ويلاحظ في هذه التصريحات التركيز على التهديدات المتعلقة بتدمير البنية التحتية في لبنان، وفي هذا التركيز معاني عديدة، فهي في الدرجة الاولى ترهيبية، لعلها تؤدي الى تحريض قطاعات من الشعب اللبناني ضد المقاومة، وهي ايضا رسالة ترى فيها تل أبيب دعما للقوى المعادية لحزب الله في الساحة اللبنانية والتي تتلقى الدعم بأشكال مختلفة من امريكا واسرائيل وأنظمة الردة في الخليج وعلى رأسها المملكة الوهابية السعودية.
في ذات الوقت هناك تصريحات من داخل اسرائيل تحذر من اندلاع مواجهات واسعة مع حزب الله، خاصة في هذه المرحلة، معللة ذلك بجهوزية الحزب، وما يمتلكه من صواريخ متطورة بالغة الدقة تستطيع أن تضرب في كل نقطة باسرائيل، وترى دوائر متابعة أن التقديرات العسكرية في اسرائيل لا تحبذ اندلاع حرب مع حزب الله، وتخشى وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانب الاسرائيلي واشتعال جبهات اخرى ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله الذي اكتسب مهارات واسعة من مشاركته في الحرب ضد الارهاب في سوريا، ومتانة حاضنته في الساحة اللبنانية.
وتضيف هذه الدوائر أن التصعيد التصريحاتي من الجانب الاسرائيلي ضد حزب الله، قد يكون بتشجيع من القوى المتآمرة داخل لبنان، وبتوسل من دول خليجية، عجزت عن تنفيذ مخططات اشعال فتن دموية في الساحة اللبنانية،لكن، اسرائيل لا يمكن أن تقدم على حرب ضد حزب الله، الا اذا كانت هناك جهات ودول قد تشاركها هذه الحرب، فهي لم تجرؤ على اشعال حرب منذ العام 2006 حيث تلقت هناك هزيمة كبيرة وتكبدت خسائر فادحة، والحزب الان ضاعف كثيرا من قوته البشرية والتسليحية، وعزز علاقاته مع حلفاء له في محور المقاومة، لكنه، رغم هذه الميزات والامكانيات يرفض الانجرار الى حرب بتوقيت اسرائيلي، لكنه، سيرد بقوة في حال اقدمت تل أبيب على ذلك، والحزب على استعداد لاستخدام اساليب جديدة ومنها المواجهات الانتحارية، والتقدم لاحتلال مستوطنات قائمة في الشمال، رغم ادعاءات اسرائيل بأنها دمرت أنفاقا حفرها الحزب لاستخدامها في حروب قد تندلع مع اسرائيل، كما انه يمتلك مئات الالاف من الصواريخ الدقيقة تغطي جهات اسرائيل الاربع، هذا عدا عن اعتراف جنرالات اسرائيل بأن الجبهة الداخلية لا تمتلك الجهوزية الكاملة في حال اشعلت الحرب مع حزب الله.
وبالتالي، تصريحات التهديد التي يطلقها جنرالات اسرائيل، رسالة اسناد للقوى المتعاونة معها في ساحة لبنان، التي تطلب بحصار المقاومة وجمع اسلحتها، وأيضا دعوة لقطاعات في لبنان تديرها هذه القوى لشحن الشارع تحريضا تحت يافطة الخوف من حرب تدمر فيها اسرائلي البنية التحتية في لبنان، وفي كل الاحتمالات فان حزب الله مستعد للتعامل مع هذه الاحتمالات بسياسات واستراتيجيات مدروسة، تضمن له الانتصار في أية حروب قد تستهدفه مهما كان شكلها والقوى والأنظمة المشاركة فيها مع الجانب الاسرائيلي.