ما أقدم عليه محمد بن زايد ليس مفاجئا وهو الذي أوكلت اليه واشنطن وتل أبيب مهمة تقسيم الدول العربية، واشعال الفتن الدموية فيها، وضرب استقرارها، فالامارات مشيخة وظيفية في خدمة المشاريع والبرامج الاسرائيلية الامريكية، ومن أهم رعاة الارهاب في المنطقة، ارتكب حاكمها محمد بن زايد المجازر في سوريا واليمن وليبيا وغيرها، ويتآمر على دول عربية، سوف تتكشف قريبا خطوط هذا التآمر، ويتوهم ابن زايد ان اسرائيل قادرة على حمايته وحماية نظامه.
اعلان اتفاق التطبيع هو اشهار لا اكثر لعلاقات نسجت منذ سنين طويلة، اشهار في توقيت مدروس، جاء هدية الى دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وكلاهما مقدمان على معركة انتخابية صعبة، طلبا من صبيهما هذا الاتفاق الفاقد لكل شيء، ومحمد بن زايد يتوهم ويعتقد أن بخيانته وجرائمه ودوره القذر ضد الامة العربية، وأقدس قضية لديها انه سيخرج من دائرة الصغار الى نادي الكبار.
هذا الاتفاق المهين حلقة من حلقات صفقة القرن، وبكل وقاحة الخائن والمتآمر يتبجح ابن زايد، بأن هناك مقابل لما أقدم عليه، وهو "تعليق" خطة الضم الاسرائيلية، انه الكذب والافتراء، ورد عليه نتنياهو فاضحا أن هذه الخطة ستنفذ وهي على رأس جدول أعماله واهتماماته...
هذه الخطوة المفضوحة شاركت في اتخاذها دول عربية وباركتها، فور الاعلان عنها، تحت ادعاء زائف بأنها تأتي في اطار دعم القضية الفلسطينية، وفتح آفاق حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهذه هي البجاحة بعينها، ان الدور الذي يضطلع به محمد بن زايد، يستهدف تصفية القضية الفلسطينية والخدمات الذي يقدمها لاسرائيل وامريكا منذ سنوات تفضح هذا الدور، الذي طالما حذرنا منه، من حروب عدوانية كما هو حاصل في اليمن ورعاية للارهاب في سوريا وليبيا، وتآمر على شعب فلسطين وارتكاب المجازر ونشر الفوضى في الساحة العربية، وتقسيم دولها خدمة للمخطط الصهيوني الامريكي، وتحولت المشيخة الى ساحة للنفوذ الاسرائيلي ومحطة استخبارية ضد شعوب الامة ومقاومتها.
يقول مراقبون أن المرحلة القادمة سوف تشهد تحركات اماراتية خطيرة تستهدف الساحة الفلسطينية، حيث العبث فيها يتصاعد، تمريرا لصفقة القرن بكامل بنودها، وها هي المشيخة قد اصبحت وبشكل علني قاعدة اسرائيلية لها دورها الاستخباري المكشوف، وفتحت الباب واسعا أمام ارتداد الانظمة الخليجية وفي مقدمتها النظام الوهابي في الرياض انه التحالف الخليجي الاسرائيلي في مواجهة شعوب الامة وتطلعاتها وقضاياها ومقاومتها، تحالف تم اشهاره بالاعلان عن اتفاق التطبيع بين مشيخة الامارات واسرائيل، ويستهدف بالدرجة الاولى تصفية القضية الفلسطينية، اتفاق مهين خياني لم يفاجىء كل من تابع تحركات ابن زايد وسياسة المشيخة التآمرية.