2024-11-25 06:32 م

كتاب "في خيمة القذافي" رفاق العقيد يتذكرون للإعلامي اللبناني غسان شربل

2013-02-05
عمان/ يسرد الاعلامي اللبناني غسان شربل في كتابه الجديد المعنون ( في خيمة القذافي : رفاق العقيد يكشفون خبايا عهده ) الوانا من القصص والحكايات التي تناقلتها وسائل اعلامية متنوعة حول رؤى وافكار الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في السياسة وتفاصيل الحياة .

يستهل شربل الكتاب الذي يضم 420 صفحة من القطع المتوسط مع العديد من الصور الفوتوغرافية , الصادر حديثا عن دار رياض الريس للكتب والنشر ، بالاشارة الى " ان ذلك (القائد التاريخي) ادرك منذ وقت مبكر حاجة العالم الى الذهب الاسود , فاطلق العنان الى جموحه دون احترام للقواعد والاعراف والمعاهدات الدولية وذلك عندما كان يتعمد التأخير ويترك ليونيد بريجنيف في انتظاره , وانه كان يقطع محادثاته مع زعماء كبار احتراما لموعد الصلاة ، وانه كان يوظف منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمزيق ميثاقها ورميه بالأرض وانه كان وراء عمليات خطف وزراء الاوبيك العام 1975 وافسح للكاميرات تسجيل صورة للرئيس الايطالي بيرلسكوني يقبل يده فضلا عن اوامره لجيشه باجتياح الاراضي التشادية وسوى ذلك من الممارسات التي اعتبرت لا تتفق ومعايير العمل الدبلوماسي وحقوق الانسان ".

يضيف المؤلف " انه سعى في كتابة قصة القذافي الى البحث عن شهود لا عن محللين من بين اولئك الرجال الذين كانوا الى جانبه يوم كان يستعد للقفز على السلطة ثم شاركوه فيها او عملوا في ظله مبينا ان خيمة القذافي التي لازمته في كثير من محطات حياته واسفاره حين كان ينصبها امام قصور الرئاسة في العواصم التي يزورها كادت ان تطيح بإحدى سفراته الى موسكو لولا تدخل فلاديمير بوتين" .

ويبين الكتاب "ان القذافي كان يعشق الإثارة والضجيج والاضواء لدى مشاركاته في اجتماعات القمة العربية عندما يقف مبتهجا بحشود الاعلاميين وفلاشات المصورين ويستشرف الاضواء بملابسه الغريبة وحركاته ومداخلاته التي يصعب توقع مضامينها وانه كان يكره كل من ينافسه من القادة العرب الذين يزاحمونه في الاعلام " .

ويشير الكتاب الى "ان القذافي انفق ثروات طائلة في محاولة شراء الذمم واستئجار الضمائر وعندما يئس من العرب اتجه الى القارة الافريقية وصار اسمه (ملك ملوك افريقيا) وانه سيذهب الى ابعد من ذلك حين قرر تفكيك الجيش الذي اوصله الى القصر ويحوله الى ألوية يوزعها على المقربين من افراد عائلته وعشيرته، وكانت مهمته الاولى تحويل شركائه في ثورة الفاتح من ايلول 1969 الى موظفين لديه ".

اما الشهود فهم الرائد عبد السلام جلود الذي كان الرجل الثاني في النظام والذي اثر لاحقا الانشقاق عن النظام مع بدايات الثورة الليبية وشكل هذا التحول الضربة القوية التي خلخلت بنية النظام، واعتبر ان ابرز الاخطاء التي ارتكبها القذافي القمع الذي دمر الروح الوطنية والنسيج الاجتماعي.

يحاور شربل العديد من الشخصيات في تدعيم قراءته لهذه الزعامة العربية الغريبة الاطوار منهم عبدالرحمن شلقم وعلي عبد السلام التريكي رجلا الدبلوماسية الليبية الابرز في عهد القذافي من وزارة الخارجية الى مقعد مندوب ليبيا في الامم المتحدة، وايضا زميل القذافي في الجيش الليبي الضابط عبد المنعم الهوني الذي شارك في حركة الفاتح من ايلول وشغل مناصب عديدة منها مدير الاستخبارات ووزير للخارجية والداخلية، قبل ان يغدو معارضا ومطاردا .

كما التقى المؤلف امين جهاز المراسم العامة نوري المسماري الذي عمل من 1979 الى 2010 الذي انشق عن القذافي لدى اندلاع الثورة العام 2011.

يشار الى ان الاعلامي غسان شربل عمل في العديد من الصحف والدوريات العربية وهو يراس تحرير صحيفة (الحياة) من العام 2004 وكان شارك في تغطية الكثير من الاحداث العربية والدولية، كما صدرت له مؤلفات عن الذاكرة السياسية العربية منها: (جورج حاوي يتذكر، اسرار الصندوق الاسود: العراق من حرب الى حرب صدام مر من هنا، اين كنت في الحرب، وذاكرة الاستخبارات). (بترا)