2024-11-25 10:33 م

تحذيرات من مخطط سعودي اماراتي لتقسيم مصر

2020-08-06
القدس/المنـار/ على امتداد سنوات طويلة لعبت مصر دورا كبيرا رياديا في الساحتين الاقليمية والدولية، ووقفت بقوة وحزم الى جانب قضايا الأمة، وبشكل خاص القضية الفلسطينية، وتصدت لكل الخارجين على هذه الامة، وتحديدا المملكة الوهابية السعودية، وحاصرت القاهرة حكام الردة التي شكلت بلدانهم قواعد للاستعمار، ودخلت في حروب مع هذه البلدان، وأبقى الدور المصري هؤلاء في دائرة الأقزام، وقادت أرض الكنانة الأمة العربية، وقدمت التضحيات في سبيل الحفاظ على عدالة قضاياها وتطلعاتها، لذلك، كانت مصر وما زالت في دائرة الاستهداف استعماريا وصهيوينا ورجعيا.
الشعوب العربية، رأت في مصر دوما بوابة الخلاص والداعم الصادق والمساند لها، وحظيت مصر وشعبها بالتقدير والاحترام والاعتراف بالجميل، وانضوت تحت لواء هذا الدور الريادي للقاهرة، وفي ذات الوقت كانت تخشى حدة التآمر على الشعب المصري.
في السنوات الاخيرة، لوحظ التراخي المصري، والتراجع عن ريادة الدور، ولم تعد القاهرة بنفس الحماس من حيث اسناد قضايا الامة والدفاع عنها، تغيرت المسارات والمواقف، وأدخلتها ظروف كثيرة صعبة دائرة الابتزاز والابتعاد عن محيطها العربي، استغلالا للوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الشعب الفلسطيني، ويبدو أن دعم بعض الجهات لها رغم ضآلة هذا الدعم ومقداره وحجمه مقترنا بشروط مذلة، في مقدمتها، التخلي عن الدور وتحجيمه، ومسايرة مواقف هذه الجهات وسياساتها المتآمرة على شعوب الامة وقضاياها العادلة، وباتت القاهرة تسير في ركب دول معروفة بخياناتها وأدوارها القذرة، متخلية عن امتها، ودعمها لقضاياها الممتد عبر التاريخ.
ورغم أن الدعم المالي المقدم من دول الخليج، لا يشكل حلا لأزمة مصر الاقتصادية، الا أن القاهرة انزلقت وراء هذه الدول وتحديدا السعودية ومشيخة الامارات، فكان الصمت على الحرب الهجمية التي تشنها أبوظبي والرياض بدعم اسرائيلي امريكي على الشعب اليمني، ولم تنتفض القاهرة للوقوف مع الشعب السوري في التصدي للارهاب الذي ترعاه الامارات والسعودية، وانجرفت صوب الساحة الليبية دعما للتدخل الاماراتي الشائن في ليبيا، ولم تتصد للتآمر الذي تتعرض له القضية الفلسطينية من جانب ابن سلمان وابن زايد، وفوجئت الشعوب العربية من رد الفعل المصري الخجول ازاء صفقة القرن.
ومع أن الدور الاماراتي السعودي يتمثل في الهيمنة على الدول العربية وتقسيم ساحاتها وهذا نراه جليا في سوريا وليبيا واليمن والعراق والساحة الفلسطينية، الا أن مصر وقيادتها صامتة صمت "ابو الهول" وكأن الدول الخليجية متحكمة في مصر سياسات ومواقف.. وتجرها الى ميادين صراع وقتال هي في غنى عنها، ولا يخدم شعب مصر والشعوب العربية، بل ستدفع بها الى ركن ضيف وزوايا العجز لا حول لها ولا قوة، وتنقيط الأموال الخليجية في الساحة المصرية لن تحيي اقتصادا أو تنمية، فهو محسوب بدقة وفي أية اتجاهات وميادين، وهذه الدول تعبث في الساحة المصرية، وتشل قوة تأثيرها، وترش الأموال للاستزلام وشراء الذمم وخدمة لسياساتها، وهذا ما يثير استغراب ودهشة الأمة العربية، التي لم تتوقع يوما أن تنساق القاهرة وراء أنظمة الردة في الخليج، وأن يصبح الولدان ابن سلمان وابن زايد المؤثران في ساحة أرض الكنانة، وتخشى الامة على مصر وشعبها من مخططات خليجية موضوعة منذ زمن طويل تفتيتا لها وتطويعا.
أنظمة الردة في الخليج لم تنجح في الخروج من دوائر الصغار، وكانت تخشى مصر ودورها، وتبددت أوهام وأحلام نظام بني سعودي وبني زايد نهيان بالوصول الى نادي الكبار، فالقاهرة وقفت لهما بالمرصاد.
ان عداء بني سعود والعائلات المرتدة في الخليج لمصر، معروف ومنذ سنوات طويلة، وهذا يدركه شعب أرض الكنانة، وهذا العداء لن يمحى الا بعد تفتيت مصر واذلال شعبها ووأد دورها، فلا دور لأنظمة الردة في الخليج، ما دام دور مصر رياديا قويا وفي حالة نهوض ولا خروج لهذه العائلات من دائرة الصغار الى نادي الكبار الا بعد اخضاع مصر وجرها الى معارك مفتعلة في أكثر من ساحة، وابقاء شعبها في حالة التلقي للمساعدات المالية.
وتحذر العديد من الدوائر، من انجرار مصر وراء سياسات هؤلاء المرتدين والانشغال في معارك جانبية والمشاركة في تنفيذ الدور الخليجي المتمثل في تقسيم الدول العربية، لأن هذا سيكون المدخل لضياع مصر وتقسيم اراضيها، وهو مخطط قديم عمل الاستعمار والصهاينة على تحقيقه، فهل ستمنح القيادة المصرية الفرصة لقيادات الردة لتحقيق هذا الهدف؟!