2024-11-25 01:33 م

اولمرت: علاقاتنا مع حكام الخليج بدأت قبل نتنياهو بكثير والتقيت سرا بعدد منهم

2020-06-13
زهير أندراوس:

في الفترة الأخيرة تأكّد مرّةً أخرى أنّ التطبيع بين الدول الخليجيّة بات القاعدة وليس الاستثناء، فها هو سفير الإمارات العربيّة المتحدّة في واشنطن ينشر مقالاً في صحيفةٍ إسرائيليّة، وفي السياق عينه، وعلى طريقته الخاصّة يواكِب إعلام المملكة العربيّة السعوديّة تطبيق كيان الاحتلال الإسرائيليّ لخطّة ضمّ المستوطنات وفرض سيادته المزعومة على أراضي الضفة الغربية، والتي أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياه عن تطبيقها في الفاتح من شهر تموز (يوليو) القادِم.

صحيفة “إيلاف” السعودية التي أجرت سابقًا مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين كبار في سياق التطبيع الدائر مع الدولة العبريّة، اختارت هذه المرة شخصية إسرائيلية غائبة تمامًا عن المشهد في كيان الاحتلال، لم يعد لها دور، لا تؤثّر أقوالها في شيء، لا تغيّر في أيّة معادلة، منذ أنْ أنهت هزيمة تموز، أيْ حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 حياتها السياسية، إنّه رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق إيهود أولمرت، الذي تفاخر سابِقًا بهدم المنشأة النوويّة في دير الزور السوريّة، وذلك في العام 2007.

ولأنّ الحديث في وسائل إعلام كيان الاحتلال يتمحور صباحًا ومساءً حول خطّة الضمّ، تناولت “إيلاف” في مقابلته مع أولمرت الموضوع، فما كان من الأخير إلّا أنْ اتهم رئيس الحكومة الحاليّة بنيامين نتنياهو بأنّه يسعى لإشعال الشرق الأوسط من خلال خطة الضم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ تل أبيب ليست بحاجة إلى غور الأردن، على حدّ تعبيره.

وأضاف أولمرت قائلاً في معرض رد على سؤال: كنت قد توصلت إلى اتفاق في حينه مع الملك الأردني عبد الله الثاني، لن نستطيع التوصل إلى حل مع الفلسطينيين إنْ لم ننسحب من غور الأردن، وقلت للملك هل أنت مستعد لنشر قوات الناتو على الحدود الإسرائيلية مع الفلسطينيين من أجل منع انتقال السكان وتغيير الميزان الديموغرافي للأردن أوْ للأراضي الفلسطينية؟ أجابني الملك عبد الله: نعم، وتابع قائلاً: كنت قد أطلعت الإدارة الأمريكية على ذلك وحصلت على موافقة الرئيس جورج بوش وإدارته، حتى أنّ وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس التقت الملك عبد الله الثاني فأكد لها موافقته على الأمر، طبقًا لأقوال رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق للصحيفة السعوديّة.

وتابع أولمرت قائلاً في سياق حديثه إنّ نتنياهو صوّر كل خصومه السياسيين خونة ويساريين ومستعدين للتنازل عن كل شيء وعن أمن إسرائيل وشنّ حربًا ضد الشرطة وضدّ الادعاء العّام وضدّ الجهاز القضائي، وهذا أمر غير مسبوق وتسبب في أجواء الانقسام والتحريض والتخويف وهذا بان أيضًا في مسألة معالجة جائحة كورونا، على حدّ قوله.

ولأنّ تشريع العلاقات مع المحتلّ بات هدفًا أساسيًا لدى السعوديين، سألت “إيلاف” أولمرت عن التطبيع مع دول الخليج، فأجاب: في فترتي كرئيس حكومة كانت العلاقات جيدة، وما كان جيدًا أكثر أنّ شيئًا لم يعلن عن ذلك، وعلينا الحفاظ على ذلك وعدم التباهي به، وأنا أحافظ على بعض هذه العلاقات حتى اليوم، وأردف قائلاً: كانت لشخصيات إسرائيلية لقاءات مع قادة خليجيين ومع قادة من دول لا علاقة دبلوماسية لنا بها، وكان لقاءات شخصية لي، طبقًا لأقواله.

وأشاد أولمرت بحكام الخليج، فقال: لدول الخليج قيادات حكيمة وذكية ومسؤولة وهناك علاقات هادئة ومستقبل لعلاقات جيدة مع إسرائيل، وهم لن يغيروا هذه العلاقات مع إسرائيل ما دام لا يوجد اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ولا أظن أنّ هناك أي أحد يمكنه أنْ يوهم نفسه أنّ الدول الخليجية ستوقع اتفاقيات مع إسرائيل قبل أن يتوصلوا إلى حل مع الفلسطينيين، كما أكّد.

من جهة ثانية، اعترف أولمرت في المقابلة بمحاولة اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقال في هذا السياق إنّ السيّد حسن نصر الله استطاع التملّص لكننّا دمرنا الضاحية الجنوبية لبيروت تدميرًا كاملًا وكانت رسالة واضحة لحزب الله، على حدّ تعبيره.
 

(رأي اليوم )