2024-11-27 11:36 م

صراع المحاور وطاولة المفاوضات أهداف لقاءات شكري في عمان ورام الله

2020-07-20
القدس/المنـار/ تتسابق دول عديدة في الاقليم والساحة الدولية لدفع الجانب الفلسطيني للعودة الى طاولة المفاوضات، هذا السباق يهدف الى "نفض اليد" من القضية الفلسطينية واعادة الفلسطينيين الى المفاوضات على أسس هناك مساعي لتمريرها، عنوانها وجود بنود ايجابية في صفقة القرن، تشكل عامل اغراء للقيادة الفلسطينية للنزول عن السلم الذي صعدت اليه.
ويبدو أن هناك عواصم أخدت على عاتقها "تجميل" هذه البنود، وتشكيل اصطفاف ضاغط على الفلسطينيين للقبول بالعودة الى المفاوضات.. عواصم متنافسة لكنها تعمل لنفس الهدف، ولخدمة نفس السيد، وتحقيق مصالح ذاتية، وفي هذا السياق تندرج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى كل من عمان ورام الله، هذه الزيارة تأتي في أعقاب نجاح مشيخة قطر في تقريب وجهات النظر حول مسألة الضم بين حماس وفتح، تقريب هدفه في الأساس وضع أية ردود فلسطينية على مخطط الضم الاسرائيلي تحت السيطرة، منعا لتفجير ساحة الصراع الرئيسة، حيث تربط الدوحة علاقات متينة مع كل من قيادة السلطة وقيادة حماس، وعلى هذا الاساس ومن هذا المنطلق تحركت قطر، لكن، ضمن هامش محسوب امريكيا واسرائيليا بدقة، فقطر يحظر عليها الاقتراب من اية مساعي أو محاولات لانجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية وانهاء الانقسام، وهذا ما تدركه جيدا القيادتان في رام الله وغزة.
هذا النجاح القطري المنسق بشأنه مع تركيا، دفع القاهرة الى التحرك وايفاد وزير الخارجية الى كل من رام الله والعاصمة الاردنية فمصر قبل فترة لم تشارك في لقاء عقد في رام الله لبحث مخطط الضم تحت تبرير أن مصر تتعاطى مع القضية الفلسطينية من منطلق أمني وليس سياسيا، وآنذاك رغم دعوته لم يشارك سامح شكري في لقاء بالعاصمة الاردنية لمناقشة الموضوع نفسه، وشكل هذا الموقف أحد أسباب الفتور في العلاقات المصرية الفلسطينية.
وزيارة شكري لعمان ورام الله، مجرد اثبات وجود بأن القاهرة لاعب رئيس في ميدان الصراع في تنافس واضح مع قطر وتركيا، وهذا الموقف تسانده الامارات والسعودية، فهما تتحركان بحذر واضح والرياض تعتمد تبليغ الرسائل بسرية تامة، وهي عبارة عن نصائح ملغومة وتهديدات لم تعد مبطنة تصل الى القيادة الفلسطينية في رام الله، بينما الامارات تتعاطى مع الاردن نصيحة وابتزازا، لكن، المتنافسون تجمعهم الاهداف المشتركة، كل يحاول ان يسبق الاخر في تحقيقها وتقديمها جاهزة الى السيد الامريكي، وفي المحصلة هو سباق ضاغط على الجانب الفلسطيني، والاردن في الوقت ذاته، واذا ما استمرت القيادة الفلسطينية في رفضها لما تطرحه واشنطن، فان جميع اللاعبين سينتقلون الى مرحلة التهديد، بدءا بحصار الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تقبل القيادة الفلسطينية بما تتضمنه وتحمله اتصالات وتحركات دول عربية وعواصم أوروبية وتعود الى المفاوضات بلا اشتراطات، وهي التي تعاني من مواجهتها لوضع معيشي متدهور، وتداعيات جائحة كورونا المتعاظمة، وامكانية انفجار الموقف في الشارع الفلسطيني، واذا ما حصل لن تنجح في السيطرة عليه.
مراقبون يرون أن هذه التحركات هي مجرد تصارع محاور ليس في صالح الفلسطينيين، أما بالنسبة لاوروبا وتحديدا بريطانيا، فهي لا تأثير لها على مسار الاحداث في المنطقة، بعد أن خسرت الاتحاد الاوروبي وربطت نفسها بامريكا، فهي لن تخرج من بيت الطاعة الامريكي، وما اتصال رئيس وزرائها قبل ايام بالرئيس الفلسطيني، الا حركة من اداة امريكية لها نفس الهدف الذي يتصارع من أجله المحور القطري ـ التركي والمحور المصري السعودي الاماراتي، انه جر القيادة الفلسطينية الى طاولة التفاوض لتتفرغ كل هذه العواصم بما فيها واشنطن ولندن لمواجهة تداعيات كورونا، التي ضربت اقتصاديات العالم بقوة.