2024-11-25 05:43 م

التنسيق الأردني الفلسطيني معدوم والجانبان في دائرة الخطر

2020-06-14
القدس/المنـار/ مسألتان تحكمان تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن تمرير كامل بنود صفقة القرن، فالرئيس الامريكي المقبل على انتخابات رئاسية بعد أشهر قليلة يرى في تطبيق الصفقة ورقة انتخابية تضمن له دعم المسيحيين الانجيليين، وقسم كبير من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وأيضا رغبته في دعم اسرائيل ومخططاتها، أما نتنياهو فيرى في تنفيذ الصفقة تعزيزا لموقعه السياسي وتخليدا له في تاريخ الدولة العبرية ودرءا لملفات الاتهام بالفساد التي تحاصره، ومن هنا التلاقي الواضح بين الاثنين واصراهما على الاسراع في عملية التنفيذ حيث الظروف والفرص مواتية.
من هنا، فان هذا التحدي قادم بشكل قوي وسريع، وبحاجة الى استراتيجية مواجهة حقيقية دون ابطاء أو تردد، ويستدعي خروجا سريعا من دائرة الانتظار التي تلجأ اليها القيادة الفلسطينية أمام حدث وتهديد وتطور يحتاج الى جدية القرار وحزم الموقف حتى لا تجد نفسها وشعبها فريسة سهلة للاخطار والتحديات.
وهذا يقودنا الى تناول التنسيق بين القيادتين الاردنية والفلسطينية، هل هو حاضر أم لا وجود له، فالاخطار محدقة بالشعبين الاردني والفلسطيني، والتداعيات تمس ساحتيهما والحلول التي قد تفرض والمترتبة على تمرير صفقة القرن، تنسق الكثير من الثوابت والقواعد لصالح صياغة معادلات جديدة.
مراقبون يرون أن التنسيق الدائم والجدي بين عمان ورام الله، مفقود، وما يؤكد ذلك الاتصالات التي تجريها امريكا واسرائيل مع الاردن، وهي اتصالات عنوانها الاستفراد بكل طرف على حده، أو مشاركة طرف وتجاهل الاخر، واذا ما استمر هذا الاستفراد فان حالة الضعف المترتبة، ستفقد الاردن وفلسطين القدرة على التأثير والمواجهة، أو على الاقل الحد من خسائر وعرقلة عملية تنفيذ بنود الصفقة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
ان تجاهل التنسيق بين الجانبين يفتح الباب واسعا لعبث مدمر في الساحتين الفلسطينية والاردنية، ونجاح الصفقة على حساب مصالح الجانبين، ويوصل في النهاية الى ترجمة مشروع الوطن البديل سيء الذكر الذي تتمناه وتنتظره اسرائيل منذ زمن طويل، وضرورة التنسيق الدائم تفرضه مواقف متواطئة ومشبوهة من جانب دول عربية باتت تقف في الخندق المقابل بعد أن اسقطت عن اجنداتها القضية الفلسطينية، واتجهت تقرع أبواب التطبيع بدون ثمن، متجاوزة كل الشروط التي تلزم العواصم العربية بعدم التطبيع مع اسرائيل ما لم ينجز حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
ويتضح استنادا الى مصادر واسعة الاطلاع أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لا يربطهما موقفا مشتركا يلزمهما بالتعاطي مع العواصف والتحديات التي تهددهما، وكل طرف يخفي عن الاخر ما يقوم به من اتصالات وتحركات ولقاءات وما يتعرض له كل طرف من تهديدات أمنية، اقصاء للقيادات وضربا للاستقرار، وحصارا اقتصاديا يعمق التدهور الموجود دون أية محاولة من جانب الاشقاء بوقف هذا التدهور، الذين يشترطون تغييرا في المواقف وسيطرة على القرار، وانتهاكا للسيادة والقبول بما هو مطروح، والانزلاق الى مهاوي الوقيعة واللجوء الى التراشق الاتهامي.
ان التخلي عن التنسيق المطلوب والضروري، سيفقد الجانبين الكثير على كل الاصعدة، ويسهل من عملية تسويق الصفقة بكل بنودها، وينقلهما الى حالة من الركوع والخنوع، قد تدفع الشعبين الى تثوير براكين خامدة، وزلازل نشطة لن تتوقف ارتداداتها عند ساحتي الجانبين، فالتخلي عن التنسيق بين قيادتي الشعبين الاردني والفلسطيني، هو الضعف والعجز والخوف المؤدي في النهاية الى القبول بالصفقة، والتصريحات النارية المعتادة ليست وسيلة مواجهة، ولا تعني أن النوايا سليمة وأن الأمور بخير.