لقد مهد محمد بن زايد الحاكم الفعلي في الامارات لهذا الاتفاق بخدمات كثيرة حيوية لاسرائيل وأمريكا، حيث دخل سباق الفوز بالرضى الأمريكي الاسرائيلي والحليف الاهم والاقرب لواشنطن وتل أبيب، ووصفته العديد من الدوائر بأنه الاقرب لقلب دونالد ترامب، كذلك، وضع ابن زايد استثمارات مالية في اسرائيل، وهناك العديد من المشاريع المشتركة بين الجانبين.
هذا كله تمهيد لخطوة اتفاق التطبيع الذي أشهر العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب ولم يعد بالامكان التغطية على حجم العلاقات بينهما، والاتصالات واللقاءات العلنية والسرية بين مسؤولي البلدين.
ومسلسل اللقاءات طويل جدا، فقد زار محمد بن زايد اسرائيل عدة مرات والتقاه نتنياهو في ايلات وأبوظبي عدة مرات، ورئيس جهاز الموساد ضيف دائم على أبوظبي وكذلك رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي مئير بن شبات، اما وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد، فقد التقى مسؤولين اسرائيليين مرات عديدة وفي أكثر من مكان، وكذلك شقيقه مدير الامن طحنون بن زايد، ومسؤولون اسرائيليون شاركوا في مؤتمرات اقيمت في عاصمة المشيخة الاماراتية.
لقد أعد ابن زايد مع مسؤولي اسرائيل الاتفاقيات والتفاهمات وجداول الخدمات والأدوار، قبل الاعلان عن اتفاق التطبيع وتبادل السفراء، حتى أن مقر سفارة المشيخة قد تم اختياره وهناك ثلاثة مقرات مرشحة.
وجاء توقيت الاعلان عن اتفاق التطبيع في ظل وضع عربي صعب وعاجز واشتداد التآمر على المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، واستمرار التآمر على اكثر من ساحة، ووسط حملات ابتزاز تقوم بها المشيخة ضد دول عربية تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة ومؤلمة.
اتفاق التطبيع بين مشيخة الامارات واسرائيل، يعني موافقة ابن زايد على ضم القدس والجولان، وبرامج تل أبيب ضد الشعب الفلسطيني ليست موافقة فقط وانما شريك في تنفيذ هذه البرامج.
الدور الاماراتي القذر في المنطقة سيتواصل بقوة، والاخطر أن أبوظبي، ستركز عبثها في الساحة الفلسطينية، لتمرير كافة بنود صفقة القرن.
هذا الاتفاق التطبيعي المشين، يستهدف في الدرجة الأولى الشعب الفلسطيني وقضيته، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو ماذا ستكون عليه الردود؟!!