقد ينتهي بتوفير خمسين ألف فرصة عمل خصوصا إذا ربط بسكة فرعية للنقل والشحن ولنقل الركاب مع مشروع مدينة نيوم السعودية الضخمة على سواحل البحر الأحمر.
 ويخضع المشروع للتحريك الآن خلف الستارة والكواليس.
 وكانت شخصيات سياسية قد نقلت العام الماضي عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إشارته في أحد اللقاءات المُغلقة للرهان اقتصاديا واستثماريا على هذا المشروع.
ويعتقد أن محطات المشروع داخل فلسطين وفي داخل الأراضي الأردنية أصبحت مُستملكة للنفع العام وبعشرات الملايين من الدولارات وتحديدا في شمال الأردن باتجاه الشرق وبالقرب من الحدود الأردنية مع العراق وسورية.
وكانت تقارير وكالات الأنباء قد أشارت إلى أن رئيس الحزب التقدمي اللبناني وليد جنبلاط قد تطرّق إلى مشروع السكة الحديد على هامش استقباله مؤخرا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ إسماعيل هنية.
 ونقل موقع “الأول نيوز” الأردني عن جنبلاط قوله لهنية بأن سكة حديد بين فلسطين والخليج سترى النور قريبا إضافة إلى خط انابيب نفط يربط عسقلان بالخليج العربي.
 إلى ذلك تفرض السلطات الاردنية تكتّما على تلك المعطيات في الوقت الذي انتهت فيه بالأردن على الأقل خارطة المحطّات الضخمة التي سيتوقّف فيها وعبرها قطار الشحن والركاب في ثلاث مناطق على الأقل اثنتان منها شمالي المملكة والثالثة باتّجاه الشرق.
المصدر: رأي اليوم