2024-11-24 01:39 م

هل اقتربت ساعة المواجهة العسكرية بين اسرائيل وحزب الله؟

2020-08-02
القدس/المنـار/ عند الحديث عن امكانية اشتعال مواجهة على الجبهة الشمالية بين اسرائيل وحزب الله، لا بد من تناول الاجواء والظروف التي تعيشها المنطقة، الساحتان اللبنانية والاسرائيلية والساحة الامريكية، وفي الاقليم، فهذه الاجواء هي التي تحدد طبيعة السيناريو المرتقب على هذه الجبهة.
في اسرائيل تتصاعد الخلافات الحزبية والاحتجاجات السياسية، وتداعيات كورونا التي تهدد الاقتصاد والنظام الصحي، اضافة الى تأكيد كل التقديرات بعدم جهوزية الجيش لشن حرب والتحذيرات المتواصلة من هشاشة الجبهة الداخلية.
وفي لبنان، وضع اقتصادي متردي وانهيار عُملة وضغوط اقتصادية من جهات عدة، وتآمر الطبقة الفاسدة المتمثلة بقيادات قوى محلية متآمرة تعمل في خدمة واشنطن وتل أبيب، وهذا الوضع هو الذي يقلق حزب الله، وربما يجعله يتريث في بدء المعركة بعد التجاوزات والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه وعلى محور المقاومة المتمثل في سوريا وايران، وحزب الله، لا يريد أن يتهم بأنه وارء انهيار اقتصاد البلد.
وفي امريكا تشتد الحملة الانتخابية الرئاسية، والرئيس دونالد ترامب يبحث عن أوراق ربما تهيء له الفوز بفترة رئاسية ثانية، يستميت من أجل تحقيقه، فهناك علاقة بين استعداداته الانتخابية، وبين المخططات الحربية الاسرائيلية، ونتنياهو نفسه يضع هذا العامل في الحسبان، فهو أيضا متشبث بالحكم، رغم الاحتجاجات والملفات القضائية لتهم عديدة، ويرى في شن الحرب في هذه الفترة أفضل فيما لو اطيح بترامب.
اما المجتمع الدولي فهو غارق حتى اذنيه بتداعيات كورونا، وهو لم يصل بعد الى مرحلة لملمة الجراح، واعادة بناء الاقتصاد المنهار، وبالتالي، لا يعير الانتباه الى ملفات اخرى، وهذا الوضع ينطبق تماما على الدول الاوروبية ذات التأثر، وان كانت مشاركة في فرض الحصار على ايران وسوريا وحزب الله ولبنان، في الاقليم هناك تأهب من جانب الدول الخليجية في مقدمتها السعودية المملكة الوهابية ومشيخة الامارات لصالح دعم أي عدوان اسرائيلي على حزب الله، فهي شريك رئيس في مخططات العدوان والممول الاكبر لها.
هذه هي الاجواء، في ظل التوتر المتصاعد على الجبهة الشمالية، لكن، ما هو المسار الذي قد تشكله اسرائيل في ظل هذه الاجواء، هل تشن ضربة استباقية ضد حزب الله، تمنعه من القيام برد انتقامي، على استهداف احد عناصره في محيط مطار دمشق الدولي، ما نلاحظه أن اسرائيل تلوح بالحرب وترسل التهديد بتدمير البنى التحتية للدولة اللبنانية، حرب نفسية، تروج لها وسائل اعلام الكيان لردع حزب الله، وتثوير الشارع اللبناني، تديره قوى الخيانة التي تعمل على حرف الاتجاهات المعيشية غير أن حزب الله، له حساباته، توصل اليها بدراسة وتأن وحكمة، وهو لن يقبل بضرب قدرة الردع لديه، ويدرك جيدا أهداف تهديدات اسرائيل واعتاد عليها، وفي ذات الوقت يلم تماما بوضع الساحة الاسرائيلية والثغرات فيها، وبالتالي، في حال اندلعت المواجهة، ستتكبد هذه الساحة خسائر فادحة، وهذا تدركه تل أبيب جيدا، فقد خرجت أصوات تدعو الى عدم التصعيد، لكن، هناك أصوات ترى أن كلفة الحرب اقل من كلفة الانتظار، وهذه اشارة واضحة الى الرعب الذي يعيشه الاسرائيليون وهم ينتظرون رد حزب الله القادم بلا ريب.
واستنادا الى خبراء متابعين فان حزب الله انتصر بالمعركة على الوعي وتل أبيب خضعت لحساباته ومعادلته، فهي في حالة استنفار قصوى في انتظار استيعاب الرد وما سيقوم به حزب الله، بعد أن فشلت تقديرات القيادة الاسرائيلية الاستخبارية، وانزلت السكان الى الملاجىء.
هؤلاء الخبراء يؤكدون أن حزب الله سيرد، في الوقت والزمان وفي المكان الذي سيحدده، وهو يدرك كافة الاحتمالات ونتائجها، وحساباته مبنية على دراسة الوضع الداخلي في الساحة اللبنانية وفي الاقليم، ومواقف دول التأثبر، وهنا ستبقى حالة الاستنفار والحشودات الاسرائيلية على الجبهة قائمة، الا اذا اقدمت تل أبيب على توجيه ضربة استباقية، وهنا، هل لدى اسرائيل القدرة على تحمل نتائجها، واستمرار المواجهة لأيام على الاقل؟!!.
تقارير اسرائيلية تفيد بأن لدى حزب الله صواريخ دقيقة متطورة وبكميات كبيرة، ويمتلك قدرة قتالية، اكتسبها من دوره في التصدي للعصابات الارهابية في الساحة السورية، وتتساءل هذه التقارير ، ماذا لو اقدم الحزب على توجيه رشقات صاروخية على شمال ووسط وجنوب اسرائيل، وحرب 2006 ما تزال ماثلة في اذهان الاسرائيليين؟!
والاسئلة التي تطرح نفسها في هذا السياق كثيرة، ماذا سيكون عليه موقف ايران، وماذا لو شمل العدوان الاسرائيلي الساحتين السورية والايرانية، بمعنى، توسعة ميادين وساحات القتال وماذا سيكون عليه الموقف الامريكي الذي فتح أبواب مخازنه الحربية في اسرائيل لجيشها، وهذا يعني أن هناك حالة استنفار وطوارىء.
اما بالنسبة لحركة حماس في قطاع غزة، فلا يعتقد المراقبون أنها ستدخل الحرب اذا ما اقدمت اسرائيل على عدوانها ، فهي خاضعة تحت تأثير ومواقف قطر وتركيا، وكلتا الدولتين تربطهما علاقات وثيقة جدا مع حماس، التي تخشى أن تفقد حكمها في غزة.