2024-11-24 01:59 م

معلومات خطيرة.. ماذا يدور داخل الطاقم الأمريكي لعملية السلام؟!

2020-07-03
القدس/المنـار/ لا يمكن الربط بين صفقة القرن ورغبة اسرائيل في تحسين مواقعها في الضفة الغربية، وهي تدرك بأنها ستضطر يوما للجلوس على طاولة المفاوضات والبحث في حل نهائي أو طويل الاجل للصراع مع الفلسطينيين، هذا ما تراه تقارير اسرائيلية، وتقول، أنه لهذا السبب تسعى اسرائيل بكل قوة لتمرير بعض الخطوات ذات الفائدة الاستراتيجية المضمونة بعيدا عن الانجرار وراء "ذراع القوة"، وتدرك القيادة الاسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو بأن الظروف الراهنة مواتية للغاية لتمرير الخطوات التي ترغب بها تحت مظلة ادارة صديقة في البيت الابيض، غير أن هذه القيادة لا تمتلك ولا تضمن أن تعطي شهادة تأمين، ولهذا السبب لدى نتنياهو بضعة اسابيع لتمرير بعض خطوات تعميق السيطرة الاسرائيلية في الضفة الغربية، أي حتى موعد اجراء انتخابات الرئاسة الامريكية.
وبالعودة الى صفقة القرن فان نتنياهو يرى بأن المبادرة الامريكية للسلام وفي حال نجاح ترامب لولاية ثانية ستصبح قاعدة لتفاوض قادم مع الفلسطينيين، وقد يضطر الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى الجلوس مبكرا لمناقشة هذه الخطة، فالاتصالات الدائرة حاليا بهذا الشأن بين جاريد كوشنير وزعماء عرب في المنطقة تبحث في ادخال تعديلات يتفق عليها بخصوص رؤية ترامب للسلام.
وحسب هذه التقارير نقلا عن مصادر في واشنطن فان عملية التعديل والتبديل في بعض بنود الصفقة ما تزال مستمرة، لكنها لم تصل بعد الى الصيغة النهائية، هذه التعديلات وفق المصادر لم تطلع عليها اسرائيل بالكامل مما يثير مخاوف نتنياهو، وتشير المصادر الى أن كوشنير الذي يقود عملية التعديل يستعين ببعض الخبراء في شؤون الشرق الأوسط ممن خدموا في وزارة الخارجية الامريكية. وهذا يجري في ظل تباين واضح في المواقف بين أعضاء الطاقم الذين يرون أن لا فرصة لاحداث اختراق سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس صفقة القرن حتى لو تم تعديلها، مدعية بأن القيادة الفلسطينية الحالية اعتادت اللجوء الى هوامش المسارات هربا من اتخاذ قرارات حازمة وحاسمة وتنازلات قد تضطر لتقديمها على طريق التسوية مع اسرائيل، فالجناح الأكثر يمينية حول الرئيس ترامب يحاول الاستعانة بقيادات القاعدة الجماهيرية لترامب عبر دفعهم الى اطلاق التصريحات واتخاذ مواقف يحذرون ترامب من خلالها وتجاهل العامل الذي بسببه وصل الى البيت الابيض، وهو دعم اسرائيل بدون مقابل، هذه التحذيرات تتواصل وتتسع كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.
وعن الاقتراح الذي يسعى كوشنير بلورته مع جهات في المنطقة، تفيد التقارير أن هذا الاقتراح هدفه تقديم بعض خطوات حسن النية اتجاه الفلسطينيين، ومن بين هذه الخطوات رفع أية قيود مالية عن الخزينة الفلسطينية واستئناف الضخ المالي الامريكي، سواء لمشاريع حكومية أو مدنية واعادة العلاقات الى سابق عهدها بين امريكا ومنظمة التحرير، حيث يرغب كوشنير في اقناع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بمفاوضات مباشرة برعاية امريكية، ووضع كامل بنود صفقة القرن على طاولة المفاوضات مع تلويح مستمر بالاموال الضخمة التي اعلن عنها في مؤتمر البحرين، ووفق التقارير فان معظم أعضاء القيادة الحالية الفلسطينية ستفضل تحسين الوضع الاقتصادي على الالتصاق بالامور السياسية، وما يضعف كوشنير في مواجهة بعض اعضاء طاقمه الاكثر يمينية أن القيادة الفلسطينية ترفض التعاطي مع اية اشارات قادمة اليها من واشنطن.
وبالنسبة لـ ديفيد فريدمان السفير الامريكي في اسرائيل فهو يرى أن ما يسميه بالتعنت الفلسطيني اسلوب حياة، وهناك ضرورة وحاجة لأن يفرض على الجانب الفلسطيني رؤية نهائية وفي حال رفضها يجري تطبيقها من خلال جبهة اقليمية (محبة للسلام) ويسمح في نفس الوقت لاسرائيل برسم "خارطة مصالحها" وتعزيز وجودها في المناطق الفلسطينية الى أن تحمل الايام قيادة فلسطينية جدية وجديدة قادرة على التوصل الى سلام نهائي مع اسرائيل، ويبدو حتى الان أن التيار الذي يمثله فريدمان وزعماء التيار الانجيلي المتطرف هو المسيطر، وكوشنير هو الذي يماطل في منح نتنياهو الضوء الاخضر لفرض السيادة، ويأمل أن يحصل على رزمة من حسن النوايا تساعده في جلب الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات في ما تبقى من وقت حتى الانتخابات الامريكية الرئاسية، ورزمة حسن النوايا ستفرض على اسرائيل الالتزام بها لصالح الفلسطينيين، ومن هنا، الاصوات القريبة من كوشنير تتحدث عن تفهم لموقف غابي اشكنازي وبني غانتس بالنسبة لمفهوم السيادة لديهما.