2024-11-25 12:49 م

مشروع المراوح في الجولان المحتل: التهجير بغطاء بيئي

2020-06-26
آرام ابو صالح

يدخل الجولان السوري المحتل في هذا الشهر عامه الـ54 تحت الاحتلال، سبقته 53 عامًا من المقاومة الشعبية والمحلية، التي لم تتوقف منذ اللحظة الأولى سنة 1967 حتى يومنا هذا.

بعد تهجير 130 ألف سوري من الجولان، استولت "إسرائيل" على 95% من الأراضي السورية، لتبقى 5% فقط بيد السوريين في شمال الجولان، الذين بقوا بعد التهجير، وبلغ عددهم عام 1967، 13 ألفًا، واليوم تقريبًا 25 ألفًا، يعيشون في خمس قرى: مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قينيا والغجر.

للجولان والسوريون المتبقين فيه تاريخ حافل بالمقاومة والانتصارات على مخططات المحتل الإسرائيلي رغم كل شيء، وبعد اندلاع الثورة والحرب في سوريا، بدأ الاحتلال بتعميق سيطرته على الأراضي السورية، وتوسيع مخططات التهويد والأسرلة، مستغلًا انشغال الوطن السوري بالتراجيديا الداخلية، ومستغلًا الإحباط الجمعي الناجم عن هذه الحرب التي تأثر بها الجولانيون ككل السوريين، وأهم التحديات التي تقف اليوم في وجه الجولانيين هو ما يسمى "مشروع المراوح".


مشروع المراوح ومسارات الرفض


عام 2013، وضع الاحتلال خطة جديدة لمشروع تقام فيه 25 مروحة جديدة لتوليد الطاقة البديلة في شمال الجولان، على ما يقارب 3674 دونمًا من أراضي المزارعين السوريين، أبناء قريتي مجدل شمس ومسعدة بالتحديد، بحيث يبلغ طول كل مروحة 200 متر، ذلك عدا عن الطرقات المؤدية والخارجة من منطقة المشروع والمساحات التي ستصادر من أجل إقامة منشآت صيانة ومخازن تخدمه. 

ينشط الشارع الجولاني في السنوات الأخيرة ضد هذا المشروع، وبشكل خاص في السنتين الأخيرتين، وذلك عبر عدة مسارات، منها المسار القانوني المتمثل برفع القضايا ضد الشركة الموكلة من الاحتلال، بالمشاركة مع مؤسسات حقوقية، لمحاولة إيقاف المشروع أو على الأقل تأجيله عبر المحاكم، بذريعة حقوق الإنسان والحيوان والمحافظة على البيئة والزراعة في المنطقة.


وقد آل هذا المسار إلى مكان مسدود، بشكل خاص بعد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشكل رسمي مشروع المراوح "مشروعًا قوميًا"، يخدم مصالح الدولة القومية اليهودية، مما يتيح للحكومة بموجب القانون الإسرائيلي مصادرة الأراضي الزراعية لأجل إقامته.

ما ذكرته أعلاه يثبت كون هذا المشروع مشروعًا لجعل الحياة في شمالي الجولان مستحيلة، من جميع النواحي، مما يؤسس للتهجير "الطوعي" للقرى السورية المتبقية، وقد صدقت إحدى اللافتات التي رفعت في المظاهرات ضد المشروع، التي كتب عليها: "لا لمشروع التهجير الممنهج".

إن الاستيلاء على الأراضي ومصادرتها وخنق السكان الأصليين والقضاء على إرثهم الزراعي بحجة المشاريع البيئية هي طريقة إسرائيلية معروفة، استعملتها "إسرائيل" قبل هذا في الجولان وفلسطين، فقد صودرت آلاف الدونمات من أراضي السوريين والفلسطينيين بحجة إقامة "محميات طبيعية" مثلًا.

أيضًا انتهزت شركة الطاقة الإسرائيلية، إنرجكس، في الفترة الماضية عقب انتشار وباء كو