اذا، هناك مؤشران قويان واضحان على اصرار امريكا واسرائيل على تنفيذ عملية الضم، رغم ادراكهما برد الفعل الفلسطيني، وأن الموعد الذي حدده نتنياهو في الأول من تموز غير قابل للتأجيل أو الشطب.
المؤشر الاول: التدريبات والاستعدادات العسكرية الاسرائيلية لمواجهة الردود الفلسطينية، والقيادة المركزية الاسرائيلية في حالة تأهب قصوى استعدادا لاحتمال مواجهات، وخلايا مسلحة محلية، وتتوقع انتفاضة شعبية ومواجهة شاملة وأنهى الجيش الاسرائيلي مؤخرا سلسلة تدريبات ويجري اعداد عشرات الالاف من الجنود في الوحدات النظامية والاحتياطية للانتشار، كما أن رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية في حالة انعقاد لوضع الخطط الكفيلة لمواجهة ردود الفعل الفلسطينية المؤكدة على قرار الضم الاسرائيلي.
* المؤشر الثاني: الخارجية الامريكية حذرت من أعمال عنف في ساحة الصراع، وبالتالي دعت رعاياها في الضفة الغربية أو من يريد السفر الى المناطق الفلسطينية الى ضرورة التحلي بدرجة عالية من اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة ما أسماه بيان الادارة الامريكية بالوعي الامني، محددا المواقع التي قد تكون مستهدفة، هي المواقع السياحية ومحطات النقل العام ونقاط التفتيش وأسواق ومجمعات التسوق ومرافق حكومية. وجاء في البيان الامريكي أنه يجب على مواطني الولايات المتحدة النظر بعناية الى المخاطر التي تهدد السلامة الشخصية عند التفكير في زيارة المواقع التي قد تكون وجهات محتملة للعنف.
هذا التحذير الامريكي، سيدفع دولا اوروبية الى اتخاذ نفس الاجراءات المتعلقة بتنقل رعاياها في الاراضي الفلسطينية، وترى دوائر متابعة أن ساحة الصراع ستتحول الى مواجهات عنيفة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي متسببة في تداعيات لن تقتصر على هذه الساحة فقط، فاشتعال عود الثقاب يعني ان النيران ستمتد الى ساحات اخرى، تكون عامل تحريك لجماهيرها ودخولها ميدان المعركة، وأية خطوات قد تتخذ يراد منها لجم الشارع الفلسطيني وغيره، والحد من ردوده على عملية الضم لن يكتب لها النجاح، خاصة اذا ما تحولت المواجهات الشعبية الى انتفاضة ثالثة، وهذه المرة في حال اندلاعها ستكون نوعية ومؤلمة، تستخدم فيها كل أشكال المقاومة.