تكثف السلطات الصينية حملاتها الإعلامية باللغة الإنكليزية، في محاولة للدفاع عن إدارتها لأزمة فيروس كورونا، عبر الإضاءة على فشل الحكومات الغربية.
ولفتت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الجمعة، إلى أن وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء روجت صور المساعدات الصينية التي وصلت إلى مطار هيثرو، يوم السبت الماضي، للمتابعين في المملكة المتحدة. كما استخدم الدبلوماسيون الصينيون الأصغر سناً منصة "تويتر"، المحجوبة في الصين، لنشر إشاعات لا أساس لها من الصحة تزعم أن تفشي الفيروس بدأ أساساً في الغرب وهدفه تشويه سمعة الدولة الصينية.
وفي حديثه لصحيفة "ذا غارديان"، أوضح البروفيسور كيري بروان أن الصين تحاول تحويل أزمة وطنية إلى انتصار عالمي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحملات الحالية باللغة الإنكليزية لا تزال متحفظة للغاية في نهجها مقارنة بجهود الدعاية الأكثر فعالية و"خبثاً" من قبل دول مثل روسيا.
الصين واجهت اتهامات أخيراً بالتعتيم على عدد الإصابات الحقيقي بالفيروس في البلاد، وانتقدت سابقاً التغطية الأجنبية لشؤونها، وأقدمت أخيراً على ترحيل عدد من الصحافيين الأجانب.
لكنها استثمرت خلال السنوات الأخيرة في منصاتها الإعلامية الناطقة بالإنكليزية، لفرض روايتها وصورتها في العالم. وتتصدر هذه الجهود القناة المملوكة للدولة والناطقة بالإنكليزية "سي جي تي إن" CGTN التي بدأت أخيراً بالبث من العاصمة البريطانية لندن، رافعة شعار "تغطية الأخبار من منظور صيني".
"سي جي تي إن" تخضع لتحقيقات من هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية "أوفكوم"، حول الحيادية وقضايا أخرى متعلقة بحرية الصحافة. لكن انتقادها للحكومات الغربية أقل علانية من شبكات أخرى مدعومة من الدولة، مثل "آر تي" (روسيا اليوم سابقاً) أو قناة "برس تي في" الإيرانية.
وركزت القناة خلال الأسبوع الماضي على عرض مجموعة من القصص الفردية الملهمة عن الأطباء الصينيين الذين ينقذون الأرواح في مواجهة وباء كورونا العالمي، ومقاطع فيديو للمساعدات الصينية التي تصل إلى الدول الأوروبية والأفريقية، ولقطات عن الاقتصاد الصيني الذي بدأ بالتعافي، إلى جانب لقطات أكثر غرابة مثل فيلم لرجل إثيوبي اعتقد أنه قادر على إيقاف العدوى عن طريق وضع الثوم على أنفه، وفق ما لاحظت "ذا غارديان".
العربي الجديد