قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر أدارت مع إسرائيل عملية التفاوض على الحكم الذاتي استمرت لنحو سنة ونصف، الذي كان الهدف منه مساعدة الأشقاء الفلسطينيين في ممارسة الحكم الذاتي لمدة 5 سنوات ثم بعد ذلك يتحدد مصير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف "هريدي"، في لقائه ببرنامج "حوار مع مسئول"، الذي يقدمه الإعلامي محمد السرسي، المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، أنه في 1979 كان رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحم بيجن وهو الذي وقع باسم الحكومة على معاهدة السلام في مارس 1979، لافتًا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت تعني في الحكم الذاتي هو الحكم الكامل من حيث السكان والأرض أي يكون هناك سيادة كاملة.

وأكمل مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقوده حزب الليكود، كان يرى غير ذلك، كان يرى أن الحكم الذاتي هو حكم إداري وذلك لا ينطبق على مستقبل السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك رفضت مصر هذا الطرح، مشيرًا إلى أنه كان يدير المفاوضات سفراء مصريين في وزارة الخارجية، لكن حينما ظهر تعنت إسرائيلي واضح في رفض الطرح المصري، أعلن الرئيس السادات انسحاب مصر من المفاوضات لأنه كان يرى أنها مضيعة للوقت.

يذكر أمن معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية وقعت في واشنطن بالولايات المتحدة في 26 مارس 1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978، ووقَّع عليها الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، وشهدها رئيس الولايات المتحدة آنذاك جيمي كارتر.

ووقعت المعاهدة بين مصر وإسرائيل بعد 16 شهرا من زيارة الرئيس الراحل أنور السادات لإسرائيل في عام 1977 بعد مفاوضات مكثفة، ومن أهم سماتها وقف حالة الحرب التي كانت قائمة منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء التي كانت احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة في عام 1967.