2024-11-26 07:36 م

كيف سيكون شكل التدخل المصري في ليبيا؟!

2020-08-04
أصبحت الحرب الأهلية الليبية ودورها في الاستقرار الإقليمي أكثر غموضا منذ 20 يونيو، عندما وافق البرلمان المصري لقواته بعبور الحدود لمساعدة قوات خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا.

ويرى بعض المراقبين أن محاولة التدخل العسكري المصري في شرق ليبيا دفعتها المخاوف المتزايد من الجماعات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي ستكسب موطئ قدم في مصر إذا هزمت حكومة الوفاق قوات حفتر في ليبيا، وفقا لموقع صوت أميركا.
 
وقالت ميريت مبروك، مديرة برنامج مصر في معهد الشرق الأوسط، إن مصر قلقة للغاية بشأن هذه الميليشيات، وخاصة أنها قبضت على إرهابيين في سيناء على علاقة بهم، حيث تم تدريبهم في ليبيا، مضيفة أن مصر تشترك في حدودمع ليبيا يبلغ طولها 1200 كيلومتر ويسهل اختراقها، وتشكل مصدر قلق أمني رئيسي للقاهرة.
 
وفي حين أن قرار مصر كان مدفوعًا بالتدخل التركي في الحرب الأهلية الليبية، إلا أن المخاوف من تسلل الميليشيات عبر الحدود إلى مصر زادت في الأسابيع الأخيرة بعد أن رجحت الكفة العسكرية لصالح حكومة الوفاق الوطني في معركتها ضد حليف مصر، الجيش الوطني الليبي.
 
كما دان وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤخراً "دعم القوى الإقليمية للقوى المتطرفة"، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف خطر المنظمات الإرهابية في ليبيا، وألقت وسائل الإعلام المحلية المصرية باللوم على التدخل التركي في ليبيا في زيادة الهجمات في شمال شبه جزيرة سيناء.

 

عودة الإخوان المسلمين


 
ويعتقد بعض الخبراء أنه من خلال إرسال قوات إلى ليبيا، يأمل السيسي في تأمين الحدود الغربية لمصر من تسلل المتشددين ومنع عودة الإخوان المسلمين، ويقولون إن القاهرة ترى تهديدًا حقيقيًا بعد الانتصارات الأخيرة لحكومة الوفاق الوطني الليبي، والتي تضم حلفاء الإخوان المسلمين.
 
وصنفت مصر جماعة "الإخوان" منظمة إرهابية في أواخر عام 2013، وهو قرار أدانته تركيا بشدة، والتي استضافت العديد من أعضاء الجماعة منذ فرارهم من مصر، وفي عام 2019، طلب السيسي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وهي خطوة اعتبرتها تركيا هجومًا على الديمقراطية في الشرق الأوسط.
 
وبحسب حافظ الغويل من معهد السياسة الخارجية بواشنطن ، لدى السيسي "أسباب جدية" للخوف من صعود حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا إلى السلطة في ليبيا والتي يمكن أن تشجع الإخوان المسلمين، وأضاف "أنه بالرغم من وضع عشرات الآلاف من أعضاء الجماعة في السجن إلا أن تواجدهم مازال يؤرق مصر لجهة معارضتهم للنظام الحاكم"، مشيرا إلى أن هناك خوف شديد من أن أي صعود محتمل للإسلام السياسي في ليبيا.


شكل التدخل

 
وأكد الغويل أن تدخل الجيش المصري في ليبيا ليس في صالح حكومة السيسي، التي تحارب داعش في سيناء، وتواجه تهديدات بسبب الخلاف مع إثيوبيا حول سد النهضة، والوضع الاقتصادي المتدهور الناجم عن فيروس كورونا.
 
وأكد بعض الخبراء أنه من غير المرجح أن تذهب مصر إلى حد الدخول في مواجهة مباشرة في ليبيا، خاصة وأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تخاطر بحرب إقليمية مباشرة مع تركيا، ومع ذلك، فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن تقوم القاهرة بإنشاء منطقة عازلة صديقة لمصر في شرق ليبيا.
 
وقال الغويل: "هناك احتمال أن يسعى الجيش إلى إنشاء منطقة عازلة مماثلة لتلك التي قامت بها تركيا في سوريا" مشيرا إلى أن العواقب المترتبة على تحريك القوات المصرية ومشاركتها في ليبيا قد تلقى بعض المعارضة من قبل قادة في الجيش.

وكانت الولايات المتحدة في الماضي دعت الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى وقف إطلاق النار والتفاوض السياسي بقيادة الأمم المتحدة، وفي اجتماع الشهر الماضي مع رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، حذر السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند وقائد القيادة الأميركية الإفريقية، الجنرال ستيفين تاونسند، من أن العنف الحالي يؤجج العودة المحتملة لتنظيم داعش وتنظيم القاعدة في ليبيا، ويقسم البلاد أكثر لصالح الأطراف الأجنبية، ويطيل المعاناة الإنسانية.

ويتزايد القلق بشأن تحول ليبيا إلى ملاذ للمتشددين في الأشهر الأخيرة بعد تقارير عن إرسال تركيا وروسيا لجماعات المرتزقة إلى الصراع، وخلال مؤتمر القبائل المصرية الليبية في القاهرة الشهر الماضي، تعهد السيسي بأن مصر لن تسمح لليبيا بالتحول إلى مركز للإرهابيين وملجأ للمجرمين الخارجين حتى لو تطلب ذلك تدخل مصر المباشر في ليبيا لمنعه.

الحرة / ترجمات - دبي