2024-11-23 10:54 م

نساء حول الزعيم.. دور المرأة في حياة رئيس كوريا الشمالية

2020-04-16
للنساء في حياة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، ودولته حظوة؛ لفتت الأنظار منذ اعتلائه سدة الحكم في بلاده. فمن بين زعماء سلالته الحاكمة، كان أول من استعان بثلاث سيدات، أختيه وزوجته، اللاتي أصبحن مستشارات أو مؤثرات في صنع القرار.

لكن هذه الحظوة للمقربات من الزعيم الكوري لم تمتد لبقية النساء في البلاد، فمنهن من يجبرن على العمل في «فرق المتعة»، وتعاني جميعهن، كما الرجال أيضًا، من القوانين القمعية في البلاد، بحسب المراقبين، الذين يضطرون في أحيان كثيرة للتكهن بأوضاع النساء في كوريا الشمالية، أو يعتمدون على شهادات من هرَبن من البلاد.

أميرة والدها والحليف المقرب لأخيها.. كيم يو جونج

كيم يو جونج هي السيدة الأكثر نفوذًا من بين نساء كوريا الشمالية، أطلق عليها والدها لقب «الأميرة»، وتفاخر باهتماماتها السياسية، وصحبها في جولاته التفقدية لمنشآت الأسلحة، وأوكل إليها مهامًا إدارية، ما أهَّلها للمكانة التي تحظى بها الآن في عهد أخيها، ويُعتقد أن لها دورًا كبيرًا في توليه حكم البلاد، متخطيًا إخوته الأكبر سنا.


دخلت كيم يو جونج معترك السياسة منذ 2007؛ حين انضمت لحزب العمال الكوري، وتولت مهامًا إدارية نيابة عن والدها. أجادت تلميع صورة الرئيس في البلاد منذ فترة حكم والدها، لتتولى بعد ذلك حقيبة الدعاية والإعلام في البلاد عام 2014، ليصبح رسم الصورة العامة لأخيها لدى الشعب من أبرز المهام المنوطة بها.

منذ تولي أخيها الحكم عام 2011، وهي دائمة الظهور إلى جانبه، خاصة في الاجتماعات الدولية؛ إذ ظهرت في القمتين اللتين جمعتا الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، كما لوحظ حضورها قمة سنغافورة التي جمعت بين ترامب وكيم.

في أبريل (نيسان) عام 2018، لعبت كيم يو جونج دورًا حاسمًا في محادثات السلام بين الكوريتين، حين التقى قادة البلدين في المنطقة المنزوعة السلاح، ونسَّقت المحادثات، وضمنت سيرها بسلاسة.
إلى جانب ذلك، كانت أول فرد من عائلتها يزور كوريا الجنوبية بعد أكثر من خمسين سنة على انتهاء الحرب الكورية، فخطفت الأنظار في دورة الألعاب الأولمبية في سيول عام 2018.

تجلت قدرة كيم يو جونج الكبيرة وسلطتها النافذة، عقب توليها إدارة شؤون البلاد عام 2014، عندما أقعد المرض أخيها عن تولي مهامه الرئاسية.

أثارت كيم يو جونج مؤخرًا جدلًا كبيرًا بعد وصفها كوريا الجنوبية بكلمات نابية، إثر انتقاد سيول تدريبات كوريا الشمالية العسكرية. وكانت هذه المرة الأولى التي تدلي بها كيم يو جونج ببيان عام، مما يشير إلى مكانتها الجديدة في الهرم السياسي للبلاد.

وهذا ما أسفرت عنه الأيام بالفعل، إذ أعلن كيم جونج أون، في اجتماع عُقد في 12 أبريل، عن تعيين كيم يو جونج في هيئة صنع القرار الرئيسية في البلاد، لتكون رئيسًا للدعاية.

ويبدو أن التعيين جاء بعد أن خضعت الشقيقة الصغرى لسلسلة من عمليات التأهيل؛ إذ كانت قد ترددت أنباء حول عزلها من منصبها العام الماضي، إثر انهيار قمة ثانية جمعت شقيقها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي. ويرى أهن تشان إيل، الباحث في سيول «أن هذا التعيين يأتي جزءًا من صعود كيم يو جونج الأخير في التسلسل الهرمي لكوريا الشمالية».

كيم سول سونج.. مساعدة شخصية للأب والابن

هي الأخت غير الشقيقة لكيم جونج أون، ولدت عام 1974، ودرست السياسة الاقتصادية في جامعة كيم إل سونج. تتقن الروسية والفرنسية والإنجليزية، وحاصلة على شهادات تعليم عالٍ من أوروبا.

