مرصد مينا
نشر منتدى الشرق الأوسط باللغة الانكليزية تقريرًا موسّعًا بالغ الأهمية حمل عنوان " لماذا تريد روسيا السيطرة على لبنان؟"، وكان الخبراء الأمريكيون ناقشوا ولسنوات محاولات روسيا لإدخال لبنان إلى دائرة نفوذها، بوضعها تحت مظلة موسكو للدفاع الجوي وبيع الأسلحة لبيروت. بعض المحللين قالوا بأنه "ينبغي على واشنطن ألا تحاول التنافس مع الكرملين هناك"، بينما يرى آخرون أن "أي تنازل غير مقبول". ومن المحتمل ألا تؤثر مبيعات الأسلحة الروسية إلى لبنان على ميزان القوى في المنطقة، ولكن توسع موسكو لمظلة الدفاع الجوي السورية يمكن أن يقلب ميزان القوى في النزاعات العربية الإسرائيلية والإيرانية الإسرائيلية؛ ويخلق تحديًا خطيرًا للولايات المتحدة في المستقبل القريب.
ماذا بعد ذلك؟
يكتب غريغوري ميلاميدوف أنه وخلال النصف الأول من عام 2018، أعربت روسيا بشكل متزايد عن استيائها من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيران وحزب الله في سوريا. في 17 سبتمبر2018 ، أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية روسية من طراز اليوشن IL-20، من المفترض أنها كانت مصادفة ، أثناء عملية إسرائيلية. ألقت حينهاموسكو باللوم على إسرائيل في الحادث ونشرت على الفور أنظمة الدفاع الجوي S-300 في سوريا، مما حد بشكل كبير من حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي. أصر وقتها الخبراء العسكريون والمدنيون الروس علانية على أن الوقت قد حان لإظهار إسرائيل أن الكرملين يملي القواعد في سوريا.
صرح فيودور لوكيانوف، رئيس هيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاعية: "إذا كانت إسرائيل تتحدى الدور المهيمن لروسيا، سترد روسيا وتتخذ موقفاً. وهذا من غير المرجح أن يحدث لأن إسرائيل تعرف أن روسيا تحدد القواعد في سوريا".
لقد كان الهدف الإسرائيلي الرئيسي في سوريا هو منع عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان، واستخدمت إسرائيل المجال الجوي اللبناني لإحباط عمليات النقل هذه. في نوفمبر 2018، طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من موسكو حماية المجال الجوي اللبناني. وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع كانت تفكر بشكل إيجابي في الفكرة التي أزعجت الإسرائيليين.
ونذكر في وقت سابق، في فبراير 2018، حصلت شركة نوفاتاك الروسية للغاز الطبيعي على إذن من الحكومة اللبنانية لتطوير حقول الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. هذا الإجراء يشير إلى أن موسكو انحازت بشكل لا لبس فيه إلى لبنان وتطالب بالحق في حماية استثماراتها في الغاز الطبيعي خلال أزمة عسكرية.
لقد بقي الروس محايدين خلال عملية الدرع الشمالي (ديسمبر 2018 - يناير 2019) عندما دمر جيش الدفاع الإسرائيلي أنفاق حزب الله التي عبرت الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى شمال إسرائيل. ومع ذلك، فإن طموح موسكو لإدخال لبنان إلى دائرة نفوذه يسبق تدخله في سوريا ويستمر حتى يومنا هذا. ويمكن أن ترتفع التوترات مرة أخرى في أي وقت.
روسيا ولبنان:
لبنان هي الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي يمكن لموسكو الاعتماد عليها في مجتمع مسيحي كبير. حليفها الطبيعي هو الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية أنطاكية. حيث تضم الطائفة الأرثوذكسية حالياً حوالي 8