2024-11-01 02:28 م

أكاديمي إماراتي يفتح الصندوق الأسود لطريق الحكم بالإمارات

2020-07-30
فتح الأكاديمي الإماراتي البارز الدكتور يوسف خليفة اليوسف، الصندوق الأسود لتاريخ الحكم في دولة الإمارات عبر الانقلابات والاغتيالات وغدر شيوخ القبائل ببعضهم البعض.

ومعروف أن تاريخ دولة الإمارات يزخر بسلسلة من الانقلاب وعمليات القتل كطريق لترتيب الأوضاع السياسية الذي رافق إماراتها منذ أن تشكلت سكانياً ومجتمعياً، ومن ثم سياسياً حين تأسست كدولة رسمياً عام 1971.


وفي هذا السياق قال “اليوسف” في سلسلة تغريدات له بتويتر رصدتها (وطن) إنه عندما قتل سلطان بن زايد جد محمد بن زايد وصقر اخوهما حمدان وهو جد محمد بن راشد ثم قتل صقر سلطان كان الترشيح لأحد أبنائه الثلاثة وهم هزاع وشخبوط وزايد.


وتابع:”واجتمع شيوخ بني ياس والمناصير وبقية الرؤوس بحضور المعتمد البريطاني وتم اختيار شخبوط حاكما وانتهى الفراغ السياسي في الأمارة”


واستشهادا بالماضي الأليم قال الأكاديمي الإماراتي إن أبوظبي اليوم تعيش نفس السيناريو، ويوجد بها فراغ سياسي عطل الأمارة والدولة بسبب وجود عصابة استولت على السلطة متجاهلة التسلسل الوراثي.


وشدد على أن محمد بن زايد وعصابته أفسدوا المنطقة وأساءوا لأهل أبوظبي وهدروا ثوراتهم واشعلوا الفتن في المنطقة “الأمر الذي يستدعي من عقلاء أبوظبي ان يتداعوا ويجمعوا على عهد جديد يملأ الفراغ”

وأوضح “اليوسف” أن الغاية من هذا الاجتماع الذي ذكره هو اختيار ولي عهد عاقل وناضج من الأسرة الحاكمة يقوم بمهام الحاكم بسبب مرضه ويبدأ يرمم علاقاته بشعب الأمارات، ثم يرمم علاقاته بمحيطه الخليجي والعربي ويوقف الأنهيار الذي احدثه هذا الشيخ المتهور والساخط على الإسلام والشعوب ـ في إشارة لمحمد بن زايد ـ.


وأوضح الأكاديمي الإماراتي في نهاية تغريداته أنه يدرك صعوبة هذه الخطوة وأنا ما يدعو إليه ليس سهلا “ولكنني اعتقد ان كل تأخير لن يكون في صالح أبوظبي وأهلها مستقبلا”

وأضاف:”وانا ابريء ذمتي امام اهلي في الأمارات وارجو ان يتذكروا هذه التغريدات في المستقبل سواء بادروا بإزالة هذا الرجل او لم يفعلوا اما انا فسأستمر في تعريته حتى يزول هو وعصابته”

ويشار إلى أنه تَعاقَب على حُكم الإمارات المتوزعة على ساحل الخليج العربي عائلة واحدة هي آل نهيان، حاكمة إمارة أبوظبي منذ عام 1761، ولكن هذا الحُكم لم يكن مكلَّلاً بالورود، بل تخللته الانقلابات العسكرية الدموية والبيضاء منذ بدايته وحتى اليوم.


وفي عام 1761 تقلَّد حُكم أبوظبي ذياب بن عيسى بن نهيان، الذي يعد ابن مؤسِّس الإمارة، لكنه اغتيل في ظروف غامضة بحسب عدة روايات تاريخية، تبعه في الحكم نجله شخبوط الذي أدار الإمارة ما بين 1793-1816، ثم نقل الحكم إلى ابنه محمد الذي حكم عامين اثنين فقط، ليعلَن لاحقاً عن وفاته فجأة دون معرفة السبب.

في عام 1818، جاء إلى الحكم طحنون بن ذياب، وبقي حتى عام 1833، ولكنه لم يَسلَم أيضاً إذ تعرَّض لاغتيال غامض، فخلفه شقيقه خليفة حتى عام 1845 والذي اغتيل أيضاً بطريقة غير معروفة التفاصيل تماماً.

عاد الحكم إلى عائلة طحنون وتقلَّده ابنه سعيد عشر سنوات، إلا أنه عُزل بما قيل إنها “إرادة شعبية” عام 1855، ليتسلم الحكم ابن عمه زايد بن خليفة، إذ وطَّد حكمه لأكثر من 54 عاماً، ووافته المنية عام 1909.

وتبعه في الحكم نجله طحنون بن زايد مدة سنتين ثم توفي بشكل طبيعي، ليتقلد الإمارة شقيقه حمدان بن زايد حتى عام 1922، لكنه اغتيل على يد أخيه سلطان بن زايد في انقلاب دموي نال خلاله السُّلطة وبقي في الحكم حتى عام 1926، لينتهي مقتولاً أيضاً على يد أخيه صقر بن زايد، الذي بقي في الحكم 3 سنوات ثم اغتيل كذلك على يد ابن أخيه شخبوط بن سلطان، الذي استمر في حكم أبوظبي حتى عام 1966.