بحسب تقرير نشرته صحيفة «كوريا هيرالد»، يقول لي يوث كيول، الزميل الباحث في معهد سيجونج، إنه من المحتمل أن كيم سول سونج تقود الهيئة العليا لصنع القرار في الجيش الكوري، وقد تكون النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدولة.

وفي التقرير نفسه، ذكر تشونج سيونج تشانج، الزميل الباحث في معهد سيجونج، أن كيم سول سونج تؤثر تأثيرًا كبيرًا في العملية السياسية في البلاد، وربما تكون هي من أصدرت الأمر بقتل الأخ غير الشقيق لكيم جونج أون، كيم جونج نام، الذي لقي حتفه في مطار ماليزيا، وسط ادعاءات باستخدام سلاح كيماوي محظور في تلك العملية.

وفي تقرير نشرته «بي بي سي»، يقول المحلل مايكل مادن إن كيم سول سونج تؤدي دورًا مركزيا في المكتب التنفيذي الشخصي لأخيها، جنبًا إلى جنب مع أختها كيم يو جونج، كما تشير مصادر عدة لدورهما في وضع السياسات، بحسب التقرير.

لكن أيا من هذه الأدوار لم تُؤكدها وسائل الإعلام الحكومية. وعلى النقيض من ذلك، وفقًا لوكالة «أسوشيتد بريس» الأمريكية، تتردد شائعات بأن كيم سول سونج قد تكون الآن محتجزة.

وفي غياب التأكيد الرسمي، تبقى الآراء منقسمة حول ما إذا كانت تؤدي دورًا من وراء ستار في مشهد السياسة الكوري الشمالي، أم أنها ابتعدت تمامًا عن الساحة السياسية بعد وفاة والدها.


ري سول جو.. من «الرفيقة» إلى «السيدة الأولى»

خلافًا لما كان عليه الحال من قبل، سلكت ري سول جو زوجة الزعيم الكوري الشمالي سلوك السيدة الأولى، وأشار إليها الإعلام في كورريا الشمالية بـ«صاحبة الفخامة السيدة الأولى»، وهي المرة الأولى التي استُخدم فيها هذا الاسم منذ نحو 40 عامًا؛ وكانت تسمى قبل ذلك «الرفيقة»، مثلما كان يُطلق على الزوجات السابقات لزعماء البلاد.

ولم تكن زوجات الرؤساء السابقين للبلاد تظهرن في العلن، ولم تذكر وسائل الإعلام أسماءهن إلا نادرًا طيلة حكم أزواجهن، فلم تأتِ أيٌّ منها على ذكر اسم زوجة كيم إيل سونج قبل وفاتها، ولا سلطت الأضواء على زوجته الثانية.

وحتى عام 2012، ظلت التكهنات دائرة ولم تحسم بشأن السيدة التي تظهر إلى جانب كيم جونج أون منذ جنازة والده، إلى أن أعلنت وسائل الإعلام الحكومية زواج ري سول جو، وكيم جونج أون. ولا يُعرف متى كان الزواج على وجه الدقة، ولكن تشير تقديرات المراقبين إلى أنه عقد بين عامي 2009 و2010.

ظهرت ري سول جو بجانب زوجها في العديد من المناسبات الدبلوماسية والعسكرية؛ إذ ظهرت أثناء لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن. ويعتقد أن لها تأثيرًا في قراراته.

كانت ري سول جو قد اعتادت الظهور في وسائل الإعلام مرة واحدة كل شهر على الأقل منذ عام 2018، وأثار اختفاؤها عن الأنظار لمدة أربعة أشهر العام الماضي التكهنات، الأمر الذي دعا وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية إلى الاعتقاد بأنها ربما تقضي فترة حملها كما كانت تفعل سابقًا.

يُذكر أن العائلة الحاكمة هناك لا تُفصح عن أية تفاصيل حول حياتهم الخاصة، بما في ذلك عدد الأبناء، فأول اعتراف وظهور رسمي لكيم جونج أون كان بعد أن بلغ 27 عامًا.

كيم كيونج هوي.. العمة التي ضمنت انتقال السلطة للزعيم الجديد

عمة كيم جونج أون، الجنرال في الجيش، والعضو في المكتب السياسي لحزب العمال الكوري، التي أوكلت إليها وزوجها جانج سونج تيك مهمة دعم الرئيس الشاب بعد وفاة والده وتوليه الحكم عام 2011.

ظهرت في المشهد السياسي عام 2008، إثر مرض أخيها كيم جونج إيل، الذي قرَّبها وزوجها، وأوكل إليها مهامًا سيادية؛ لضمان مرور السلطة بسلاسة منه لابنه من بعده.


