2024-11-27 10:31 م

لبنان على "صفيح ساخن".. الفتنة تطل برأسها.. فتش عن أمريكا والسعودية!!

2020-04-30
القدس/المنــار/ الساحة اللبنانية مستهدفة، والاستهداف وصل درجة ينذر بتفجير واسع كبير أعدت له القوى المعادية جيدا، وتحاول الان استغلال ظروف وتداعيات الوضع الاقتصادي  الصعب وجائحة كورونا، لاشعال نار الفتنة، من هنا يزداد حصار هذا البلد حدة وتتناثر من حوله الاشتراطات والتحذيرات والتهديدات، والتي أخذت في الأيام الأخيرة منحى خطيرا مما يدفع ساحة لبنان الى المجهول المخيف شراسة وامتدادا وتداعيات.
القوى المعادية التي تطالب برأس المقاومة تحرك قوى وتيارات داخل لبنان لتكون رأس الحربة باتجاه اشعال فتنة مدمرة، وتتمثل هذه القوى في الثلاثي الحريري وجعجع وجنبلاط، وتحت رعايتها هناك عصابات ومجموعات ممولة من دول خليجية وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية التي حاولت وسعت مرارا لضرب الاستقرار في لبنان وادخاله في متاهات وانشغالات تخدم في نتائجها اسرائيل وامريكا.
الساحة اللبنانية اليوم على صفيح ساخن، والفتنة تطل برأسها وأدوات التآمر تنفذ التعليمات الامريكية الصهيونية بحذافيرها وكل دقة، وتدفع باتجاه احداث فراغ سياسي، استغلالا للشارع الذي انهكته الاوضاع المعيشية والأزمة الاقتصادية الصعبة، فالاحتجاجات المعيشية بدأت منذ شهور، وغادر سعد الحريري الحكومة قاصدا وبتعليمات لتزداد الاهتزازات، وحرف هذه الاحتجاجات عن مسارها، في فراغ سياسي خطير، وبعد خروجه غادر الى باريس، لكنه عاد قبل أسابيع قليلة ليقود مع سمير جعجع جزار صبرا وشاتيلا وثيق الصلة باسرائيل ومعهما وليد جنبلاط الذي انطفأ بريقه فعاد لخلط الأوراق وهو المعروف بتقلبه وانتهازيته بعد أن وجد نفسه يعيش تجاهلا في علاقاته مع الدول ذات التأثير.
الحريصون على لبنان، وقطعا للطريق على هؤلاء المرتدين، نجحوا في تشكيل حكومة برئاسة حسان ذياب، وهذا التطور لم يرق للخونة في الساحة اللبنانية، والتي تم تشكيلها لتنفيذ خطة مالية اقتصادية ووضع اليد على الاموال المنهوبة، وهذا ما يخشاه المرتدون الذين عاثوا فسادا وسرقة لسنوات طويلة، ودفعوا باتجاه انهيار الليرة اللبنانية، تدعمهم في ذلك السعودية وأمريكا واسرائيل، والضغط لاسقاط الحكومة التي نجحت في ظل هذا الظرف الاقتصادي الصعب بمحاصرة جائحة كورونا، وهذا زاد من حجم الحقد لاولئك الذين يسمون انفسهم بالمعارضة، اي الثلاثي القذر جعجع والحريري وجنبلاط، ومعهم سارقو المال في لبنان كفؤاد سنيورة ونهاد المشنوق ونجيب ميقاتي المحرك الرئيس لما تشهده مدينة طرابلس من الفوضى الاجتماعية التي تستهدف الضغط على الحكومة وتخريب البلد واحراق المؤسسات والاعتداء على رجال الامن.
وما يشهده لبنان هو لعبة خبيثة أمريكية اسرائيلية خليجية لها ادواتها وشخوصها دون تجاهل امكانية أن يذهب أعداء لبنان نحو تشغيل مجموعات ارهابية تفجيرا واغتيالا، خاصة مع ارتفاع منسوب الخطاب السياسي، وهي مجموعات ممولة من السعودية والامارات وقطر وكلها تلتقي على هدف واحد وتحت امرة الطاعون في البيت الابيض، ولعل محاولة تسخير البنك المركزي برئيسه رياض سلامة للمضي قدما في طريق انهيار الليرة، بمعنى أن ما نراه هو استغلال الحدث الاقتصادي لمصالح سياسية، ونود ان نشير هنا، الى أن سارقي أموال الشعب اللبناني نقلوا الى الخارج خلال ستة شهور فقط أكثر من خمسة مليارات دولار.
