قالت صحيفة واشنطن بوست إن السياسة التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب في التعاطي مع المظاهرات السلمية التي عمت أرجاء الولايات المتحدة احتجاجا على جريمة قتل جورج فلويد خاطرت بتسييس الجيش لمصالحه الضيقة وهددت بتدمير المجتمع الأمريكي وتدمير العلاقة التي تربطه بالجيش الأمريكي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم أنه مع استمرار الاحتجاجات والظلم العنصري المستشري في المجتمع الأمريكي فإن خيارات إدارة ترامب المقلقة بشأن الجيش تشكل أكبر تهديد لموقف المؤسسة العسكرية بين الجمهور منذ حرب فيتنام مشيرة إلى أنه “لا توجد حرب بين الجنود والمواطنين الأمريكيين ويجب على إدارة ترامب التوقف عن محاولة إشعال واحدة”.
ولفتت واشنطن بوست إلى “عدة محاولات سابقة قام بها ترامب لاستغلال الجيش لأغراض سياسية محضة خاصة” منها نشره لآلاف من العسكريين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للتصدي لمجموعة من المهاجرين الذين لم يشكلوا أي تهديد للأمن القومي”.
وتابعت:”لكن اختيارات إدارة ترامب ردا على الاحتجاجات قامت بتسييس الجيش بطريقة تضعه بشكل خطير في وجه مكونات المجتمع الأمريكي ما أدى إلى إشعال أزمة الظلم العرقي الحالية وتعريض علاقة الجيش بالمجتمع للخطر”.
وأضافت الصحيفة أنه “على الرغم من أن الوحدات العسكرية العاملة قد غادرت منطقة واشنطن العاصمة وانسحبت قوات الحرس الوطني من ولايات أخرى فقد يكون ترامب قد تسبب بالفعل في أضرار كبيرة من خلال اقتراحه إطلاق النار على مواطنين أمريكيين وتهديده بأنه إذا لم يقم مسؤولو الولاية والمدينة بمواجهة الاحتجاجات بطريقة ترضيه فإنه سينشر جيش الولايات المتحدة وسيحل المشكلة بسرعة بالنسبة لهم”.
ورأت الصحيفة أن “أي عمليات نشر للقوات الأمريكية ستزيد من تأجيج التوترات في المجتمع الأمريكي في وقت شوهدت فيه عناصر إنفاذ القانون تستهدف الصحفيين وتستخدم تكتيكات عسكرية مع المتظاهرين السلميين” وحذرت من أنه “في حال وقوع أي خطأ كالاعتداء على الصحفيين والمتظاهرين السلميين فإن الولايات المتحدة ستشهد أحداث مؤسفة مشابهة لمذبحة ولاية كينت عام 1970 التي ارتكبتها قوات الحرس الوطني في أوهايو وسيدمر سمعة الجيش في المجتمع أكثر”.
وتتواصل موجة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح الولايات المتحدة وعددا من دول العالم تنديدا بجريمة قتل الأمريكية من أصول أفريقية جورج فلويد في أيار الماضي.
(وكالات)