بقام: موسى مهدي
تتزايد ثروات المليارديرات واكتنازهم للمال بمعدلات مرعبة في الولايات المتحدة، ويتزايد تبعاً لتضخم الحسابات والأصول شرههم للنفوذ السياسي في الولايات المتحدة. ومنذ صعود الملياردير دونالد ترامب للسلطة في واشنطن يتزايد عدد المليارديرات المترشحين لتولي منصب الرئاسة الأميركية، ومعه يتزايد حجم الأموال التي يدفعونها للحملات الانتخابية التشريعية والرئاسية.
في الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة التي جرت في العام 2018 لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ترشح مليارديران، هما توم ستاير ومايكل بلومبيرغ اللذان خسرا المعركة الأولية أمام المرشح الحالي جو بايدن. وفي تاريخ الانتخابات الرئاسية هنالك نحو 16 مليونيراً ترشحوا للانتخابات الأميركية ولكن المليارديرات الذين فاتهم قطار المنافسة المباشرة على الرئاسة الأميركية، لم يفتهم قطار التأثير المباشر على الرئيس المقبل ومجلسي الشيوخ والنواب عبر ما يضخونه من أموال في حملاتهم الانتخابية. ولاحظت دراسة صدرت عن معهد دراسات السياسة بواشنطن، أن مساهمات الأثرياء في حملات الانتخابات الأميركية تضاعفت 20 مرة خلال العقد الأخير عما كانت عليه في العام 2010، إذ ارتفع حجم المساهمات من 32 مليون دولار في العام 2010 إلى 611 مليون دولار.
كما ارتفع كذلك معدل تمويلات الأثرياء للحملات الانتخابية إلى 10% من كلفتها الاجمالية. في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بين المرشح الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والرئيس الحالي دونالد ترامب، يرمي المليارديرات بثقلهم خلف بايدن، الذي يرون فيه المرشح الأنسب بالفوز. وحسب ما أعلن بايدن، مساء الأربعاء، فإن حملته الرئاسية جمعت حتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي 141 مليون دولار. ويذكر أن حملته بدأت رسمياً في مارس/ آذار الماضي، بينما جمعت حملة ترامب التي بدأت مبكراً 131 مليون دولار.
وهذا يعني أنه تفوق على ترامب في تمويل الحملة الرئاسية، كما تفوق عليه في الاستفتاءات الشعبية بنحو 17 نقطة. على صعيد تمويل الحملات الانتخابية للحزبين، كشفت دراسة معهد السياسة بواشنطن، أن تبرعات الأثرياء للحزب الجمهوري تفوقت على التبرعات التي دفعت للحزب الديمقراطي في انتخابات العام 2016 التي حملت الملياردير ترامب للرئاسة، إلا أن الدراسة تشير إلى أن التبرعات التي دفعت لمرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس في العام 2018 كانت أعلى بمعدل كبير من تلك التي دفعت للجمهوريين.
وهو ما يشير إلى تغير واضح في توجهات الأثرياء بعد صعود ترامب للسلطة والمعارك الداخلية التي خاضها ضدهم وحجم العداوات التي خلقها داخل مجتمعات الطبقة الأرستقراطية والمخملية في الولايات المتحدة. وكشفت الدراسة أنه بينما كانت مساهمات الأثرياء في الانتخابات الرئاسية في العام 2016 للحزب الجمهوري قد بلغت 371 مليون دولار مقارنة بنحو 309 ملايين دولار للحزب الديمقراطي، فإن المليارديرات دفعوا تمويلا أكبر في حملة انتخابات الكونغرس في العام 2018 للحزب الديمقراطي، بلغ 314 مليون دولار مقارنة بـ278 مليون دولار للحزب الجمهوري.
ولاحظ محللون أن في الولايات المتحدة نحو 199 مليارديراً ينشطون في دعم الانتخابات الرئاسية والتشريعية وأن مساهمات كل واحد منهم لا تقل عن مليون دولار في كل حملة انتخابية، كما أن هنالك نحو 440 ثرياً تقدر ثرواتهم بمئات الملايين لا تقل مساهماتهم في كل حملة انتخابية عن 100 ألف دولار. وحسب تقرير الثروات العالمية لمعهد "ويلث أكس"، فإن عدد المليارديرات في أميركا يقدر بنحو 800 ملياردير، ويقدر حجم ثرواتهم بنحو 3.4 ترليونات دولار. وقد شهدت ثروات المليارديرات زيادة ملحوظة خلال جائحة كوفيد 19 الحالية، إذ ارتفعت ثرواتهم بين مارس/ آذار وإبريل/ نيسان بأكثر من 282 مليار دولار، مستفيدين في ذلك من الترليونات التي ضخها مصرف الاحتياط الفدرالي في أسواق المال والدعم المباشر وغير المباشر لشركاتهم.
ويرى خبراء في شأن الأثرياء والثروة أن كبار الأثرياء في أميركا، وعلى رأسهم وارن بيفت وبيل غيتس ورئيس شركة أمازون جيف بيزوس ومايكل بلومبيرغ، سيرمون بثقلهم المالي والإعلامي في هذه الحملة.
ويرى الملياردير بيزوس، الذي يعد أغنى رجل في أميركا ويملك صحيفة واشنطن بوست، أن ترامب أضر ببعض أعماله التجارية، بينما هنالك عداوة متأصلة بين الملياردير الديمقراطي مايكل بلومبيرغ، الذي يملك وكالة بلومبيرغ المالية النافذة، ومؤسسات اقتصادية وتجارية كبرى.
ولا يستبعد خبراء في صناعة النفط أن يخسر ترامب في هذه الحملة الانتخابية مليارديرات النفط في تكساس الذين يرون أنه تحالف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد مصالحهم، ويلقون بمسؤولية انهيار الصناعة النفطية في أميركا على إغراق السعودية الأسواق بالنفط. وعلى رأس هؤلاء المليارديرات مالك شركة "كونتننتال ريسورسسس"، الملياردير هارولد هام، الذي يعد من كبار الداعمين للحزب الجمهوري.
كما لدى ترامب عداوات مع الأخوين كوش، وهما من كبار المليارديرات وقد دعما حملته الانتخابية في العام 2016. (المصدر: العربي الجديد)