2024-11-24 12:30 ص

نتنياهو الى إنتخابات رابعة أم الالتزام باتفاق الشراكة

2020-08-07
القدس/المنــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ يتفق المراقبون لما يجري على الساحة الحزبية الاسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حسم أمره واتخذ القرار بالذهاب الى انتخابات مبكرة وأنه ينتظر فقط التوقيت المناسب والظروف التي تتلاءم مع رغباته الشخصية وحساباته الخاصة لفض الشراكة الائتلافية القائمة مع "بيني غانتس" وحزبه "ازرق أبيض". ويرى المراقبون والمتابعون لتفاصيل الخارطة الحزبية في اسرائيل أن نتنياهو لم يكن ينوي من اللحظة الاولى "تسليم مفاتيح" رئاسة الحكومة الى بيني غانتس، ولهذا السبب يفضل نتنياهو عدم التنازل عن ورقة الموازنة العامة للدولة التي يمكن أن تشكل افضل بوابات تفكيك الائتلاف والذهاب الى انتخابات مبكرة، لذلك لا يرغب في تمرير موازنة عامة لعامين كما نص عليه الاتفاق، لأن ذلك يعني استقرار الحلبة الحزبية واستقرار الوضع السياسي الداخلي وفقدان القدرة على افتعال ازمة تُطيح بالائتلاف. أما بيني غانتس فهو يسعى وبكل قوته الى "انتزاع" معاول هدم الائتلاف من بنيامين نتنياهو لادراكه بأن الذهاب الى انتخابات مبكرة في هذه المرحلة وقبل أن يمضي ولو يوم واحد على كرسي رئاسة الحكومة في اسرائيل، يعني انتهاء حياته السياسية وتلاشيه التدريجي عن الخارطة الحزبية الاسرائيلية وهو أمر حتمي حسب استطلاعات الرأي، ويعتقد غانتس أن وصوله الى كرسي رئاسة الحكومة سيساعده في وقف هذا التلاشي واعادة لملمة أوراقه وتجميع ما تبقى من القاعدة الشعبية التي رافقته في المعارك الانتخابية الاخيرة وعدم تحقيق ذلك يعني أن غانتس سيغادر الحلبة السياسية قبل المعركة الانتخابية المقبلة للهروب من الهزيمة الحتمية. وهذا يعني باختصار أن نتنياهو وغانتس يبحثان في مبارزتهما حول الموازنة العامة عن تحقيق مصالحهما الضيقة وتحسين مواقعهما في المنافسة القادمة. وهنا يجب أن لا ننسى بأن غانتس يمتلك بعض الاوراق التي يمكن أن تقلق نتنياهو وتجبره على البقاء داخل قفص الائتلاف حتى موعد تسليم مفاتيح رئاسة الحكومة لبني غانتس، ومن أهم هذه الأوراق قدرة غانتس على التساوق مع رغبات المعارضة في سن قانون يمنع تكليف اي شخص تم تقديم لائحة اتهام جنائية بحقه بتشكيل الحكومة. وهناك معضلة حقيقية تواجه الحلبة الحزبية الاسرائيلية وهي عدم القدرة على افراز شخصية يمكن أن تشكل تهديدا حقيقيا لبنيامين نتنياهو على الرغم من نزيف المقاعد الذي تظهره استطلاعات الرأي بالنسبة لليكود، غير أن السؤال بشأن الاكثر ملائمة لتولي رئاسة الحكومة في اسرائيل فان نتنياهو يبقى متربعا على رأس القائمة دون أي منافس يمكن أن يهدده. 
ويجب التذكير هنا بأن جميع مكونات الائتلاف دون استثناء تعارض الذهاب الى انتخابات مبكرة، لكن بين المعارضة والقدرة على التأثير على ما ستحمله الأيام والأسابيع القادمة هناك فجوة عميقة، فالجميع يدرك بأن نتنياهو هو الشخص الوحيد القادر على توجيه دفة المركب الائتلافي سواء نحو الاستقرار أو نحو الصخور المدمرة لاغراقه، وبيده وحده القرار بشأن توقيت الانتخابات المقبلة. ويبقى السؤال المطروح هل ما زال نتنياهو يمتلك قوة التأثير و "السحر" الخاص على الناخب الاسرائيلي واليميني بشكل خاص وبما يسمح له المبارزة السهلة والمضمونة في صندوق الاقتراع، أم أن هذا "السحر" قد تلاشى تحت وطأة الوضع الاقتصادي والصحي؟!!