بالنسبة إلى الصين، بات من الممكن الآن التفرّغ للبحث عن الأسباب وراء تفشّي فيروس «كورونا»، بعد انحساره على أراضيها. ومن أول ما أُدلي به في هذا المجال، على المستوى الرسمي، ترجيحات بأن يكون الجيش الأميركي وراء دخول الفيروس إلى ووهان. يأتي ذلك في وقت تحدث فيه المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي عن «قرائن تشير إلى احتمال وجود هجوم بيولوجي»
في تطوّر لافت، أمس، أبدت كلّ من الصين وإيران مؤشرات إلى احتمال وقوف الولايات المتحدة وراء تفشّي فيروس «كورونا»، بناءً على «قرائن» من جهة، وانعدام الشفافية من قبل الجانب الأميركي، من جهة ثانية. وبينما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، أن الجيش الأميركي ربما جلب فيروس «كورونا» إلى مدينة ووهان، صرّح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، بأنّ «هناك قرائن تشير إلى احتمال وجود هجوم بيولوجي».
ونشر تشاو لي جيان تغريدة بالإنكليزية، على حسابه على موقع «تويتر» قال فيها: «متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأميركي الوباء إلى ووهان... تحلّوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أميركا مدينة لنا بتفسير».
من جهته، أوعز خامنئي إلى رئيس الأركان العامّة للقوات المسلّحة، اللواء محمد باقري، تأسيس مقرٍّ لتقديم الخدمات الطبية والصحية للشعب، لمكافحة فيروس «كورونا»، موضحاً أنّ هذا الإجراء يأتي «في ضوء القرائن المطروحة التي تحتمل وقوع هجوم بيولوجي»، ومعتبراً أن هذه الخطوة يمكن أن «تكتسي طابع مناورة دفاع بيولوجي أيضاً، وتعزّز الاقتدار الوطني». ولفت خامنئي إلى أنّ «من الضروري أن تكون كل الخدمات لمواجهة كورونا تحت إمرة مقر موحّد».
تصريح خامنئي جاء في وقت أفادت فيه وكالة «تسنيم»، عن احتمال إصابة كبير مستشاريه علي أكبر ولايتي بفيروس «كورونا». وقالت الوكالة: «خالَط علي أكبر ولايتي، وهو أيضاً رئيس مستشفى في طهران، العديد من مرضى فيروس كورونا، في الأسابيع القليلة الماضية»، مضيفة إنّ «عوارض ظهرت عليه، وهو في الحجر المنزلي الآن».
وفي سياق متّصل، تواصل انتشار الفيروس عالمياً، مُحدثاً إرباكاً على المستوى السياسي، عبر انتقاله إلى مسؤولين حكوميين في دول عدّة، في القارتين الأوروبية والأميركية. ففي كندا، قرّر رئيس الوزراء جاستن ترودو العمل من منزله، كإجراء وقائي، فيما تخضع زوجته لفحص فيروس «كورونا»، كما أعلن مكتبه. وفي بيان رسمي، قال إنّ صوفي غريغوار ترودو التي ظهرت عليها عوارض مشابهة لعوارض الزكام، عقب عودتها من لندن، «تخضع لفحص كوفيد - 19». وأضاف إنّه «على الرغم من أنّ رئيس الوزراء نفسه لا تظهر عليه أي عوارض، إلا أنّه اختار العمل من المنزل تحت حجر ذاتي... كإجراء وقائي، لحين صدور نتائج صوفي».
في البرازيل أيضاً، أعلنت الحكومة أنّ مسؤولاً حكومياً التقى، في نهاية الأسبوع المنصرم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو للولايات المتحدة، مصابٌ بفيروس «كورونا» المستجدّ. وأوضحت الرئاسة البرازيلية، في بيان، أن فابيو واجنغارتن، مسؤول الإعلام في مكتب الرئيس، خضع لفحص مخبري أثبت إصابته بالفيروس، مؤكّدة بذلك معلومات صحافية. وأضافت إنّ «الحكومة البرازيلية سبق أن أبلغت هذه المعلومة إلى السلطات الأميركية الشمالية، حتى تتّخذ الإجراءات الاحترازية الضرورية».
وبينما كثُرت التكهّنات بشأن تأثير هذا اللقاء على صحّة ترامب، أعرب الأخير عن عدم قلقه. وقال للصحافيين: «سمعت عن هذا الموضوع. تغدّينا معاً في فلوريدا، في منتجع مارالاغو، مع كلّ أعضاء الوفد. لا أعرف ما إذا كان مسؤول الإعلام هناك. وإذا كان هناك، فلا بأس. لم نفعل أيّ أمر غير اعتيادي». كذلك، رأى البيت الأبيض أنّه ما من داعٍ «في الوقت الراهن» لخضوع ترامب لفحص فيروس «كورونا». وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة ستيفاني غريشام، إنّ «الرئيس ونائب الرئيس (مايك بنس) لم يختلطا عملياً بالمستشار الذي ثبتت إصابته بالفيروس، وليسا بحاجة إلى الخضوع للفحص في الوقت الراهن».
أمّا في إسبانيا، فقد أعلنت الحكومة إصابة وزيرة المساواة آيرين مونتيرو بفيروس «كورونا»، إلا أنّ حالتها «جيّدة»، مشيرةً إلى أنّ جميع الوزراء سيخضعون لفحص الكشف عن الفيروس. وجاء في البيان، أنّ الوزيرة تخضع «للحجر الصحي» مع شريكها نائب رئيس الوزراء زعيم حزب «بوديموس» اليساري بابلو إيغليسياس.
الاخبار اللبنانية