القيادة الفلسطينية التي ما تزال بعيدة عن دائرة الجرأة والصراحة في الرد، تتلقى يوميا تهديدات بأشكال مختلفة مباشرة ومبطنة من هذا النظام وذاك، والمملكة الوهابية السعودية تتزعم هذه الانظمة، والصبي ابن سلمان هدد القيادة مباشرة بالاستمرار في قطع المساعدات والعمل على اقصائها اذا لم "تساير الركب" وتوقف انتقادها للمشيخة الاماراتية وحاكمها.
السعودية عرضت سيناريوهات على القيادة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات تحت أغطية تبعد الحرج عن رام الله، ويشارك ابن سلمان هذا المخطط الخبيث، بعض العواصم والجامعة العربية ممثلة بأمينها أحد خدم الأنظمة الخليجية، لعبة ماكرة بدأت قبل ايام عشية عقد الدورة العادية للجامعة العربية برئاسة فلسطين، في هذه الدورة تخوض القيادة الفلسطينية المعركة ضد محاولات اسكاتها ورفضها للتطبيع.
استعدادا لهذه الدورة التي ستعقد في التاسع من ايلول الجاري رفضت الانظمة الخليجية ومعها مصر ادراج بند رفض التطبيع والبحرين "بوز المدفع" انها لعبة الاستيلاء على قرار فلسطين، لعبة التطويع او الاقصاء، هذا ما يدور في كواليس وردهات "بيت العرب" بالقاهرة.
شرب اليمنيون والليبيون والسوريون من الكأس المر، عندما صوتت الجامعة العربية، لصالح تدمير سوريا وليبيا وشن الحروب على الشعب اليمني، وادراج حزب الله على لائحة الارهاب، والاساءة الى ايران وحصارها، في الجامعة العربية، لقيادة الفلسطينية انجرفت وراء السعودية وانحازت الى هذه القرارات وكان ذلك خطأ فادحا وها هي اليوم تعيش نفس اللحظات.. فهل تتجرأ وترفض ما سيطرح، وهل تذود عن شعبها وعن نفسها بكرامة واقتدار، وهل تكفر عن الذنوب التي ارتكبتها عندما عادت ايران، ولم تتحفظ على غزو اليمن وليبيا وسوريا، هل تنحاز القيادة الفلسطينية الى دمشق وصنعاء، وبأعلى صوتها تطالب بعودة سوريا الى مقاعد الجامعة العربية، لعلها تشرع في استعادة دور هذه المؤسسة المختطفة خليجيا!!
ان الضعف الفلسطيني هو الذي شجع أنظمة الردة على التمادي في التآمر على الشعب فلسطين، واعداد المؤامرات لاقصاء قيادته، حيث أبوظبي تقود هذه المؤامرة؟!
غدا، ستطالب السعودية في الجامعة العربية بادانة الحوثيين والدور التركي وحزب الله، ورفض عودة سوريا الى الجامعة العربية التي كانت السباقة لانشائها، فهل ترفض القيادة الفلسطينية هذه المطالب وتصوت ضدها، لتكون بداية الخروج من تحت العباءة الخليجية؟!