لماذا يهاجم الجانب الامريكي منظمة الصحة العالمية؟ تحت هذا العنوان، حاول احد المحللين والخبير في الشؤون الامريكية والمتابع لصورة الاوضاع الصحية في الولايات المتحدة الامريكية منذ بدء تفشي فيروس كورونا الاجابة على هذا السؤال. وحسب المحلل، فان عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في الولايات الامريكية المختلفة بدأ يصل الى اعداد مخيفة يوميا، فعلى سبيل المثال تم تسجيل 2000 حالة وفاة في يوم واحد، والتقديرات والتوقعات تشير الى أن عدد الوفيات اليومي جراء الفيروس ستصل الى ما يقارب الـ 4500 مصاب يوميا، وهذا العدد من الوفيات اذا ما قمنا بمقارنته مع اعداد الوفيات اليومي في الصين، والذي وصل في بعض الاحيان الى ما يقارب الـ 4000 حالة وفاة يوميا، فاننا نتحدث عن ارقام كارثية، خاصة وأن عدد سكان الصين يتجاوز المليار و 4000 مليون، أي يتجاوز عدد سكان الولايات المتحدة بمليار نسمة.

وهذا يستدعي طرح بعض التساؤلات:

(1) هل هناك في العالم من يؤمن بأن الارقام التي يتم الاعلان عنها هي ارقام حقيقية، خاصة وأن بعض المناطق في العالم والتي تم تسجيل اصابات فيها لم يسجل الا عدد قليل جدا من الوفيات؟

(2) هل تقارير منظمة الصحة العالمية دقيقة أم ان هناك محاولات للتلاعب بالارقام؟

الشكوك في الولايات المتحدة تدور حول أن منظمة الصحة العالمية تعاونت مع الصين في اخفاء الارقام الحقيقية للمصابين والقتلى ولم تقدم الارقام الحقيقية للمصابين الى حكومات الدول المختلفة، وهذا تسبب في عدم استعداد تلك الدول للفيروس بالشكل المطلوب، باعتبار ان الارقام التي اعلنت عنها منظمة الصحة العالمية بشأن الاصابات في الصين مقارنة مع عدد سكان الصين كانت تعتبر قليلة جدا.

وهنا يجب الاشارة الى أن الاستعدادات التي قامت بها اسرائيل والسلطة الفلسطينية لمواجهة الفيروس والتعامل معه لم تأخذ بعين الاعتبار الارقام المعلنة من جانب الصين ومنظمة الصحة الدولية، حيث تم التعامل مع هذا الخطر بشكل جدي وبدون اي تأجيل وتأخير، والسبب في عدد الاصابات المرتفع بعض الشيء في اسرائيل يعود الى سببين: الاول، عدم وجود خطة وقائية في دور المسنين لمواجهة فيروس كورونا وما يشكله هذا الفيروس من خطر داهم بالنسبة لهذه الشريحة من السكان، وهو ما تسبب باعداد وفيات كبيرة في غالبيتها من الاشخاص الذين يقيمون في دور المسنين.  والسبب الثاني، عدم اتخاذ القرار السريع في الوقت المناسب، بما يتعلق بعزل كل من يعود الى اسرائيل من خارج البلاد عبر المعابر المختلفة، وهو ما تسبب في دخول الكثير من الاشخاص الذي تبين في ما بعد اصابتهم بالفيروس.