2024-11-25 11:38 م

نماذج من "رسائل النصح" الملغومة التي تلقتها القيادة الفلسطينية

2020-05-29
القدس/المنـار/ رنين الهاتف في ديوان الرئاسة الفلسطينية لم يتوقف منذ الاعلان عن الغاء كافة الاتفاقيات والتفاهمات مع اسرائيل والولايات المتحدة، دول عربية تخشى من تطور الاحداث وامتداداتها وتداعياتها.. وفشلها في ترويض الفلسطينيين، ورسوبها في الاضطلاع بالأدوار المرسومة لها، وكيف سيكون حال أنظمتها أمام السيدين في واشنطن وتل أبيب.
الرسائل الواردة الى الرئاسة لم تتوقف، استطلاعا وتحذيرا والقاء مواعظ ودعوات تهدئة وتبليغ رسائل وطرح نصائح، وحتى عرض خرائط طريق.. وموقف القيادة على حاله.
دول خليجية تتزعم رعاية الارهاب وتخريب الساحات وتقف على أهبة الاستعداد لتمويل كل أشكال التآمر والصفقات لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير الحلول المشبوهة أبلغت القيادة الفلسطينية عبر "نصيحة مبطنة" ضرورة استئناف المفاوضات مع اسرائيل على قاعدة صفقة القرن، مضيفة بأن هناك بنودا ايجابية في الصفقة.. و "تحفيزا" للقبول بنصيحتها "المسمومة" أبدت استعدادها بمنح الفلسطينيين مساعدات مالية ضخمة، لكن، لن يصل مقدامرها الى نصف في المليون من تلك التي منحتها الدولة المذكورة الى دونالد ترامب.
دولة ثانية، وهي خليجية تضمنت رسالتها اغراءات مالية مشروطة بقاعدة، خذ وطالب، وهذه الدولة في حالة تنافس مع الدولة الاولى، وكلتاهما في خدمة الحلف الامريكي الصهيوني، وما تزال تساهم في تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية بجهود مباركة من واشنطن وتل أبيب!!
دولة ثالثة، لا تملك المال، لكنها قيادية في جهود الوساطة، وتبليغ رسائل التحذير والتهديد بغطاء "نصائحي".. رسائلها لم تتوقف، وفحواها، أن أية ردود فعل غاضبة على عملية الضم الاسرائيلي لأراضي فلسطينية ليست في صالح القضية الفلسطينية، وبالتالي، على القيادة أن تتجنب هذه الردود، وتمنع حدوثها!!
والدولة الرابعة، لا حول لها ولا قوة، لا مال ولا تأثير، وترفع شعارات، الساتر رب العباد، وتتمنى أن تخرج من هذا "المعمعان" بأقل الخسائر.. ولنحافظ على الاتصال فيما بيننا!!
وجهات اخرى في الاقليم وخارجه، طرحت التوسط بهدف تأجيل عملية الضم، لعل الفرج يأتي من عند الله سبحانه وتعالى، وعرضت عقد لقاءات ثنائية بين اسرائيل والجانب الفلسطيني على أمل أن تتسع لتشمل دولا ذات تأثير من قارات مختلفة!!
والنصائح والرسائل الأخطر، جاءت عبر الوكلاء والمقاولين واصحاب الارتباطات وحملة أجندات الغير الغرباء، وطارحوها وعارضوها هم من أهل الدار وممتهني "الوشوشة" والصائدين في المياه العكرة، والذين يجيدون "النفاذ والولوج عبر التربص"..
هؤلاء يشجعون البقاء في دائرة الانتظار.. ماذا سيفعل غانتس.. وهم أنفسهم طرحوا هذه السمفونية عشية الانتخابات الاسرائيلية، وكالوا له المديح والاعتدال وصفاء المقصد والنية السليمة.. واذا به وحشا كاسرا ليس أقل شراسة وحقدا وتعنتا من نتنياهو.. فسقطت كل الرهانات!!
وهؤلاء أيضا، ينصحون القيادة بالانتظار حتى ما بعد اجراء الانتخابات الامريكية لعل حصان ترامب يخسر السباق!! انهم يحفرون لاسقاط القيادة.. عبر هذه "الوشوشات" و "النصائح الملغومة" ولا أحد منهم يملك حسن النية والصدق وحتى الفهم وقراءة الأحداث والتطورات جيدا.
وهناك من يستخدم اسلوب التخويف، بالقول، انه اذا لم تهدأ القيادة وتقبل بما هو معروض، فان اقصاءها واسقاطها عن دفة الحكم وارد لا محالة.. وأن جهات اخرى ستمسك بمقاليد القيادة.
هذه الاجواء تضع القيادة الفلسطينية وتدخلها في حيرة شديدة.. وترجىء قرارات ومسارات التنفيذ، وصياغة الاستراتيجيات، وتدفعها الى المناشدة بعقد المؤتمرات الاقليمية والدولية، بمعنى استمرار الدوران في حلقة مفرغة، وما أن تصحو، يكون الضم قد تم وأنجز، ودخلنا "معمعان" حدث جديد، لننسى ما سبقه.
لكن، الحل الاسهل والأجدى والأفضل، هو أن يقول الشعب كلمته ويتخذ رده على عملية الضم، فهو وحده القادر على حماية قضيته وقيادته.. وما عدا ذلك هو مجرد هراء وتضييع للوقت والغرق في مطبات لا أول لها ولا أخر، ونعيش سنين اضافية عجاف ونواسي انفسنا باللوم والعتاب والتحسر والبحث عمن تحملهم المسؤولية، ونعلق أخطاءنا على "مشاجب"الغير كما هو الحال منذ أكثر من 25 عاما!!
"وكان الله في عون شعبنا"!!