2024-11-24 09:31 م

لتخرج القيادة الفلسطينية من دائرة الصمت والإنتظار!!

2020-07-04
القدس/المنـار/ مع كل اجتماع لجامعة الدول العربية على كل مستوياتها، يعود الوفد الفلسطيني الى رام الله آملا وفرحا بصدور قرار منح الغطاء المالي، هذا القرار لم تتم ترجمته على أرض الواقع حتى الان، واستمرت القيادة الفلسطينية كالعادة في دائرة الانتظار، ولما قطعت الأمل بوصول هذا الدعم، توسلت لدى الجامعة العربية بالحصول على قرض مالي.. فأدار الجميع ظهورهم.
دول عربية انفقت مليارات الدولارات وفي مقدمتها السعودية والامارات وقطر على رعاية الارهاب وشن الحروب البربرية على سوريا واليمن وليبيا.. وتقاعست عندما طلب منها دعم الفلسطينيين بالنزر اليسير لمواجهة كل أشكال القمع والحصار والتجويع.
رد الفعل الفلسطيني، الصمت والتوسل المذل ورفع شعارات الاشقاء والبعد العربي، ولم تكتف بذلك، بل دعمت الحرب على اليمن، وفي كل مناسبة، تعلن دعمها لسياسات الحكم الوهابي السعودي، وتتوالى برقيات التهنئة والتعزية على الديوان الملكي في كل مناسبة، وعندما رفضت القيادة الفلسطينية صفقة القرن، تناقص الدعم الشهري السعودي بتعليمات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من عشرين مليون دولار الى سبعة، وأصدرت قرارا تأديبيا بمعاقبة كل من يمس "الشرف السعودي" أو الحديث عن خياناته ودوره الانتقامي الحاقد الذي يهدف الى تدمير الساحات العربية وتصفية القضية الفلسطينية، ولم تتحدث رام الله عن خطوات الرياض التطبيعية.
ها هو الشعب الفلسطيني يواجه تحديات أمريكية اسرائيلية رهيبة، وبقيت القيادة الفلسطينية في دائرة الصمت والانتظار، حتى لم تنتقد مشاركة دول عربية في محاولات تمرير صفقة القرن ومخططات الضم، والتحذير هو.. هو.. لا تقتربوا من السعودية، اياكم وانتقادها، لم تعد منظمة التحرير تخيف أو تزعج نظاما متصهينا، فالسوس ينخر في جسدها، والتفرد عنوان سياساتها، وهناك الانقسام المصلحي، بين حماس وفتح، وعوامل اخرى شجعت أنظمة الردة على مواصلة سياساتها المعادية للفلسطينيين.
القيادة الفلسطينية لا أظافر لها، مشغولة في اصدار وتمرير القرارات الخاطئة، رغم التذمر المتنامي في الشارع الفلسطيني، وواصلت بعض القيادات النهب والسلب والتجاوز وتعميق الاختراقات واحتضان الاجندات المشبوهة، دون رادع، رغم النداءات المتعالية بتغيير "العدة" و "الأدوات" الصدئة.
بعيدا عن التقارير الكاذبة والوشوشات التافهة، ونصائح المبتذلين والحمقى، تحذر من انفجار شعبي، يستهدف القيادة ومؤسساتها، فقد طفح الكيل، فعوامل الاشتعال كثيرة وهناك الاف عيدان الثقاب، وللاسف، التقارير الصادقة وحقيقة الأحوال وأسباب التذمر والاحتقان لا تصل ولا توضع على طاولة صانع القرار، وبعض من هم في المواقع العليا متسببون في ذلك، يتمادون في هذا التجاوز دون مساءلة وبكل كلاحة.
مطلوب اعادة تقييم في كل المناحي، ولفظ المتجاوزين وسد الثغرات والاختراقات وقطع خيوط الارتباطات، خطوة أولى نحو التصدي للمخططات المعادية.
مطلوب وقفة صريحة، وجرأة نحتاجها في هذه المرحلة لكشف خيوط الردة العربية، وتآمر الانظمة وأدوارها الخبيثة، فيكفي مهانة وتوسلا وتسترا، فلتخرج القيادة من دائرة الانتظار المدمر، التي جلبت لنا الفشل والتراجع.