ان الساعين لتفجير الساحة اللبنانية مستمرون في الزج بلعبة الشارع لعرقلة عمل الحكومة لاسقاطها، غير مقدرين البدء في اعادة هيكلة النظام المالي بالكامل، ولا يقدرون وقفة رئيس الحكومة الذي حظي بالثقة وقبل بهذا الموقع في مثل الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، وهو الموقع الذي رفضه الحريري، بناء على تعليمات سيده في السعودية الذي اهانه في الرياض ولولا القوى الحريصة في لبنان ووقوفها معه، لما اطلق سراحه ولي العهد الوهابي السعودي.
تشكيل الحكومة في لبنان برئاسة حسان ذياب قطع الطريق على مؤامرة الفراغ السياسي، وهو من خارج الاحزاب في الساحة السياسية، حكومة تنكوقراط لاخراج البلد من أزمته الاقتصادية، وجاءت جائحة كورونا لتثبت الوزارة جدارتها..
ما يجري في لبنان معروف الاهداف ومفضوحة الجهات التي تحرك الشعب في الشارع اللبناني، لقد جالت سفيرة امريكا في بيروت على ادواتها، تحريضا وتحريكا، وجاء استدعاء الحريري من باريس في هذا الاتجاه، ليقود تيارا انقلابيا على الحكومة ولو ادى ذلك الى تفجير الساحة على الوتر المذهبي.
ان الهدف الرئيس لما تشهده لبنان، هو فتح الطريق امام تدخل اسرائيلي أمريكي خليجي لضرب حزب الله، وهو الحريص الحقيقي على سلامة ساحة مليئة بالالغام والتوترات ودعاة المذهبية والطائفية والساعين لاشعال فتنة مدمرة تأكل الاخضر واليابس، نرى الثالوث القذر يتطاولون على المقاومة بمناسبة وبدون مناسبة، متهمة اياها، بانها هي التي تحرك الحكومة الحالية، انه الغطاء لنوايا حاقدة خبيثة تمس كل اللبنانيين، غطاء أوهن من أن يغطي سرقة هذا الثالوث لأموال الشعب التي يطالب حسان ذياب باستعادتها.
امريكا واسرائلي ودول خليجية، تستخدم مطاياها في الساحة اللبنانية لدفع هذا البلد وشعبه نحو المجهول، نحو فتنة مذهبية رهيبة، تدعم المخطط الاسرائيلي الامريكي لضرب المقاومة، وليس صدفة أن تتخذ المانيا قرارا ظالما باعتبار حزب الله منظمة ارهابية، قرار وبكل وقاحة دعمته وأيدته المملكة الوهابية السعودية، التي تتحمل مسؤولية هذا الهوان الذي تعيشه الامة فهي التي تمول حروب اسرائيل وواشنطن، وهي الراعية للعصابات الارهابية وهي تقف وراء المجاور البشعة المرتكبة بحق شعوب سوريا واليمن وليبيا وغيرها، وفشل هذه السياسات أحد دوافع الرياض وواشنطن واسرائيل لضرب استقرار لبنان واشعال الفتنة الدموية في ساحته.
وليس مستبعدا، أن يشهد لبنان في المرحلة القريبة القادمة تطورات صعبة ودموية، فهناك تركيز شديد من جانب القوى المعادية وأدواتها لتخريب الساحة التي تحتضن المقاومة التي تقف بقوة وجهوزية في وجه المخططات الامريكية الاسرائيلية، انها الفتنة التي تطل برأسها، وتبقى المقاومة الاكثر حكمة وحرصا لحماية هذه الساحة واسقاط المؤامرة الشيطانية التي تستهدف كل لبنان، وليس المقاومة وحدها.