وفي عام 1966 كانت تلك المناطق ترزح تحت حكم الاحتلال البريطاني، ولكن للأمراء سلطة قانونية على مناطقهم بحُكم الاعتراف الشعبي فيها.

وطلبت بريطانيا من شخبوط بن سلطان امتيازات نفطية واسعة بعد اكتشاف النفط بكميات تجارية من خلال الشركات الإنجليزية التي كانت تنقِّب على مدار سنوات، إلا أن شخبوط رفض ذلك، لاعتقاده أن محاولات التطوير هذه لن تخدم بدو الإمارة وستجعلها مطمعاً لقوى أخرى كثيرة، وهو ما يخرج البلد عن السيطرة.

بحثت بريطانيا عن حليف آخر، في صفوف آل نهيان، يساعدها على التخلص من حاكم أبوظبي شخبوط، فكان الحليف هو الأخ الشقيق زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يطمع في الحكم لنفسه ويَدين بالولاء للبريطانيين، بحسب موقع “واي باك مشين”.

وفي السادس من أغسطس عام 1966، حطَّت طائرة تابعة للسلاح الجوي البريطاني بمطار أبوظبي، وأُعلنت حالة الطوارئ بين القوات الإنجليزية المرابطة هناك، ثم قررت عزل شخبوط وتنصيب زايد بدلاً منه، وتم نقل شخبوط إلى المطار وتسفيره إلى البحرين، ثم إلى بيروت فلندن، حيث وُضع تحت الإقامة والمراقبة في قصر كان يمتلكه هناك، بحسب المصدر ذاته.

وأصدرت الخارجية البريطانية بياناً، زعمت فيه أن التغيير الذي حصل في أبوظبي مسألة داخلية، وأن بريطانيا مسؤولة عن الشؤون الخارجية فقط (إلى جانب الدفاع).

بعد توطيد أركان الحكم لزايد بن سلطان، سُمح لشخبوط بالعودة ليقضي بقية حياته تحت الإقامة الجبرية في مدينة العين (تُوفي سنة 1989).

وعن الترويج البريطاني لزايد، نشر موقع وزارة الرئاسة الإماراتي أن ولفرد ثيسيجر، الرحالة البريطاني الشهير الذي قطع صحراء الربع الخالي ووثَّق رحلته الشهيرة تلك في كتابه “الرمال العربية”، سجَّل بعض “الانطباعات” في كتابه عن لقائه مع الشيخ زايداً، فقال في محاولة لترويج اسمه وسمعته: “إن زايداً رجل قويُّ البنية، لحيته بُنِّية اللون، ووجهه ينمُّ عن ذكاء حادٍّ، وعيناه ثاقبتان قويتا الملاحظة، وهو يتميز بسلوك هادئ وشخصية قوية”.


استمر زايد منذ ذلك الوقت في حكم أبوظبي، ومن ثم دولة الإمارات المتحدة، ليكون أول رئيس لها حتى عام 2004، حيث تُوفي وقد أسس لحكم عائلي أشد حزماً ومتانة.

لعل الدولة التي أسسها زايد آل نهيان كانت عصيَّة على انقلابات الإمارات الأخرى ضد العاصمة أبوظبي المسيطرة على معظم الإنتاج النفطي، لكنها لم تمنع السيطرة على الحكم لطرف دون آخر ضمن البيت الواحد.

استطاعت الزوجة الثانية القوية لزايد، فاطمة بنت مبارك الكتبي، أن تزرع حُبَّ السُّلطة في نجلها محمد بن زايد، فمنذ وفاة أبيه وتولي الأخ غير الشقيق له خليفة بن زايد رئاسة الدولة وحُكم أبوظبي، بدأت تطلعاته إلى سدة الحكم.

فقد أُجبر خليفة على أن يكون ولي عهده هو محمد بن زايد، وإن كان قراراً مخالفاً لأعراف ولاية العهد في دولة الإمارات.

وأجَّلت الشيخة فاطمة وولدها محمد حينها إعلان وفاة زايد الأب عدة أيام، وذلك إلى حين ترتيب الأوضاع لأبنائها فقط، وإبعاد وتهميش كل أبناء زايد من زوجاته الأخريات، وضمنهم الشيخ خليفة، الذي ظهر حاكماً بلا صلاحيات.

كما قالت المعارضة الإماراتية إن الأخ غير الشقيق لمحمد “أحمد بن زايد” لم تسقط طائرته في المغرب عام 2008 وحدها، بل تعرضت لإسقاط مفتعل أدى إلى وفاته، ملمِّحة إلى تورُّط أخيه محمد في اغتياله، ليستفرد بحكم البلد.

وقد سيطر محمد بن زايد على أغلب مفاصل الدولة وضمنها منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فهو صاحب الحضور الدائم والتأثير في كل القرارات والمغامرات التي تخوضها، لا سيما المتعلقة بسياسات البلاد الخارجية، التي غالباً ما تأتي مقرونة باسمه.

ولم يكتفِ بتحييد أغلب إخوته ومن هم في دائرتهم، بل قرَّب الإخوة الأشقاء الموالين تماماً له، بالإضافة إلى تمكين أبنائه في الجهاز (المجلس التنفيذي) الذي يُحكم به قبضته على أبوظبي، لمنع حدوث أي انقلاب أو محاولة انقلاب في بلد أمني يحكمه العسكر بلباس أهل الإمارات الأبيض.
(وطن سرب)