لن نتحدث عن حقب مرت ومراحل وفترات وما جرى فيها، ولن ننكأ الجراح، فقط نتناول حقبة "كورونا"، وما نراه من مشاهد، لعل ذلك يدفعنا الى الحذر والانتباه ومخافة الله وأن لا نكون جسورا لتمرير مخططات الاحتلال وبرامجه واجراءاته التي لم تتوقف.
اسرائيل نجحت في فصل احبتنا وأطلقنا عليهم عرب 48 وجاءت حرب 1967، وواصلت التمزيق ففصلت بين الضفة الغربية وقطاع غزة.. ثم أستبعدت القدس عن الكيانين، وللاسف أن البعض يسير على هذه "التقسيمة" ويتعاطى معها، بما في ذلك الاعلام الرسمي.
واذ نعيش "حقبة كورونا" التي لم تنته بعد، نجد أن الاعلام الرسمي ومن خلفه يتعامل مع ما تتعرض له القدس كجغرافيا وبشر لا ارتباط لها بباقي الكيانات، حتى أن احدى وسائل الاعلام الرسمي، نشرت احصائية عن كورونا، كرست فيها هذا الفصل بكيانات ثلاث بدلا من اعتبارها وحدة واحدة، عندما اشارت الى عدد الاصابات بالفيروس لغزة لوحدها، والضفة في خانة منفردة، والقدس احتفظت بمربع، داخل هذه الاحصائية، وأحيانا تحذف، ولو استفسرنا يكون الرد عبارة "سقطت سهوا".
فلسطين الدول الواعدة، أصبحت 3 كيانات القدس والضفة وغزة ، فمخاطر صفقة القرن لم توحدها، وانتهاكات العدو وحروبه لم تدفعها لاعادة اللحمة، وجائحة كورونا عجزت عن لم شملها.. وكأننا رضينا بهذه التقسيمات التي جرتنا اسرائيل اليها..
الانقسام يتعمق والقصف الادعائي الاتهامي يزداد حدة.. والقدس تحت وطأة التهميش من جانب أولي الامر والشواهد كثيرة، تهميش أدى ايضا الى فقدان القيادة تأثيرها في المدينة العاصمة، وهي لا تمتلك القدرة على فرض أمر ما، حتى على شركة صغيرة، أو مؤسسة مسيئة.. ووصل الأمر، بين الضفة وغزة، جراء مواقف متخذة خاطئة أن لا شعور وجدانيا بينهما، ولغة التشفي تتكرس.
تُرى ما هي أهداف كل الاطراف، المتصارعان وما حولهما من وراء هذا التشتت والحقد واللامبالاة القطيعة والتشفي.. ما هي أجنداتها، ومن هي القوى الممسكة بمقاليد أمورهما، وتحركها كيف ومتى تشاء.
حروب ومؤامرات وصفقات خيانية ومخططات اجرامية وأوبئة، لم تدفع الى تحقيق مصالحة، أو رفع تهميش الأشقاء لعاصمة العواصم القدس التي تئن تحت العبث والتهويد ومخططات الاجرام.
ماذا بعد؟!