في ذلك الوقت، كان زوجها جانج سونج تيك ثاني أقوى شخصية في كوريا الشمالية، ونائب رئيس أعلى هيئة عسكرية في البلاد، وكان دائم الظهور إلى جانب كيم جونج أون. وبحسب كتاب لمسؤول سابق في الاستخبارات الكورية الجنوبية، أدى دورًا كبيرًا خلال حكم كيم جونج إيل، إلى أن اتهم بالخيانة والفساد وأعدم رميًا بالرصاص عام 2013.

اختفت كيم كيونج هوي عن الأنظار بعد إعدام زوجها؛ مما جعل بعض وسائل الإعلام تتوقع مرضها أو دخولها في غيبوبة، أو حتى انتحارها. لولا أن هذه التكهنات انهارت جميعها بعد ظهورها في الاحتفال برأس السنة هذا العام، إلى جانب كيم جونج أون وشقيقته وزوجته، بعد ست سنوات من الغياب.

يقول مايكل مادن: إن الظهور العلني لكبار المسؤولين دائمًا ما يحمل رسالة، حتى وإن لم يكن الشخص يحمل صفة سياسية. فربما كان هذا الظهور لإثبات وحدة صف عائلة كيم، وتأكيد استمرار دعم كيم كيونج هوي لحكم ابن أخيها.

«فرق المتعة» تعود من جديد 

بعيدًا عن نساء العائلة الحاكمة، ننتقل إلى قصة كوريات أخريات، قريبات من الزعيم الكوري كيم جونج أون ودوائر السلطة المختلفة، لكنهن لا يملكن قرارهن مثل من ذكرناهن سابقًا.

بحسب صحيفة «التليجراف» البريطانية، أعاد كيم جونج أون تشكيل «فريق المتعة»، وهو التقليد الذي اتبعه والده وجده من قبل، بعد أن توقف لثلاث سنوات بسبب الحداد على والده.

انقضت سنوات قبل أن يعيد كيم جونج أون اتباع هذا التقليد، حتى ظن البعض أن تعليمه في الخارج ربما أثر في طريقته ونظرته إلى الأمور، وانطلقت التحليلات مبشرة بأن كوريا الشمالية ستشهد تغيرًا في عهده. لكن يبدو أن شيئًا لن يتغير في ظل حكم عائلة كيم للبلاد.

يبحث المسؤولون الحكوميون في أرجاء البلاد عن أجمل الفتيات، ويجمعون ما بين 30 إلى 40 فتاة كل عام في عمر بين 13 و15 عامًا.

وفقًا لهذا التقليد، يبحث المسؤولون الحكوميون في أرجاء البلاد عن أجمل الفتيات، ويجمعون ما بين 30 إلى 40 فتاة كل عام في عمر بين 13 و15 عامًا، وطول يقارب 170 سنتيمترًا، ويشترط أن يتقن العزف والرقص، وأن يكن عذارى، على عكس الزعيم السابق الذي كان يختار سيدات أكثر نضجًا.

بعد عرضهن على الزعيم، يختار منهن محظيات ليكن راقصات ومغنيات ومرافقات، وظيفتهن الأساسية الترفيه عن الزعيم وإمتاعه. وكان مصير كثير من المتقاعدات، بعد بلوغهن منتصف العشرينات، الزواج بكبار المسؤولين والعسكريين ممن يبحثون عن زوجات.

تقول الشهادات الواردة من بعض الفارين من فريق المتعة للزعيم السابق كيم جونج إيل، إن الجنود يجوبون البلاد ويختارون الفتيات عشوائيًّا، من صفوفهن الدراسية في بعض الأحيان، ويجبرن على الانخراط في فريق المتعة،  بعد أن يخضعن لفحص طبي دقيق، يشمل التأكد من عذريتهن.

في عام 2010 ذكرت مي هيانج الفارة من كوريا الشمالية، لمجلة ماري كلير، أن جنودًا يرتدون الزي العسكري اقتحموا صفها الدراسي واختاروها لتكون من ضمن فريق المتعة لكيم جونج إيل. مُنعت مي هانج من رؤية عائلتها لمدة عشر سنوات قضتها في إمتاع الزعيم.

ووفقًا لصحيفة «Chosun Ilbo» الكورية الجنوبية، سرّحت السلطات فتيات «فريق المتعة» بعد وفاة الزعيم السابق كيم جونج إيل، ودفعت لهن مبلغ 4 آلاف دولار، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لكوريا الشمالية، بالإضافة لبعض الأجهزة المنزلية الأخرى؛ وذلك حتى لا يفصحن عمّا حدث في هذه الفترة.


كيف تعيش النساء الكوريات تحت حكم كيم جونج أون؟

بعيدًا عن من أوقعهن الحظ العاثر في قبضة كشَّافي «فرق المتعة»، لم تنج بقية النساء في كوريا الشمالية من الحياة الصارمة التي يعيشها الكوريون جميعًا، بل تزيد معاناتهن عن الرجال.

