2024-11-24 08:05 م

الليلة التي رقص فيها الأعلام السعودي حول حرائق بيروت

2020-08-07
آخر ما كنا نتوقعه، أن تحاول جهات داخل لبنان والإقليم والعالم، توظيف الكارثة الكبرى التي ضربت  مرفأ بيروت وأسفرت عن سقوط 100 قتيل و4000 جريح وتدمير المرفأ والمنطقة المحيطة به بشكل شبه كامل وأجزاء كبيرة من بيروت، بطريقة حقيرة ومقزّزة تثير الغثيان.
كنا نتوقع أن تلوذ تلك الأبواق المشؤومة بالصمت ولو مؤقتا احتراماً لأرواح هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، ورهبةً من هول الكارثة التي حلّت ببيروت، فمشهد انفجار مرفأ بيروت، يعقد اللسان ويُدخل الانسان السوي في حال الصّدمة، فلا يعد يفكر حينها إلا بالضحايا من القتلى والجرحى.

من أكثر تلك الأبوق صلافةً وصفاقةً وخبثاً وانتهازيةً وحقداً طائفياً تجاوز الغريزة، كانت الأبواق السعودية اللبنانية والعربية المسعدنة، ففي طوال ساعات من البثّ المباشر، لأبواق الفتنة السعودية والمسعدنة، كانت المهمة الرئيسية لهذه الأبواق هو صبّ الزيت على حرائق بيروت والرقص حولها، دون اكتراث للمصيبة والمصابين، وكأنها كانت تتعمد على إشعال المزيد من الحرائق، رغم أن حرائق بيروت لم تُخمد بعد.

مراسلو "العربية" و"الحدث" السعوديتين ومراسلو القنوات اللبنانية والعربية المسعدنة (المموّلة بالمال السعودي)، كانوا يتنقلون في شوارع بيروت ويحملون بدلاً من الميكروفونات، مشاعل وقناني من البنزين لإشعال النيران في قلوب اللبنانيين وشوارعهم، وكأنهم يستصغرون النيران التي كانت تلتهم مرفأ بيروت والمناطق المحيطة به، ويحاولون وبشكل مستميت نشر النيران في المناطق الأخرى من العاصمة.

مراسلو القنوات السعودية والمسعدنة، تعاملوا بطريقة تدعو إلى الإستغراب مع حريق بيروت المروّع، حيث قاموا بمحاولة في غاية الخبث لتوظيف الحادث المأساوي، في صراع مُشغلتهم الطائفي والعبثي مع محور المقاومة خدمةً للسيدين نتنياهو وترامب، حيث ظهروا وكأنهم في سوق نخاسة حداثي، حيث باعوا فيه وبثمن بخس شرف الكلمة والضمير والموضوعية والأخلاق والقيم الإنسانية والشعور الوطني، عندما حاولوا وبطريقة سوقية ووقحة وغبية، بتوجيه المواطنين المروّعين بسبب الحادث، لاتهام المقاومة، وبث الأحقاد الطائفية في نفوسهم والعمل على الإبقاء على النيران في المرفأ والنفوس مشتعلة.

رغم خسة ودناءة الإعلام السعودي والمسعدن، الذي تحولت استديوهات فضائياته إلى جحر للأفاعي، وكأنها كانت على موعد مسبق لتخرج منها في وقت واحد، واللافت أن الأفاعي عادةً ما تخرج من جحورها عند إشتداد الحرّ!!، ويبدو أن حرارة حرائق مرفأ بيروت كان إيذاناً لها بالخروج، فإذا بالوجوه المكفهرة الصفراء والمشوّهة بالخيانة والعمالة والطائفية والارتزاق ذاتها، تنهش عبر تلك الفضائيات المسمومة، باللحم اللبناني المحترق دون رحمة، ولسان حالها يخاطب مشغليها من سعوديين اسرئيليين قائلا، هل كفينا ووفّينا؟.

ولكن الحمد لله على نعمة العقل، وهي نعمة أفاض الله على اللبنانيين منها الكثير، فكانوا منذ كانوا شعباً ذكياً واعياً، لم ينخدع لا بالسعودية ولا بمالها ولا بإعلامها ولا بأبواقها ولا بأذيالها في لبنان، وكان هذا الذكاء والوعي هو سبب غضب السعوديين عليهم، الذين كشروا عن أنيابهم وتجاوزوا كل الأعراف والقوانين الدولية في التعامل مع اللبنانيين، فأخذوا رئيس وزرائهم رهينةً وأهانوه وأجبروه على تقديم استقالته وهو في الرياض، لأنه لم يفجر الداخل اللبناني ويحرق لبنان ومن فيه، من أجل سواد عيون مجموعة من المرضى الطائفيين في السعودية ومن أجل سواد عيون نتنياهو، واليوم يحتفل السعوديون والمسعدنون في داخل لبنان، بإقامة حفلات الرقص حول حرائق بيروت، إلا أن نظرة سريعة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف عن وعي كبير للشعب اللبناني إزاء ما يحيط به، فقد ردّ اللبنانيون على السعودية وإعلامها، بطريقة أذهلت الجميع، فقد طالب اللبنانيون بمختلف طوائفهم، من الآلة الاعلامية السعودية والمسعدنة السكوت، لأنها ومشغليها، يقفان وراء كل مآسي الشعب اللبناني، فعندما تلتقي السعودية مع الكيان الاسرائيلي في لبنان، فهذا يعني أن السعودية اتفقت مع هذا الكيان على خراب لبنان، فالصهيونية العالمية لا هدف لها في لبنان إلا خرابه، وكان من بين هؤلاء المواطن اللبناني الذكي والشجاع الذي خاطب آل سعود من خلال قناتهم الفتنوية "الحدث"! بالقول "كفوا عنا.. الموت لآل سعود".
(العالم)