مشهد مؤلم ذلك الذي يرافق تشييع الجنائز في زمن كورونا، فضحايا كورونا.. عزل في الحياة.. وحتى في التشييع.
وقع المحظور في الأردن، كما في معظم دول العالم، أول حالة وفاة بهذا المرض تم تسجيلها في المملكة.
سيدة ثمانينية كانت ضحية فيروس تسلل إلى جسدها، تحالف الفيروس مع مشكلات صحية والتهاب حاد نتج عن تسمم بالدم، غدت السيدة، في مشهد حزين.. لا طقوس ترافق الجنازات، ولا مودعين، ولا صلاة عليها في المساجد، ولا بيوت عزاء تفتح، فكورونا تلقي بظلالها الثقيلة على الحياة في الأردن.
ظهرا يخرجون إلى المقبرة، بأعداد قليلة لا تذكر، في ظل حظر للتجول، يلبسون ثياباً طبية معزولة، يحفرون قبراً بمواصفات خاصة، في طرف يبدو خفي، فالضيف هذه المرة، شخص أجبرته الظروف ليكون استثنائيا في زمن استثنائي.
وجوه المشيعين هنا غيرُ ظاهرة، وصلة القرابة في هذا الموقف ليست الأهم، وكأنه يوم يفر المرؤ فيه من أمه وأبيه.. فلا يجرؤ المحب على وداع حبيبه، ولا أن يلقي عليه نظرةَ الوداع، لحظات عصيبة هذه، شعور الفقد لا يشبهه شعور
كم هي قاسية الحياة في هذا الزمن، ففي زمن كورونا تغير كل شي، تغيرت المشاهد وتبدلت العادات، ليس قناعة، بل بات المواطن مجبرا لا بطل.
(الحقيقية الدولية)