على الرغم من أن النساء في كوريا الشمالية هن المعيلات الرئيسيات لأسرهن، ما يزال العنف والاعتداء عليهن أمرًا شائعًا هناك. ووفقًا لشهادات كوريات شماليات يبدو العنف المنزلي ممارسة روتينية، ولا توجد قوانين رادعة لمرتكبيها.

بحسب حديث «هيومن رايتس ووتش» مع 26 كوريًّا شماليًّا، قالوا جميعًا إن النساء يتعرضن لعنف في المنازل وفي الأماكن العامة. وينتشر التمييز على أساس الجنس؛ فالحصول على وظيفة، أو الانضمام لحزب العمال الكوري يكون أكثر صعوبة بالنسبة للنساء.

وتُلزم السيدات، كما الرجال، بالاختيار من بين مجموعة من تصفيفات الشعر التي تحددها الحكومة، والتي لا يجوز للمواطنين الخروج عنها.

وبحسب شهادات وردت في تقرير آخر لـ«هيومن رايتس ووتش»، نُشر عام 2018، واستغرق جمع قصصه نحو عامين، أن التحرش والاعتداء الجنسي في كوريا الشمالية ضد السيدات منتشر، خاصة على أيدي المسؤولين الحكوميين، والشرطة، والمحققين، والجنود في الجيش. وتخشى السيدات الإبلاغ عن هذه الاعتداءات خوفًا من رد فعل الحكومة.


تذكر أو جونج، التي كانت تبيع بضاعتها في سوق مدينة هايسان حتى عام 2014، أن الحرَّاس كانوا يمرون بانتظام على السوق مطالبين برشاوى غالبًا ما تكون على هيئة ممارسات جنسية مع السيدات بالإكراه. فيما رصد مجلس حقوق الإنسان – التابع للأمم المتحدة – في تقريره حول كوريا الشمالية حالات تعذيب، واغتصاب، وعنف جنسي، وإجهاض قسري، واضطهاد لأسباب سياسية ودينية وعرقية.


يتجلى ذلك على نحوٍ خاص في  السوق السوداء، التي تنتشر في البلاد منذ المجاعة التي لحقت بها عام 1990، وفشلت الدولة على إثرها في إطعام شعبها؛ فتولت السوق السوداء المهمة، حتى أصبح نحو خُمس سكان كوريا الشمالية اليوم يعتمدون على عمليات البيع والشراء بداخلها، والنساء بطبيعة الحال جزء أساسي في هذه السوق، التي تمثل بيئة خصبة، يتعرضن فيها لمضايقات وتحرشات جنسية، ولا تجرؤ الكثيرات على الشكوى للجهات الحكومية؛ إما خوفًا وإما يأسًا من أن تجدي الشكوى نفعًا.

تجمع هذه البلاد العديد من التناقضات التي يصعب في كثير من الأحيان على المختلفين ثقافيًّا إدراكها. فتجمع بين سيدات يصلن إلى مراتب عليا في السلطة، وأخريات يعيلْن أسرهن ويتعرضن للعنف والإساءة في الآن نفسه، وفتيات يُقدن من صفوفهن الدراسية ليقُمن بواجب الترفيه عن الزعيم وحاشيته، ويجده البعض موازيًا لمهمة التجنيد في الجيش.

وعلى الرغم من ذلك، يثير مشهد الفتيات والمجنَّدات في الجيش الكوري وهن يبكين لرؤية الزعيم التساؤل حول ما إذا كانت هذه الدموع حقيقية أم لا. في تفسير لبعض المحللين أن المسألة في كوريا الشمالية تتعلق بمنزلة زعيم البلاد لدى الناس، والتي تقترب من منزلة الإله.


ربما يسخط البعض على الديكتاتورية التي تُحكم بها البلاد، لكن البعض الآخر يرى أفعال القائد صحيحة، ولا يجرؤ حتى على التفكير في تحليل خطأها. والبعض الآخر يرى في جرأة البلاد على تحدي ومواجهة قوة عظمى مثل أمريكا أمرًا عظيمًا يستحق التبجيل. وفي المقابل، يرى محللون آخرون أن الشعب يخشى من مراقبة النظام له؛ فلا يجد بدًّا من التظاهر بالبكاء، والتأثر لمرور طيف الرئيس.

ورغم أنه شعب تُقيد حريته وتُفرض عليه الكثير من القيود، ولكن أحدهم يرى أن أكثر اللحظات فخرًا في حياته هي عندما أدى عرضًا عسكريًّا حضره زعيم البلاد كيم جونج أون، لتبقى بلاد الغموض والسرية حتى حين.


(ساسة بوست)