2024-11-23 06:52 م

المستوطنون يمنحون نتنياهو فرصة حتى أيلول لتنفيذ مخطط الضم

2020-08-06
القدس/المنـار/ عوامل كثيرة تقف حائلا أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي لتنفيذ علني لمخطط الضم "المطبوخ" بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانتهى شهر تموز دون تحقيق ذلك.. وساق الجانبان الامريكي والاسرائيلي تبريرات التأجيل.
ترامب من جهته "نصب ميزان الربح والخسارة" فآثر التأجيل مع بعض التحذيرات والاشتراطات غير المقنعة وغير الملزمة، وفي اسرائيل هناك تباينات بين أحزابها المشاركة في الائتلاف وتلك التي تجلس على مواقع المعارضة، وبين ترامب ونتنياهو مجموعة عوامل شخصية تخضع لها عملية تنفيذ مخطط الضم تتعلق غالبيتها بكرسي الحكم.
وفي الساحة العربية، لا مبالاة، وتوسل للتخفيف والتأجيل وايجاد السيناريوهات التي تحول دون ردات فعل كبيرة خشية تصد أنظمة الحكم، دون أن تتنازل عن أدوار التمرير والتسويق لكامل بنود صفقة القرن، ولم توقف رسائل التهديد والتحذير والتخويف التي تصل ديوان الرئاسة الفلسطينية.
أما في الساحة الفلسطينية، فالقيادة ليست متشجعة لتحريك شعبي واسع ومؤثر، مكتفية بمؤتمرات مدروسة من حيث العدد وسعة الموقع وحتى طبيعة الشعارات ونوعية الحضور وأحجام التأثير، وهذا الموقف أبقاها في دائرة الانتظار التي تستهويها.. وما تزال تؤمن الى درجة العبادة أن المجتمع الدولي والدول الاوروبية ذات التأثير سيجلب لها الحل عبر رد فعل خافت لفظي، يصل درجة التعاطف والتسامح مع المخطط الامريكي الاسرائيلي، وحتى هذا القسط الهامشي من التأثير بدأ بالتلاشي وسط الضربة الموجعة المستمرة التي يوجهها لها فيروس كورونا.
لكن، وحسب تقارير من داخل الغرف واللقاءات المغلقة في الساحة الاسرائيلية أن العامل الاقوى الذي سيحدد مصير مخطط ضم أراض من الضفة الغربية، توقيتا ومساحة، يتمثل في موقف اليمين الاسرائيلي المتطرف وفي مقدمة شرائحه المستوطنون وتأثيرهم القوي على رئيس الوزراء الاسرائيلي الباحث عن فرصة لحل الائتلاف، لذلك، هو معني بالمحافظة على دعم المستوطنين له في أية خطوات أو انتخابات قادمة، وفي حال انحرف نتنياهو عن مسار هذه العلاقة وما ينجم عنها من تحقيق مصالح فان مستقبله السياسي على المحك.
من هنا، يجب أن يدرس مليا التصريح الذي أطلقه "يوسي دغان" رئيس مجلس المستوطنات، الذي أعلن فيه "بأن نافذة الفرص السياسية ستغلق حتى الاول من شهر أيلول القادم"، أي أن المستوطنين يدفعون نتنياهو للاسراع بتنفيذ مخطط الضم قبل هذا التاريخ والا سيغلق الملف السياسي، والى أن يحين الموعد فان على نتنياهو الرد على هذا الموقف التهديدي التحذيري، وهنا، سيجد رئيس وزراء اسرائيل أن مصلحته الشخصية، مرتبطة بمدةى الانصياع لرغبات المستوطنين المتمثلة بضرورة الاسراع في تنفيذ مخطط الضم.