2024-11-26 09:46 م

«حفرة الرعب»... هكذا تخلص «داعش» من جثث ضحاياه في سوريا

2020-05-04
دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى التحقيق في حفرة عميقة تحولت خلال سنوات، وخصوصاً خلال فترة سيطرة تنظيم «داعش»، إلى موقع لرمي الجثث في شمال سوريا.

وسيطر تنظيم «داعش» على المنطقة التي توجد فيها الحفرة، وهي بعمق 50 متراً، بين العامين 2013 و2015 في أقصى ريف الرقة الشمالي، قبل أن يطرده منها المقاتلون الأكراد ثم تسيطر عليها أخيراً قوات تركية وفصائل سورية موالية لها.

وبدأت المنظمة تحقيقات حول الحفرة بعد طرد التنظيم المتطرف من كامل محافظة الرقة في 2017 وتبين لها أنه جرى رمي جثث فيها خلال وبعد حكم التنظيم المتطرف.

وأجرت المنظمة تحقيقاتها عبر مقابلات مع سكان ومراجعة مقاطع فيديو لتنظيم «داعش»، فضلاً عن تحليل صور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وإدخال طائرة دون طيار في الحفرة.
وقالت سارة كيالي، باحثة سوريا في «هيومن رايتس ووتش»، إن «حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعاً طبيعياً جميلاً، أصبحت مكاناً للرعب والاقتصاص».

وأضافت أن «فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم (داعش) ومحاسبة قتلتهم».

والهوتة هي واحدة من 20 مقبرة جماعية، جرى العثور عليها في مناطق سيطر عليها سابقاً التنظيم المتطرف في سوريا، وفق المنظمة، التي أشارت إلى أن عدد الجثث في الحفرة غير معلوم حتى الآن.


وأوضحت «هيومن رايتس ووتش» أنه عُلم بوجود الحفرة حين ذهب مقاتل من تنظيم «داعش» إلى محل أجهزة إلكترونية لتصليح حاسوبه في بلدة تل أبيض، الحدودية مع تركيا.

وبهدف فضح جرائم تنظيم «داعش»، عمد عامل في المحل إلى تفريغ محتويات الحاسوب والتي كانت تتضمن شريط فيديو لمتطرفين يرمون جثثاً في الحفرة.

ونقلت المنظمة عن سكان محليين قولهم إن التنظيم المتطرف كان يهدد الناس بإلقائهم في الحفرة، كما قال البعض إنهم رأوا «جثثا» مرمية حول حافتها.

وأرسلت المنظمة طائرة دون طيار إلى داخل الحفرة، ورصدت فيها «ست جثث تطفو على سطح المياه». وأوضحت المنظمة أن هذه الجثث «ألقيت هناك بعد وقت طويل من مغادرة (داعش) المنطقة. ولا تزال هوية هؤلاء الضحايا وأسباب وفاتهم مجهولة».

وأوضحت المنظمة أن تحقيقاتها أظهرت أن «الحفرة أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته، لذلك من المرجح وجود مزيد من الرفات البشري تحت سطح المياه».

وقالت كيالي: «أيا كانت السلطات التي تسيطر على منطقة الهوتة فهي مُلزمة حماية الموقع والمحافظة عليه»، وأضافت «عليها تسهيل جمع الأدلة لمحاسبة أعضاء (داعش) على جرائمهم المروعة، وكذلك محاسبة أولئك الذين ألقوا الجثث في الهوتة قبل حكم (داعش) أو بعده».