بينما تبقى حوالي شهرين حتى إقامة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وفي وقت تبحث أمريكا عن تطبيق آلية الزناد ضد إيران، يقوم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو بزيارة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي يمكن أن تعزى إلى أسباب مختلفة. بينما صرّح بومبيو أن أحد دوافع زيارته هو توحيد دول المنطقة ضد سياسات طهران، لكن معظم الدول التي زارها تتبنى سياسات مماثلة للولايات المتحدة تجاه إيران.
لكن يبدو أن من أهم دوافع هذه الزيارة هي محاولة إقامة علاقات دبلوماسية ومفتوحة بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وفي هذا الصدد، ونظراً لمعارضة الأحزاب الإسلامية في السودان، فقد رفضت السودان طلب بناء العلاقات مع إسرائيل. من ناحية أخرى، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على البحرين لعقد اتفاقيات مع إسرائيل وبهذا تنضم إلى الإمارات المتحدة العربية.
سيعني تطبيق هذه السياسة في الوضع الحالي حصد كل من ترامب ونتنياهو انتصاراً عظيماً. في الواقع، يحاول بومبيو كسب ود المزيد من جماعات الضغط الصهيونية للانضمام إلى معسكر ترامب في الانتخابات المقبلة من خلال إبرام المزيد من الاتفاقيات بين الدول العربية وتل أبيب. بينما تشهد الولايات المتحدة تراجعاً في المؤشرات الاقتصادية بسبب التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، يسعى الرئيس الأمريكي ترامب إلى استخدام آليات دعائية مثل اتفاقية السلام بين العرب وإسرائيل كورقة رابحة لحكومته.
في الظروف الراهنة، يعتقد البيت الأبيض أنه يمكن أن تكون هي السياسة ورقة رابحة لإدارة ترامب. لكن هذه الزيارة قد لا تحقق النتيجة المرجوة لبومبيو وترامب، بالنظر إلى الرد الذي قدمه السودانيون بشكل خاص. رد السودان يجعل الإدارة الأمريكية تمارس مزيداً من الضغط على البحرين للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل على المدى القصير. ما تم التأكيد عليه بالفعل في تصريحات مايك بومبيو هو ان أمريكا تسعى إلى توحيد صفوف الدول ضد إيران، لكن في الحقيقة، يحاول وزير الخارجية الأمريكي ساعياً لتحقيق هدفه وهو إبرام اتفاقيات بين العرب وإسرائيل في زياراته الأخيرة من خلال العزف على أوتار إيران فوبيا.
صحيفة آفتاب يزد