2024-11-24 07:54 ص

لوموند: 5 سنوات من المغامرات البائسة لأبو ظبي

2020-04-22
أكدت صحيفة لوموند الفرنسية أن الإمارات تقود مغامرات إقليمية بائسة في اليمن وليبيا ولعبت على رهانات خاسرة في البلدين.
وفي مدونته لدى لوموند الفرنسية، قال مؤرخ وأستاذ جامعي فرنسي إن الإمارات فشلت فشلا ذريعا، بعد أكثر من خمس سنوات من الحروب التي خاضتها، مباشرة في اليمن وبشكل غير مباشر في ليبيا.
وقال البروفيسور جان بيير فيليو الخبير بشؤون الشرق الأوسط في تقرير نشرته الجزيرة نت إن الصحيفة تصف الإمارات أحيانا بأنها "إسبرطة الشرق الأوسط" مع أن عدد مواطنيها لا يتجاوز ثمانمائة ألف من بين الملايين التسعة الذين يقطنون على أراضيها، ولكنها رغم ذلك حصلت على آلة عسكرية مثيرة للاستغراب، حتى أصبحت رابع أكبر مستورد للأسلحة خلال الفترة 2011-2015.

وأوضح في مدونته أن محمد بن زايد "59 عاما" الرجل القوي في البلاد، وهو يعمل بتناغم مع نظيره السعودي محمد بن سلمان الذي يصغره بـ 25 عاما، مشكلين تحالفا في المنطقة.
ويقود "سيد" أبو ظبي بهوس بالغ -حسب المدون- خطا عدوانيا للغاية ضد جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الانتكاسات التي مني بها بلده على المسرحين اليمني والليبي يمكن أن تعتبر فشلا لهذا النهج العسكري.
في الحرب المدمرة التي شنها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن منذ مارس/آذار 2015 على الحوثيين، قال المدون إن القوات الإماراتية انخرطت في المعركة على الأرض ودفعت أبو ظبي ثمنا باهظا لهذا الانخراط بالقتال المباشر، حيث قتل 45 من جنودها في إطلاق صاروخ في سبتمبر/أيلول 2015، ولكنها -حسب المدون- فرضت إستراتيجيتها الخاصة على حليفتها السعودية، أولا من خلال رفض التعاون مع الإخوان المسلمين الممثلين في حزب الإصلاح، ثم دعم الانفصاليين الجنوبيين في الحراك لإعادة تأسيس دولة جنوب اليمن المستقلة.
وبهذه الإستراتيجية قوضت الإمارات بشكل دائم سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تشن باسم شرعيته هذه الحملة على الحوثيين رسميا، ومنعته من وضع حد للفوضى في عدن.

غير أن الأخطر -حسب رأي فيليو- أن الإمارات فضلت التحالف مع الميليشيات السلفية وحتى الجهادية لمواجهة الإخوان المسلمين، ثم وجدت نفسها أخيرا بعد أشهر من القتال العنيف في ميناء الحديدة غير قادرة على اختراق خطوط العدو، ومضطرة لقبول وقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة.

وذهب المدون إلى أن الإماراتيين استخلصوا درسا من هذا الفشل، وأعلنوا خفض مشاركتهم العسكرية ثم سحبوا قواتهم من اليمن، مستمرين في التأثير هناك من خلال القوات التي شكلوها من الجنوبيين.
وفي ليبيا فإن بن زايد اختار دون تحفظ جانب اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود "أفضل" الميليشيات تسليحا في البلاد.
واعتبر بن زايد أن حفتر أفضل حصن لصد نفوذ الإخوان المسلمين.
وفي تحد لحظر الأمم المتحدة لتوريد الأسلحة إلى ليبيا، قدمت أبو ظبي مروحيات لحفتر ومولت بسخاء اقتناءه للأسلحة الثقيلة، وأصبحت أهم داعميه في غزوه للعاصمة في أبريل/نيسان 2019.

وفي هذه الحرب الأهلية الجديدة أيضا، يتخذ بن زايد -كما فعل في اليمن- الخيار الخطير للغاية المتمثل في دعم الميليشيات السلفية، لا لشيء سوى عدائها الشديد لجماعة الإخوان المسلمين.
وخلص المدون إلى أن الإمارات في كل من اليمن وليبيا وجهت ضربة قوية لوساطة الأمم المتحدة للسلام وسلطة الحكومات المعترف بها من قبل المجتمع الدولي،
وفي غياب انتصار واضح في ساحة المعركة، وفيما عدا التأثير السيئ على السكان المحليين، فإن نتائج خمس سنوات من المغامرات تبدو غير مشرقة بالنسبة "لإسبرطة الشرق الأوسط".