أكد مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» أن الولايات المتحدة تعد أكبر منتهك للقانون الدولي وتجاوزت في الآونة الأخيرة جميع الخطوط وارتكبت فظائع في أجزاء كثيرة من العالم وهي تحتجز الآن العالم بأسره كرهائن، لافتاً إلى أن أكثرية الدول لا تجرؤ على الرد والدفاع عن نفسها بوجه بلطجة واشنطن وحلفائها باستثناء روسيا والصين وإيران وعدد قليل من الدول الشجاعة الأخرى.
وقال المقال: تمثل إيران نموذجاً عن مدى جنونية سياسة واشنطن الخارجية، فإيران لا تمثل تهديداً على أي دولة، بل على العكس تماماً، فقد ساعدت طهران الحديثة والاشتراكية في الدفاع عن الشرق الأوسط بأكمله ضد الإرهاب الذي أطلقه الغرب وحلفاؤه في الخليج العربي، وتعاضدت مع العديد من البلدان اليسارية في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك فنزويلا، وساعدتها، من بين أمور أخرى، على بناء الإسكان الاجتماعي ووسائل الإعلام وصناعة النفط.
وتابع المقال: ولذلك أصبحت إيران هدفاً للولايات المتحدة و«إسرائيل»، فأعادت واشنطن فرض العقوبات عليها، وقامت باغتيال الشخصية العسكرية الإيرانية الأكثر احتراماً الجنرال قاسم سليماني في وقت سابق من العام الجاري، مضيفاً: إن واشنطن بأفعالها الإجرامية كأنها تقول إنه يمكن لها أن تقتل شعبك في أي مكان تريده، وإذا قاومت، فإنها ستسعى لتدميرك، بينما لا يحرك العالم ساكناً، والأمم المتحدة لا تتخذ أي إجراءات ملموسة للوقوف بوجه أكبر المتنمرين بل تتماشى مع المصالح الغربية.
وأوضح المقال أن الولايات المتحدة والغرب يعتقدون مخطئين أنهم يتميزون عن بقية العالم، وتلك هي نفس فلسفة التعصب والتطرف التي يطبقها «داعش» و”القاعدة» الإرهابيان، وبما أن الولايات المتحدة تستخدم أصولية السوق في حروبها التجارية، فإنها تطبق أيضاً التعصب البدائي في الطريقة التي تتعامل بها مع بقية العالم، وبطريقة ما، يشبه الذي فرضه «داعش» في الموصل عندما وقعت في براثن إرهابه.
وأكد المقال أن قوات الاحتلال الأمريكية لم تجلب أي شيء جيد لضحاياها، وأفضل مثال هو أفغانستان، الدولة الاشتراكية التي كانت تحقق المساواة بين الجنسين، ولكنها أصبحت، بعد حوالي عقدين من الاحتلال الأمريكي، الدولة الأكثر فقراً في القارة الآسيوية.
ولفت المقال إلى أن واشنطن، في الأشهر القليلة الماضية، حرضت على القيام بأعمال شغب في هونغ كونغ وقامت بتمويلها، في محاولة لترهيب الصين، وهي الآن تشن هجمات دعاية وحشية ضد بكين فيما يتعلق بالفيروس التاجي، وأطاحت (والحديث عن واشنطن) بالحكومة الاشتراكية الديمقراطية في بوليفيا، في حين تدعم شخصية سياسية غير شرعية من الدمى اليمينية في فنزويلا.
ورأى المقال أنه كلما استخدمت الصين، وبعض الدول الأخرى، المزيد من الدبلوماسية، كلما أصبحت الولايات المتحدة أكثر عدوانية، لافتاً إلى أن ما نشهده الآن على الساحة العالمية ليس حرباً، على الأقل ليس بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، ولكنه احتلال وحشي ووقح.
راشيل الذيب/عربي اليوم