حميد حلمي البغدادي
تواصل الادارة الاميركية تحركاتها المعادية ضد الجمهورية الاسلامية، فهي ترفض الا ان تصب جام احقادها على ايران وتسعى لاستدراج الاطراف الاوروبية معها الى مستنقع تدمير السلام والامن العالميين وذلك عبر التنصل من المعاهدات الدولية من جانب واختلاق الذرائع لفرض مزيد من العقوبات على طهران من جانب آخر.
ويأتي قيام الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي بتوزيع مشروع قرار على عدة دول اوروبية يقضي بتمديد حظر التسليح التقليدي على الجمهورية الاسلامية بغية عرضه على التصويت خلال شهر مايو /ايار الجاري، كدليل واضح على ان اميركا ماضية في غيها مؤكدة على سلوكها الاستفزازي الشائن الذي يؤدي بالنهاية الى تقويض دعائم السلم والاستقرار في العالم ، والى اشاعة التدهور في العلاقات الدولية وبما يخدم مخططاتها الاستكبارية على مستوى الهيمنة والاستعداء والغطرسة.
ان ماتقوم به واشنطن هو دعوة صريحة للحرب ضد كل من لا يستسلم لسلوكياتها الهوجاء، وان انسحابها من الاتفاق النووي بين الجمهورية الاسلامية ومجموعة (5+1) والذي حظي بتاييد مؤسسات المجتمع الدولي، يمثل اعلانا للحرب على ايران بل وعلى جميع دول العالم.
وعلى هذا الاساس رفض وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف تمديد الحظر التسليحي على ايران قائلا (ان واشنطن تخصص اكبر ميزانية عسكرية في العالم وهي الاولى ايضا في بيع الاسلحة وهي من تبدأ الحروب وتحرض عليها وهي اكبر المستغلين للصراعات في العالم).
ويبدو ان الولايات المتحدة لم يعد يهمها جنوح المجتمع الدولي نحو الكوارث والتوترات والصراعات ، وهي قد جعلت نفسها في حل من كل اتفاق لا ينسجم مع اهوائها التسلطية والاستغلالية، فقد انسحبت ادارة الرئيس دونالد ترامب من معاهدة استراتيجية عسكرية مع روسيا وتخلت عن الاتفاق النووي مع ايران وهي اول حكومة اميركية نقلت سفارتها الى القدس المحتلة وعقدت مع اسرائيل الغاصبة لوحدها ما سمي بصفقة القرن الذي يكرس يهودية فلسطين والمناطق العربية المحتلة الاخرى، واخيرا وليس آخرا اقدامها على حجب الدعم المالي عن منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة في خضم ازمة وباء كورونا العالمي.
واقع الامر اننا امام دولة ارهابية عدوانية مستهترة لا يعنيها ابدا ان تنعم البشرية بالهدوء والامان والطمأنينة وهي تختلق الذرائع السخيفة لاشعال الحروب على الاخرين كما حصل في افغانستان (2001) وفي العراق (2003) .. وفي شمال سوريا حتى الان بحجة محاربة عصابات داعش وهي ذرائع لها اهداف تتعلق بالاستحواذ على منابع النفط ومعابره الجغرافية.
اذن فان تمديد الحظر غير القانوني على الجمهورية الاسلامية هو خطوة اميركية اخرى باتجاه التصعيد في الشرق الاوسط، والسؤال المطروح هو: ما هو موقف الاطراف الاوروبية التي تتظاهر بتمسكها الشكلي بالاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية؟
نعتقد ان الدول الاوروبية المعنية بالاتفاق مدعوة الى الدفاع عن كرامتها وهي ترى هذا الجموح الاميركي الذي لم يبق لها ايّ اعتبار او احترام خاصة وان ايران اعتبرت ان تمديد الحظر في مجلس الدولي يعني الكثير من الفوضى وهو سيفضي وكما صرح بذلك امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني (الى موت الاتفاق النووي الى الابد داعيا الاتحاد الاوروبي: اما الى حفظ ماء الوجه او القبول بالمهانة ومسايرة الاحادية الاميركية).
ان الجمهورية الاسلاميةدولة حضارية عظيمة ولها احتياجاتها الحيوية والاستراتيجية والعسكرية مثل باقي الدول في العالم وهي ليست دولة مارقة مثل الولايات المتحدة الاميركية التي لم تتوقف سلوكياتها المتوشحة العدوانية قط حتى يومنا هذا.
(العالم)